يواصل احتياطي سد بوحمدان بقالمة انخفاضه منذ عدة أشهر، متأثرا بموجة جفاف تضرب حوض المصب منذ العام الماضي، و أدت إلى توقف نشاط المجاري الطبيعية المغذية لأكبر سد بالمنطقة.
و لم يبق في السد اليوم إلا 40 مليون متر مكعب من المياه تقريبا، و هو ما يمثل 21 بالمائة من الاحتياطي الأقصى المقدر بنحو 185 مليون متر مكعب من المياه الموجهة للشرب وسقي المحاصيل الزراعية على امتداد سهل سيبوس الكبير.
و إذا تواصلت موجة الجفاف إلى نهاية الربيع القادم فإن احتياطي السد سينخفض أكثر بسبب قوة الاستهلاك و التبخر، لكنه سيبقى كافيا لتلبية حاجيات السكان خلال فصلي الصيف و الخريف القادمين حسب توقعات المشرفين على قطاع مياه الشرب بقالمة.
وقد دعت والي قالمة لبيبة ويناز إلى اتخاذ إجراءات ميدانية للمحافظة على مياه الشرب عبر شبكات التوزيع، من خلال إصلاح الكسور و تنظيم عمليات التوزيع، وقالت في اجتماع مع إطارات قطاعي الموارد المائية و الزراعة الأسبوع الماضي، بأنه يتعين الإسراع في انطلاق المشاريع وكذا إتمام الأعمال الجارية قبل حلول الفترة الصيفية.
وتم التطرق خلال الاجتماع إلى قطاع السقي الفلاحي، الذي يعد الأكثر تضررا من انخفاض احتياطي السد، حيث تسود مخاوف جدية من توقف الضخ المغذي لحقول الطماطم الصناعية و القمح و الأشجار المثمرة، و الخضر الموسمية التي تزرع على نطاق واسع على امتداد محيط قالمة بوشقوف المتربع على مساحة تقارب 10 آلاف هكتار.
و يستهلك موسم السقي بسهل سيبوس أكثر من 30 مليون متر مكعب من المياه بين شهري أفريل و سبتمبر من كل عام، بينما تقدر احتياجات السكان من مياه الشرب بنحو 20 مليون متر مكعب في السنة، و أصبح السد في وضعه الحالي غير قادر على تلبية حاجيات السقي و الشرب، في انتظار مستجدات الطقس خلال الأشهر القادمة.
وكانت وزارة الموارد المائية قد أعلنت في وقت سابق عن مشروع لتحويل مياه وادي الشارف إلى سد بوحمدان بواسطة نظام للضخ و الجر، و هذا لزيادة مخزونه و الحد من آثار الجفاف الذي يعرفه حوض المصب في السنوات الأخيرة.
ومازال مشروع التحويل ينتظر الدراسة و التسجيل و الانطلاق، كما هو حال مشاريع أخرى داعمة لقطاع الموارد المائية بولاية قالمة، بينها مشروع سد وادي غانم بإقليم حمام النبائل، الذي دعا إليه سكان المنطقة و منتخبون محليون، و بدأ المشروع يلقى المزيد من الاهتمام في ظل موجات الجفاف المتعاقبة و تزايد العجز المائي بولاية قالمة.
فريد.غ