هدم 75 بناية فوضوية مشبوهة في أسبوع
استأنفت، أول أمس، مصالح الدائرة بالتنسيق مع بلدية عنابة و وحدات الشرطة، عملية هدم البناءات الفوضوية على مستوى حي سيدي حرب، الذي عرف استفحالا لظاهرة تشييد البيوت القصديرية بشكل غير مسبوق لم تعرفه في السنوات الماضية، حيث تم هدم 75 مسكنا في أسبوع، فيما يذكر أنه تم تشييد قرابة 500 بيت فوضوي جديد خلال 2019.
و استنادا لمصادرنا، فقد تم هدم 75 بيتا فوضويا، منذ انطلاق العملية قبل أيام و ذلك لصعوبة إدخال آليات الهدم و الجرافات، بسبب انعدام المسالك و البناء الفوضوي الملاصق لبعضه البعض، بالإضافة إلى تشييد البناء بمرتفع الحي الملاصق للغابة و الأشجار الضخمة.
و جاء تحرك السلطات المحلية، حسب مصادرنا، بسبب تحول عدد كبير من البيوت القصديرية بحيي فخارين و سيدي حرب، إلى مصدر تهديد و ملجأ للعصابات الإجرامية و تخزين المخدرات و المهلوسات و التخطيط للأعمال الإجرامية، بأكبر التجمعات القصديرية بعاصمة الولاية.
و تمت عملية الهدم، أول أمس، تحت إشراف رئيس الدائرة، حيث سخرت مختلف الوحدات منها قوات مكافحة الشغب، لتطويق و مداهمة الحي من جميع الجهات و قبل مباشرة عملية الهدم، اقتحمت عناصر الأمن البيوت الفوضوية من أجل توقيف الأشخاص محل بحث و المشتبه فيهم في حيازة المخدرات، كما جرى بحي فخارين القصديري و أسفر عن توقيف 15 شخصا.
و حسب مصالح البلدية، فقد تم هدم أكثر من 15 بيتا فوضويا في يوم واحد، شيدت حديثا على أراضي تابعة لأملاك الدولة و قبل الشروع في العملية، قامت مصالح البلدية بإرسال إعذارات لجميع المعنيين المستغلين للأراضي بطريقة غير قانونية، داعية إياهم إلى ضرورة احترام القوانين المعمول بها، و التي تمنع تشييد بيوت فوضوية.
و استثنت عملية الهدم أصحاب البيوت الفوضوية، الذين تم إحصاؤهم سنة 2007 و 2010، في انتظار ترحليهم إلى سكنات اجتماعية لائقة مستقبلا، في إطار البرنامج الوطني للقضاء على السكنات الهشة و الفوضوية، كما فرض ديوان الترقية و التسيير العقاري على العائلات المنتظر ترحيلها، تقديم تعهد كتابي موقع من قبل مصالح البلدية، لتهديم الكوخ الفوضوي مباشرة بعد عملية إعادة الإسكان.
و جاء ذلك، بعد قيام عدد من المواطنين القاطنين بحي فخارين و سيدي حرب، ممن أدرجت أسماؤهم ضمن المستفيدين، ببيع بيوتهم الفوضوية بمبالغ مالية تصل إلى 50 مليون سنتيم، لأشخاص آخرين آو التنازل عن أجزاء منها دون تهديمها بالكامل، لفائدة غرباء عن المنطقة و هو ما ترفضه السلطات المحلية.
من جهتها احتجت بعض العائلات غير المحصاة، على عملية هدم بيوتها الفوضوية، كونها في حالة اجتماعية مزرية و لا تملك مكانا تلجأ إليه، مطالبة السلطات المحلية بإحصائها و السماح لها بالعيش في الحي الفوضوي إلى غاية إعادة إسكانها .
وفي نفس السياق، أوضحت مصادر من بلدية عنابة، أن عملية الهدم متواصلة لتشمل البنايات الفوضوية عبر عدة أحياء بالمدينة و سكنات أخرى هشة مرشحة للهدم، بعد ترحيل سكانها إلى شقق لائقة في إطار امتصاص هذا النوع من السكن، كما سيتم استغلال الأوعية العقارية بعد هدم الأكواخ لإنجاز مشاريع و مرافق عمومية.
من جهة أخرى، أشرف رئيس بلدية عنابة الطاهر مرابطي، أول أمس، على عملية هدم بناية مهددة بالانهيار على مستوى شارع جيش التحرير الوطني وسط مدينة عنابة، بحضور أعوان الأمن، بعدما تم إخلاء السكنات من شاغليها و تحويلهم إلى سكنات اجتماعية جديدة.
حسين دريدح