أعادت الزيارة التفقدية التي قامت بها والية ولاية سكيكدة، حورية مداحي، إلى المدينة القديمة، الأمل من جديد لقاطني هذه البنايات العتيقة، من أجل تخليصهم من هاجس الانهيار و ترحيلهم إلى سكنات آمنة، فيما اعتبر متتبعون الزيارة تمهيدا لإعادة فتح هذا الملف من جديد و الذي يلفه الكثير من الغموض، لاسيما في شقه المتعلق بترميم حي الأقواس الذي انتهت مرحلته الأولى بمغادرة الشركة الاسبانية و تبقى المرحلة الثانية من الترميم مؤجلة إلى اشعار آخر.
الوالية وفي زيارتها هذه كانت مرفوقة بمدراء ديوان الترقية و التسيير العقاري التعمير و البناء و الهندسة المعمارية و الهيئة التقنية لمراقبة البنايات و نائب من البرلمان، عاينت عن كثب هذه البنايات العتيقة التي يعود تاريخها إلى الحقبة الاستعمارية و توجد حاليا في وضعية كارثية، فمعظمها آيلة للسقوط و تم تصنيفها في الخانة الحمراء.
كما استمعت خلال الزيارة إلى شروحات وافية عن هذه البنايات من طرف المدراء سالفي الذكر، لاسيما ما تعلق منها بمشروع ترميم حي ديدوش مراد (الأقواس) الذي يعرف وضعية كارثية بفعل استمرار التشققات في أجزاء من البنايات و الأعمدة الإسمنتية الخارجية، لدرجة تم فيها الحديث عن مشروع الترميم الذي توقف في مرحلته الأولى من طرف الشركة الاسبانية أكيدوس و كان مدير ديوان الترقية و التسيير السابق، قد أكد للنصر، أن الأشغال تم توقيفها بعد أن لاحظ العديد من التجاوزات و الخروقات في عملية الترميم، قبل أن تغادر الشركة الاسبانية و تترك الوضع كما هو عليه، ما جعل مصالح الولاية ترسل إعذارات للشركة في ديسمبر 2019، لكن الوضع بقي على حاله، ما جعل الوالية الجديدة تؤكد أن الملف سيحظى بالأولوية و ستتم إعادة فتحه من جديد و رفع كل العراقيل من أجل إتمام عملية الترميم.
جدير بالذكر أن مشروع ترميم المدينة القديمة صنف من أكبر المشاريع التنموية التي استفادت منها ولاية سكيكدة في السنوات الأخيرة، حيث خصص له غلاف مالي قدره 1.5 مليار دج و قسم إلى 24 حصة، انطلقت الأشغال بنهاية 2016 على مستوى الحصة رقم 14 و التي تضم 19 سكنا و 16 محلا تجاريا و تمت إعادة الانطلاق في الحصة رقم 17 في 2017 و التي تضم 4 بنايات، 29 سكنا و 20 محلا تجاريا، لكن المقاولين وجدوا صعوبة تقنية بسبب رفض العديد من العائلات و كذا التجار إخلاء المنازل و المحلات.
و قد استغلت العديد من العائلات المقيمة في المدينة القديمة على غرار حومة الطليان، الأقواس، بشير بوقادوم (الفوبور)، هذه الزيارة، لطرح انشغالاتها على الوالية، لاسيما في قضية الترحيل إلى سكنات جديدة و تخليصهم من هاجس انهيار البنايات التي توجد في وضعية خطيرة و كان حي حومة الطليان، قد سجل قبل أشهر انهيار بناية قديمة مجاورة للسكان، قبل أن تتدخل مصالح الولاية لترحيل السكان المجاورين برخصة استثنائية من وزارة الداخلية. كمال واسطة