أحصت ولاية الطارف، أزيد من 100 منطقة ظل، أغلبها تتوزع عبر القرى و المداشر النائية الجبلية و مناطق الشريط الحدودي، التي يعاني ساكنتها من العزلة و نقائص بالجملة في عديد المجالات ذات العلاقة بالإطار الحياتي.
و قد عكفت لجان تقنية مشتركة مشكلة من عدة قطاعات، على زيارة هذه المناطق لضبط احتياجاتها من المشاريع التنموية، للتكفل بها ضمن برامج الدولة، طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية خلال اجتماعه الأخير بالولاة، حيث قامت على مدى الأيام الماضية، بمعاينة وتنظيم زيارات ميدانية إلى عمق مناطق الظل والقرى والمشاتي النائية الجبلية المعزولة، لحصر النقائص والانشغالات، من أجل توفير ضروريات الحياة الكريمة للسكان، بما من شأنه الحفاظ على استقرار العائلات بمناطقها و السماح بعودة من نزحوا إلى الوسط الحضري، بسبب تردي الظروف المعيشية
و عمدت اللجنة الولائية و اللجان التقنية في عملية الإحصاء، لإعطاء الحرية المطلقة للسكان في تحديد احتياجاتهم من المشاريع حسب الأولوية، إلى جانب إشراكهم في ضبط البرامج الموجهة لهذه المناطق، لفك العزلة عنها و تحسين الأوضاع المعيشية ، حيث ارتكزت اقتراحات السكان على تحديد أولوياتهم في التنمية التي ترتكز على فك العزلة، تعبيد الطرقات، فتح المسالك الفلاحية، دعمهم بالسكن الريفي و تربية الحيوانات، الصحة، تحسين ظروف التمدرس، المياه و الكهرباء والتكفل بالشباب و البطالة.
فيما باشر الوالي سلسلة من الخرجات الميدانية، الأسبوع الفارط، نحو عدد من البلديات ومناطق الظل، لحصر المشاكل والتكفل بكل النقائص والانشغالات المطروحة في الميدان، خاصة ما تعلق بمشاريع فك العزلة، التعليم و التغطية الصحية و غيرها، حيث أعطيت تعليمات للقطاعات المعنية، للتكفل ببعض المشاكل ضمن الأولويات، خلال برنامج التنمية المحلية لهذه السنة، لتخفيف الغبن عن السكان، مع المطالبة بالإسراع في إعداد البطاقات التقنية من البلديات والقطاعات المحلية، لضبط برنامج الولاية للتكفل الحسن بمعالجة ملف مناطق الظل من جميع النواحي.
في حين اشتكى السكان من تجاهل المنتخبين و المسؤولين لمشاكلهم وانشغالاتهم المعيشية، ما خلق حالة من اليأس في أوساطهم و دفع بالعشرات إلى النزوح، مناشدين السلطات المحلية تخصيص إعانات من البناء الريفي للحفاظ على الاستقرار بمناطقهم، إلى جانب المطالبة بتوفير وسائل الجمع المدرسي للتلاميذ والإسراع في تهيئة الطرقات و المسالك و الربط بالكهرباء و الغاز و كذا الدعم بوحدات لتربية الحيوانات وغيرها من الاحتياجات الأخرى، التي أعطيت تعليمات لأخذها بعين الاعتبار و الانطلاق في أشغالها خلال الأيام القادمة، فيما أعلن الوالي عن برنامج استعجالي للتكفل بمناطق الظل عبر تراب الولاية، يمس كل
المجالات. نوري.ح