مواطنون يحتجون لمطالبة إدارة مركب الفوسفات بتركيب مصفاة
نظّم العشرات من المواطنين، مساء أمس، مسيرة سلمية، انطلاقا من المركز الثقافي « عمارة الوردي»، إلى غاية المقر الإداري للمركب المنجمي للفوسفات في بئر العاتر بتبسة، رافعين لافتات تعبر عن قلقهم من المخاطر التي تهدد سكان البلدية، جراء انبعاث دخان المركب المنجمي للفوسفات، مطالبين مسؤولي شركة «سوميفوس»، بالإسراع في تركيب المصفاة، لإنقاذ السكان من مخاطر التلوث، التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على صحة المواطنين و الحيوانات و النباتات.
المشاركون في الوقفة، أكدوا «للنصر» أن سكان مدينة بئر العاتر يموتون ببطء، لأنهم لا يتنفسون هواء طبيعيا، فيما أصبح كل ما حولهم ملَوثا، نتيجة لعدم احترام البيئة من قِبل المسؤولين و نتيجة للتفريط في أدنى شروط الوقاية من قِبل مسؤولي مركب الفوسفات القريب من المدينة، حيث يشعرون بالاختناق الدائم، جراء هذه الصناعة، في الوقت الذي كانوا ينتظرون منها أن توفر مناصب شُغلٍ لأبنائهم و مداخيل من العملة الصعبة للبلد، متسائلين بحرقة عن السبب الذي يجعل التلوث ينتصر على حساب الصفاء و النقاء.
و قال المحتجون، إن الجميع استبشر خيرا، بعد الانتباه لهذه المنطقة في السنوات الماضية و تم الاعتراف بأنها يمكن أن تكون منطقة صناعية بامتياز و بأن أبناءها سيستطيعون العيش أخيرا بكرامة، من خلال البديل الصناعي خارج المحروقات، خاصة و أن الجزائر سادس منتج عالمي للفوسفات و ستقفز إلى المرتبة الأولى إفريقيا حتى قبل المغرب و تونس، إلا أن هذا كله ما لبث أن تلَوثَ بالغازات السامة و ازدادت الحالات المرضية الخطيرة في أوساط السكان.
و لم يخف الجميع تدهور الوضع البيئي، الذي مسّ جلّ أحياء المدينة المنجمية و أصبح يهدد سلامة و صحة ما يزيد عن 100 ألف نسمة، بسبب ما وصفوه بتهاون مسيري شركة «سوميفوس» و عدم اعتنائهم بتأثيرات و مخلفات الأتربة و الغبار المتطاير من المنجم، مما نتج عنه ظهور حالات مرضية، مست شرائح عريضة من المجتمع، كأعراض الربو و الحساسية و أمراض العينين و حتى الأمراض الخطيرة المعروفة كالسرطان بشهادة أطباء أخصائيين.
النصر حاولت الاتصال بمدير المركب، لمعرفة رده على انشغال المحتجين، لكننا لم نتمكن من ذلك.
ع.نصيب