طرقـات مهتـرئـة و تسـرّبــات للمـيــاه
تراجع إطار الحياة العامة بحي المنطقة الصناعية الإخوة رحابي في مدينة قالمة، بشكل مقلق في السنوات الأخيرة، بعد انهيار الطرقات بعدة مواقع و استمرار ظاهرة تسرب المياه من شبكة التوزيع و الوحدات الصناعية و مرافق الخدمات المتواجدة بالحي الكبير، الذي يضم ثاني أكبر منطقة صناعية بالولاية، بعد منطقة ذراع لحرش ببلدية بلخير.
طرقات و شوارع كثيرة لم تعد تصلح للسير بسبب الانكسارات و انهيار طبقة الخرسانة السوداء، تحت تأثير عوامل الطبيعة و الزمن و الحفريات التي لا تنته لتجديد الشبكات و ربط المساكن و الوحدات الصناعية بالمياه و الغاز و أنظمة الصرف.
فأين ما وليت وجهك، تجد أكوام النفايات المنزلية متراكمة تنتظر فرق النظافة، التي يبدو أنها لم تعد قادرة على دخول الحي البائس بعد انهيار المسالك الرئيسية و لا يتردد السكان عن حرق النفايات كلما زاد حجمها و تأخرت فرق النظافة عن المجيء إلى الحي الكبير، الذي يكاد يخرج عن طابعه الصناعي و التجاري و يتحول إلى حي سكني يتزاحم فيه البشر مع الوحدات الصناعية و مرافق الخدمات الأخرى كميكانيك السيارات و قاعات الحفلات و حتى بيع المواشي كل بداية أسبوع.
و بالرغم من الأهمية الاقتصادية الكبيرة للحي الصناعي الإخوة رحابي بمدينة قالمة و مساهمته في دعم خزينة البلدية بالجباية السنوية لسوق المواشي و الوحدات الصناعية و مرافق الخدمات، إلا أن حاله مازال يثير الشفقة و كأنه بقرية ريفية نائية .
و يعتقد سكان الحي، بأنهم ربما يكونون قد ذهبوا ضحية الطابع الصناعي و التجاري للحي و لم يعد لهم نصيب من برامج التحسين الحضري إلا القليل، كما يبدو عليه الحال ببعض الشوارع المحظوظة التي اختفت منها الانكاسارت و النفايات، لكنها مازالت تعاني من نمو الحشائش البرية و تدفق المياه على مدار الساعة تقريبا.
و يبدو الحي الثري بائسا عندما تدخل إليه من البوابة الشرقية المحاذية لسوق المواشي الذي يقام كل احد و من البوابة الغربية المؤدية إلى ضاحية الأمير بعد القادر الجديدة، التي التهمت مساحات واسعة من الأراضي الخصبة في سنوات الفوضى و أزمة العقار التي تعرفها المدينة التاريخية العريقة.
و يملك سكان حي المنطقة الصناعية الإخوة رحابي بقالمة، إمكانات مادية معتبرة، لكنهم لا يبادرون و مازالوا ينتظرون البلدية لردم الحفر و الانكسارات و نزع الحشائش البرية و إصلاح شبكات المياه و الصرف المنهارة بعدة مواقع.
و يبدو أن وضع الحي الثري لن يتغير في غضون سنوات قليلة، مادامت عمليات البناء مستمرة و توسع الوحدات الصناعية في تزايد و سوق المواشي يزاحم السكان و يزيد من تعقيدات الوضع على البوابة الشرقية.
كما يبدو أن سكان حي المنطقة الصناعية، قد أصبحوا يملكون القدرة على التعايش مع مظاهر الطرقات المنهارة و النفايات و العيون الجارية بلا انقطاع و يكثف البعض منهم بإبداء الحسرة على ما آل إليه الحي ، الذي ينتج المزيد من الثروات خلف الجدران الحصينة و يدير ظهره للبيئة الحضرية الآمنة و مظاهر الحياة المدنية الجميلة.
و قالت عضو المجلس الشعبي البلدي بقالمة، منى بوازدي، المكلفة بقطاع الأمير عبد القادر، الإخوة رحابي للنصر، بأن وضع حي المنطقة الصناعية مثير للقلق بالفعل و خاصة من حيث وضعية الطرقات و شبكة مياه الشرب التي تعرف الانكسارات، مؤكدة على أن مشروع التهيئة مسجل و سينطلق قريبا لتغيير وجه الضاحية الشمالية برمتها و حي المنطقة الصناعية على وجه الخصوص.
فريد.غ