انطلقت بعنابة، أول أمس، تجربة زراعة السلجم الزيتي « الكولزا «، في أول تجربة نموذجية لتنمية هذا المحصول الموجه لإنتاج الزيوت النباتية و الأعلاف و التي انطلقت ببعض ولايات الوطن خلال شهر نوفمبر الفارط.
و قد انطلقت التجربة بعنابة من مستثمرة المهندس الزراعي كمال بوالشرش ببلدية واد العنب، حيث أعطت الوالية المنتدبة للمقاطعة الإدارية ذراع الريش، وسيلة بوشاشي، إشارة الانطلاق بحقل استبياني للمتابعة التقنية لفائدة الفلاحين و الطلبة و المهتمين، على مساحة 2 هكتار، يؤطرها المعهد التقني للزراعات الواسعة بولاية قالمة.
و قد برمجت مديرية المصالح الفلاحية لولاية عنابة برسم موسم 2020/2021 زراعة 103 هكتارات، موزعة عبر بلديات عين الباردة، الحجار، الشرفة، العلمة، برحال و واد العنب.
و أوضح مدير المصالح الفلاحية لولاية عنابة، قنون جودي، بأن السلجم الزيتي يعد من ضمن الزراعات الصناعية، التي تعتزم الجزائر بعثها ابتداء من الموسم الفلاحي الجاري، بهدف المساهمة في تقليص وارداتها من الزيوت النباتية و الأعلاف، مشيرا إلى توفير جميع الظروف الملائمة لإنجاح موسم زراعة السلجم، من خلال الاتفاق مع جميع المصالح المعنية على تقديم كافة التسهيلات للفلاحين الراغبين في تجسيد مشروع هذه الزراعة الإستراتيجية، على غرار الاستفادة من قرض الرفيق.
و بلغ عدد المنخرطين حاليا، حسب مدير المصالح الفلاحية، 8 فلاحين بمساحة إجمالية تقدر بـ 65 هكتارا، مع تسهيل اقتناء البذور و الأسمدة العميقة و المبيدات الفلاحية، من قبل تعاونية الحبوب و البقول الجافة بالحجار، حيث تم توفير كمية من البذور تباع على مستوى التعاونية، إلى غاية نهاية شهر ديسمبر 2020، قدرت بـ 256,50 كلغ، ما يعادل زراعة 83 هكتارا كدفعة أولى. و أكد المتحدث، على وجود المرافقة الميدانية و التقنية للفلاحين من طرف مصالحه، بالتنسيق مع المعهد التقني للزراعات الواسعة بقالمة و بإشراك الشركاء الفاعلين و المختصين.
من جهتها ثمنت الوالية المنتدبة المجهودات المبذولة من طرف الفلاحين في بعث و ترقية الفلاحة و رفع التحدي في ظل الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، داعية إياهم لتنويع الإنتاج الزراعي و مواصلة بذل المزيد من مجهودهم إلى غاية تحقيق الهدف المنشود و الوصول إلى الاكتفاء الغذائي الذاتي و وضع حد للاستيراد، مؤكدة على عزم الدولة الدائم على مرافقة الفلاح و دعمه على كل المستويات، خاصة و أن جزء كبيرا من الأراضي الفلاحية يقع بمحيط المدينة الجديدة ذراع الريش.
و حسب مديرية الفلاحة، فإن وزارة الفلاحة و التنمية الريفية من جهتها، سطرت خلال، الموسم الفلاحي 2020/2021، برنامجا لزراعة 3 آلاف هكتار، منها ألف هكتار ستخصص بذور، حيث تعد هذه الزراعة من الزراعات التي تعول الجزائر على بعثها من أجل المساهمة في تقليص وارداتها من الزيوت النباتية و الأعلاف، بالإضافة إلى قيمتها الاقتصادية في إنتاج زيت المائدة، كما أن زراعة السلجم الزيتي « الكولزا «، ذات أهمية في تحسين مردودية الإنتاج في الهكتار، من خلال إدراجها ضمن «الدورة الزراعية»، فضلا عن تقليصها لمساحات الأراضي البور، كما يمكن الاستفادة اقتصاديا من بقايا المعاصر باستعمالها كأعلاف تكميلية غنية بالبروتينات في تغذية الأبقار الحلوب و الماشية و الدواجن، بالإضافة إلى أهمية أزهارها التي تعتبر غذاء مفضلا للنحل. حسين دريدح