lعائلة عنابية تسلم طفلا فقد والديه وسط الحرائق
توفي، أول أمس، مصابان اثنان في حرائق الطارف، من المحولين إلى مصلحة الحروق بمستشفى ابن سينا الجامعي بعنابة، من أصل 9 مصابين استقبلهم المستشفى الجامعي، بينما مازال 3 أطفال مصابون بحروق بمستشفى القديسة تيريزة يتلقون العلاج، كما توفي طفلان في طريقهما إلى عنابة مساء الأربعاء الأسود، متأثرين بحروق بليغة أصيبا بها، تم تحويلهما إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى البسباس.
و استنادا لمصادر طبية، فإن حالة الوفاة الأولى تتعلق بالضحية «يزيد خير الدين» البالغ من العمر 45 سنة، متأثرا بالحروق من الدرجة الثالثة، العامل بحديقة الحيوانات ببرابطية في القالة، أسعف مع باقي المصابين، و هو أب لطفلين ينحدر من منطقة العيون الحدودية، أما حالة الوفاة الثانية، فتخص السيدة «بن سخار منيرة»، التي التحقت بزوجها «محمد بن شيخ» و كامل عائلتها المتكونة من 6 أفراد و التي قضت نحبها في الحريق بمنطقة القالة.
و في سياق متصل، قامت عائلة من مدينة عنابة، كانت وسط الحرائق الملتهبة، بإنقاذ طفل صغير كان رفقة والديه، تاه وسط الدخان و الحرائق المشتعلة، قامت باصطحابه معها و تسليمه للسلطات، ليتبين بعد ذلك أن والديه توفيا.
من جهتها تعمل جمعية العلماء المسلمين على تجنيد جميع الشعب الولائية عبر كامل القطر الوطني، في إطار مشروع الإغاثة الموجه لولاية الطارف و المناطق المتضررة من الحرائق.
و كشف عضو المكتب الوطني مراقب الشرق، حسن خليفة، في تصريح للنصر، عن إحصاء جمعية العلماء المسلمين لـ 30 يتيما و يتيمة، فقدوا أولياءهم جراء الحرائق بولاية الطارف لوحدها، سيتم التكفّل بهم من قبل جمعية كافل اليتيم الوطنية.
و أضاف، حسن خليفة، المتواجد بين ولايتي عنابة و الطارف و المكلف من قبل رئاسة الجمعية بمتابعة جهود الإغاثة، أنه قد تمت تهيئة مكان لتخزين المساعدات التي تلقتها الجمعية تحسّبا لوصول قوافل الإغاثة من أكثر من ولاية، منها باتنة، قسنطينة، قالمة، العاصمة، الأغواط، العلمة بولاية سطيف.
و أشار خليفة إلى توزيع المساعدات حسب وضعية المناطق المنكوبة التي مسّتـها الحرائق المهولة بكل من القالة و محمية الحظيرة الوطنية عين العسل، المالحة و بوحشيشة. و في هذا الشأن، وقف أعضاء الجمعية بالمكتب الوطني و الشعب المحلية على آثار دمار كبير و شهادات حية على تلك العواصف الكبيرة من النيران (المتطايرة) التي تقفز من مكان إلى آخر و التي خلفت حسبه وفيات و جرحى و هلاك حيوانات (ماشية ـ أغنام و أبقار)، دمار مزارع بيوت نحل و بساتين كبيرة (مزارع يحتاج أصحابها لدعم سريع).
و في هذا الشأن، أحصت الجمعية العائلات الفقيرة و المتضررة التي تعيش على نشاط الرعي و الفلاحة، لدعمهم برؤوس ماشية تم التبرع بها من محسنين من منطقة أولاد جلال و مناطق رعوية أخرى. و ذكر منسق الجمعية، أنه وقف على استقبال مركز تجميع في المالحة، حمولات ضخمة من المواد الغذائية و غيرها من المستلزمات، مضيفا بأن الجمعية شاهدت لدى زيارتها لمستشفى القالة، تبرع ناشطين بشحنات من الأدوية و التي تعد الشحنة الرابعة بعد تسجيل مصابين بحروق.
و في ذات السياق، أشرف والي عناب، أمس، على إرسال القافلة التضامنية الثانية لولاية الطارف، شارك فيها عدد من المحسنين، المستثمرين و مواطني ولاية عنابة و عدد من الجمعيات الولائية، حيث تتمثل التبرعات في أغطية و مواد غذائية غير قابلة للتلف و المياه المعدنية و إيصالها للعائلات المتضررة.
حسين دريدح
