سجلت أسواق ولاية الطارف، هذه الأيام، تراجعا طفيفا في أسعار السردين التي تراوحت بين 500 و 700 دينار للكلغ حسب النوعية و هذا مقارنة بالأسعار التي كانت متداولة في الأيام الفارطة و التي تجاوزت سقف ألف دينار للكلغ الواحد، ما دفع بالمواطنين للعزوف عن اقتناء حاجياتهم من هذه المادة التي لم تعد في متناول الجميع أمام تذبذب أسعارها .
و قد سمح الانخفاض المحسوس في الأسعار، بانتعاش أسواق السمك في مدينة القالة و بالمناطق المجاورة لها، بعد حالة من الركود التي خيمت عليها لفترة طويلة، حيث تعرف نقاط البيع و المسمكات حيوية و حركية غير عادية بتوافد أعداد من المواطنين و المتسوقين على اقتناء السردين لذويهم، بعد أن قاطعوا تذوقه منذ أشهر بسبب غلائه الفاحش في وقت أكد فيه البعض، أنه و رغم وفرة المنتوج السمكي، إلا أن الأسعار تبقى نوعا ما مرتفعة قياسا بالولايات الساحلية الأخرى التي عرفت سقوطا حرا للأسعار إلى ما دون 200 دينار للكلغ و هو ما أوعزته أطراف أخرى إلى المضاربة و تحكم وسطاء في سوق السمك في ظل فوضى التسويق و غياب الرقابة من الجهات الوصية للتصدي لكل الممارسات السلبية، خاصة و أن سردين القالة، يضيف، مواطنين و متتبعون، يعرض بأسواق الولايات الداخلية بأقل من أسعار البيع محليا، ذلك أن 95 بالمائة من الإنتاج السمكي يسوق لمتعاملين و تجار الجملة من خارج الولاية، أحكموا قبضتهم على السوق بشراء كل الكميات المستخرجة من البحر من دون تخصيص حاجيات السوق المحلية، حيث يلجأ أصحاب المسمكات و نقاط البيع لشراء حاجياتهم من تجار الجملة مباشرة و كأنهم اقتنوها من خارج الولاية، بالنظر لغلاء سعر الجملة الذي ينعكس حسبهم على سعر البيع بالتجزئة، رغم أن التراجع الطفيف الذي عرفته أسعار السردين و الذي أرجعه بعض مجهزي السفن «للنصر»، إلى تحسن مردود و وفرة الإنتاج السمكي في المدة الأخيرة، بعد هجرة السردين للسواحل المحلية، ما ألحق ضررا بنشاطهم، أمام خروجهم في رحلات صيد و العودة في كل مرة بصناديق خاوية، قبل أن تتحسن الظروف بتكاثر الأسماك بالساحل و معها انتعش نشاطهم الذي يأملون في أن يعوضهم عن الخسائر التي تكبدوها خلال الأشهر الفارطة التي زادت عليها أثار الجائحة .
و تنصل البحارة بميناء القالة من أي مسؤولية تخص مشكلة التسويق و الأسعار التي تعرض بها السردين أمام وفرتها في هذا الوقت و التي قالوا بأنها تبقى تخضع لمنطق العرض و الطلب، فيما تحدث آخرون عن وجود اختلالات في تنظيم عملية التسويق لمحاربة كل أشكال الاحتكار و التحكم في سوق السردين لجودته و الذي يبقى الطلب عليه كبيرا، مقارنة بأنواع الأسماك الأخرى التي تبقى أسعارها ملتهبة، مشددين على أن تدخل الجهات المعنية بات ضروريا لتنظيم عملية التسويق، بما ينعكس إيجابيا على القدرة الشرائية للمواطن باقتناء حاجياتهم بأسعار معقولة.
و أضافت مصادرنا، بأن الإنتاج السمكي يسجل منذ بداية السنة، تراجعا بنسبة 70 بالمائة مقارنة مع السنوات الفارطة، حيث لم يتعد الإنتاج 3 آلاف طن 80 بالمائة سمك أزرق و هذا نتيجة لعدة اعتبارات أهمها هجرة الأسماك للساحل بسبب العمليات التخريبية و التدميرية التي يتعرض لها الساحل من قبل عصابات نهب المرجان و التغيرات المناخية و الصيد التقليدي الذي كانت لها تداعيات سلبية على تدني المنتوج البحري، إضافة إلى تراجع الاستثمارات بالقطاع، خصوصا ما تعلق بتجديد الأسطول البحري الذي تجاوز معدل عمره أربعة عقود و غيرها من المشاكل الأخرى التي يتخبط فيها المهنيون و التي باتت ترهن نشاطهم . نوري.ح