عادت في الآونة الأخيرة الحركة والحيوية لورشات العديد من المشاريع في قطاعات مختلفة بمدينة سكيكدة، بعد سنوات من التوقف، من بينها محطة المسافرين البرية التي ظلت مهملة منذ أزيد من 6 سنوات بسبب مشكل مالي، بالإضافة إلى عمليات أخرى أخذت وتيرة متسارعة بعد أن كانت تسير بسرعة السلحفاة كما هو الحال بالنسبة للمسرح الجهوي، وتعد المشاريع السكنية الأبرز في هذه الحلقة نظرا لحساسيتها وارتباطها الوثيق مع المواطن الذي ينتظر عملية التوزيع.و يجمع متتبعون بأن هذه الحركية جاءت بعد قدوم الوالي الجديد عبد القادر بن سعيد، حيث وضع يده على الجرح مباشرة وشرع بمجيئه في تنظيم زيارات ميدانية دورية ومتتالية إلى ورشات الأشغال بالعديد من المشاريع النائمة وتشخيص المشاكل، ما جعله يتفاجأ مثلما صرح الأسبوع الفارط في لقاء مع المدراء التنفيذيين خصص لملف السكن، للتأخر الكبير في الأشغال لا سيما في قطاع السكن، حيث صرح أنه من غير المعقول أن ينتظر طالبو السكن الاجتماعي أزيد من عام ونصف دون الإفراج عن القائمة النهائية.وأمام هذا الوضع سارع الوالي إلى تكثيف خرجاته الميدانية للمشاريع، من أجل حمل المقاولين ومدراء عديد القطاعات على إعطاء دفع قوي لوتيرة الأشغال واستدراك التأخر المسجل، مع تشديده على احترام الآجال تحسبا لتسليمها في الوقت المحدد.
ولعل المحطة البرية لنقل المسافرين الواقعة بمدخل المدينة من الجهة الشرقية والتي يطلق عليها مشروع القرن نسبة لتأخر إنجازها، من أهم المشاريع التي عادت إليها الحركة من جديد بعد توقف أزيد من ستة سنوات بسبب نقص الاعتمادات المالية، حيث سبق وأن زارها وزير الأشغال العمومية السابق عبد الغاني زعلان و وجه تعليمات للوالي آنذاك درفوف حجري، بالتنسيق مع البلدية لإيجاد اعتمادات مالية بغرض استئناف الأشغال لكن الوضع بقي عما هو عليه إلى حين مجيء الوالي الحالي.
وبالموازاة مع ذلك ومن أجل إعطاء دفع قوي للتنمية المحلية، شرع الوالي في تنظيم لقاءات منتظمة بين المدراء التنفيذيين و رؤساء الدوائر و رؤساء المجالس الشعبية الولائية، بإشراك جمعيات المجتمع المدني لعرض المشاكل والانشغالات التي تشهدها البلديات على أن يتبعها زيارات ميدانية.وكانت البداية ببلدية أولاد أعطية أين استمع الوالي يوم الخميس إلى الانشغالات التي تمحورت في مجملها حول السكن الريفي و اصطدام المستفيدين بانعدام العقار بحكم أن المنطقة غابية والجيوب العقارية تابعة للمديرية الغابات، كما تم طرح مشاكل تتعلق بغاز المدينة، مياه الشرب، والطريق الساحلي بين مرسى الزيتون وصولا الى ميناء وادي زهور، إضافة إلى ضعف الخدمات الصحية و الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، و كذلك نقص المرافق الرياضية، ما جعل الوالي يعد ممثلي لجان الأحياء بالنظر فيها ودراستها كما أعطى تعليمات صارمة للمدراء المعنيين بالإسراع في تسوية ما يمكن معالجته في القريب العاجل.
كمال واسطة