تخوض فرق الأشغال العمومية و الموارد المائية بقالمة، سباقا ضد الزمن منذ عدة أيام، لجهر و تنظيف الأودية الكبرى و المجاري الطبيعية الصغيرة، لحماية مدن و قرى سهل تاملوكة الكبير من الفيضانات، التي تجتاح المنطقة كل خريف و شتاء، ملحقة أضرارا بالحقول الزراعية و الأحياء السكنية و الطرقات.
و تواجه الفرق العاملة هناك، صعوبات كبيرة لنزع غابات من النباتات المائية الكثيفة، التي تسد المجارى الموحلة و جهرها و شحن كميات هائلة من الطين و بقايا الفيضانات السابقة، تحسبا للأمطار الموسمية التي تثير مخاوف السكان و المزارعين، بالسهل الزراعي الشهير الذي يتميز بالانبساط، مما جعله عرضة لتجمع الفيضانات على مساحات واسعة.
و يعد وادي عين آركو، و وادي المالح، و المجرى الصغير العابر لمدينة تاملوكة، من اكبر المخاطر المهددة للمنطقة خلال العواصف الماطرة، و تحاول الفرق العاملة جهر أطول مسافة ممكنة منذ عدة أيام للتخفيف من خطر السيول الموحلة.
و قال رئيس بلدية تاملوكة، بوجمعة بيري، للنصر يوم، الأربعاء، بأنه و لأول مرة منذ عدة سنوات تنظم عملية جهر الأودية بكل هذه الأهمية و الوسائل المستعملة، قبل حلول موسم الفيضانات، مضيفا بأن الشعبة العابرة لحي 500 مسكن قد تم جهرها، و ان الخطر بهذا الموقع قد تراجع بعد العمل المبكر الذي قامت فرق الحماية من الفيضانات، التابعة لمديرية الموارد المائية و مديرية الأشغال العمومية و هيئات أخرى تشارك في العملية الهامة.
و تتعرض أودية سهل تاملوكة إلى التوحل و تشوه مساراتها الطبيعية، بسبب طبيعة المنطقة المستوية، و الحقول الزراعية الواسعة، التي تعد مصدرا للأوحال التي ملأت مجرى وادي المالح و تكاد تسويه بالمساحات الزراعية المجاورة له.
و لا يقتصر خطر الفيضانات بسهل تاملوكة الواقع جنوب قالمة على الأراضي الزراعية و الأحياء السكنية فقط، بل يطال أيضا شبكة الطرقات العابرة للمنطقة، بينها الطريق الوطني 102 المؤدي إلى ولاية أم البواقي، حيث تغمره الفيضانات باستمرار و تعيق حركة السير بين فترة و أخرى.
و تعاني الكثير من أودية ولاية قالمة من التوحل و تشوه مساراتها الطبيعية، في انتظار مشروع كبير للتطهير و تقويم المسار، لحماية الأراضي الزراعية، و المدن و القرى، من خطر الفيضانات المتعاقبة على المنطقة. فريد.غ