سلّطت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي، عشية أمس، عقوبة 20 سنة سجنا نافذا و غرامة مالية تعويضية للأطراف المدنية، في حق المدعو (ع.ح) 28 سنة المتابع بجناية القتل العمدي، فيما التمس ممثل النيابة العامة معاقبته بالمؤبد و نطقت المحكمة بمعاقبة المتهم الثاني (أ.السبتي) 42 سنة، غيابيا، بـ 5 سنوات سجنا، بعد متابعته بجنحة عدم التبليغ عن جناية، بينما التمس ممثل النيابة العامة تسليط العقوبة نفسها.
القضية ترجع لتاريخ السادس عشرة من شهر جويلية من سنة 2020، عندما تلقت مصالح أمن دائرة عين كرشة في حدود منتصف الليل و50 دقيقة، مكالمة هاتفية من القائمين على مصلحة المناوبة بعيادة المدينة، يكشفون فيها عن استقبالهم لجثة شاب تبدو عليه آثار الاعتداء، وتم نقله للعيادة من طرف عناصر الوحدة الثانوية للحماية المدنية، الذين استقبلوا بلاغا عن وجود شخص مرمي على الأرض بالقرب من متوسطة قطاف الطاهر بعين كرشة، ليتنقلوا للمكان المحدد، أين وجدوا جثة مغطاة بالدماء وعليها آثار جروح على مستوى خلف الرأس والوجه، لتحول بعدها الجثة لمصلحة حفظ الجثث بمستشفى سليمان عميرات بعين مليلة، بعد حالة الهيجان التي دخلت فيها عائلة الضحية المدعو (ب.بوبكر).
و انطلقت مصالح الشرطة في تحقيقات أمنية واسعة، توصلت خلالها للشبان الذين كانوا بمعية الضحية، والذين أكدوا بأن المتهم الحالي هو من تقدم من الضحية ودخل معه في ملاسنات كلامية حادة، أعقبها نشوب شجار عنيف بينهما ليستل المتهم خنجرا و يستل الضحية هو الآخر خنجره، غير أن الجاني كانا سباقا لطعن الضحية بثلاث طعنات، أسقطه بسببها أرضا، واتضح بأن المتهم الثاني كان يعلم بالجريمة قبل وقوعها دون أن يبلغ عنها و لاذ بالفرار رفقة الجاني عند طعنهم الضحية، الذي اتضح بأنه دخل في خلاف حاد مع المتهم حول مبلغ مالي يقدر بـ8 ملايين سنتيم، كان الجاني قد اشترى بها دراجة نارية كان الضحية وسيطا فيها، غير أن المتهم اكتشف بأن الدراجة هي نتاج عملية سطو من طرف صاحبها على آخر، ليرفض شراءها ويرفض بعدها الضحية التوسط لإعادة المبلغ المالي له، بعد أن رفض بائع الدراجة ذلك، وتوجه الجاني مباشرة صوب الضحية وقام بطعنه بثلاث طعنات منها طعنتين جهة الرقبة وطعنة ثالثة في البطن، وتركه غارقا في شلال من الدماء في محيط متوسطة قطاف الطاهر، ليلوذ الجاني بالفرار أين قام عند وصوله لمتوسطة قلاتي السعيد بحي حبيبة بوغازي، بالتخلص من السكين الذي طعن به الضحية.
و اعترف الجاني عند القبض عليه بأنه كان في حالة دفاع عن النفس، محاولا إلصاق جرم المبادرة بالاعتداء في الضحية، ومؤكدا بأنه على خلاف مع الضحية الذي يتاجر معه في الأقراص المهلوسة بالمدينة و اختلفا حول مبلغ مالي.
و أكد المتهم أن الضحية توجه نحوه محاولا طعنه ليسل خنجرا و يطعنه دون أن يقصد قتله و ذهب الطبيب الشرعي في تقريره إلى أن سبب الوفاة يتعلق بصدمة نزيفية ناتجة عن الجروح المتأتية من أداة حادة مع وجود 6 جروح أعنفها المتواجد على مستوى الجانب الأيسر للقفص الصدري كونه ذو عمق قدر بـ14 سم و كذا وجود جرح على مستوى الجانب الأيسر للظهر.
و أكد أحد الشهود من مرافقي الضحية، أن الأخير جلس معه رفقة صديق لهما آخر و هو في حالة سكر، ليتقدم منه الجاني ويدخل في ملاسنات كلامية معه حول مبلغ مالي، محاولا نزع معطفه مقابل المبلغ المالي و أمام رفض الضحية، قام بسل خنجره وطعنه 3 طعنات في مناطق مختلفة، ثم يلوذ بالفرار بعد أن طالبه بضرورة إحضار سيارة و نقل الضحية للعيادة كونه في حال حرجة.
و على عكس تكييف غرفة الاتهام، ذهب دفاع المتهم إلى كون الجاني لم يقصد قتل الضحية بل كان في حالة دفاع شرعي عن النفس، ملتمسا إعادة تكييف الوقائع إلى جناية الضرب والجرح العمدي المؤدي للوفاة دون قصد إحداثها، في حين أكد ممثل النيابة العامة ودفاع الضحية بأن الجريمة قائمة وهي تامة الأركان.
أحمد ذيب