تحرز حملة الحرث بقالمة، تقدما مشجعا بعدة بلديات، رغم الجفاف الطويل الذي تمر به المناطق الزراعية المعروفة بإنتاج المحاصيل الإستراتيجية كالقمح والأعلاف.
وبالكاد تخترق الجرارات الحقول الجافة، وهي تسابق الزمن لإنهاء عملية الحرث وإعداد التربة قبل موعد البذر شهر نوفمبر القادم. وقد عرفت حملة الحرث بعض التأخر بسبب الحرارة القوية، وصعوبة العمل في الحقول على مدى الشهرين الماضيين، لكن الأمطار الرعدية التي تصل الأقاليم الزراعية هذه الأيام شجعت المزارعين على الانطلاق في إعداد التربة، حتى لا يضيع المزيد من الوقت تنكسر إحدى أهم حلقات المسار التقني الخاص بزراعة القمح على وجه الخصوص.
وتوشك عمليات الحرث على الانتهاء بالسهول الخصبة ببلديات الركنية، وادي الزناتي، بلخير، عين العربي، عين مخلوف، برج صباط، عين رقادة وجبالة خميسي. وقال مزارعون للنصر، بأن الحرث العميق في مثل هذه الظروف المناخية القاسية صعب للغاية ويستهلك الكثير من الجهد والوقت والمال، لكن العمل يجب أن يستمر ويبلغ النهاية قبل شهر نوفمبر القادم، حتى تتماسك الحقول المحروثة، وتصبح قابلة لإعداد مهد البذر عندما تسقط الأمطار خلال الأيام القادمة.
وتعتمد زراعة القمح على عدة عوامل بينها الحرث المبكر، ومهد البذر الجيد والرطوبة والتسميد العميق، والبذور الممتازة، واستعمال البذارة الآلية وتفادي كل الطرق التقليدية التي تضعف الإنتاج وتلحق خسائر كبيرة بالمزارعين.
وتعمل الغرفة الفلاحية ومديرية الفلاحة وسلطات قالمة، على إيجاد حل لمشكلة تقنية نعترض الكثير من منتجي القمح هذا الموسم، ويتعلق بمحاضر المعاينة التي ينجزها مندوبو الفلاحة بالبلديات، وتخص أراضي الممتلكات الخاصة التي تؤجر لمنتجي القمح الحائزين على البطاقة المهنية ويرغبون في زيادة المساحة كل موسم فلاحي.
وقالت مصادر من الغرفة الفلاحية بقالمة للنصر، بأن قرار الترخيص باعتماد تلك المحاضر لم يتخذ بعد، مضيفة بأن المشكلة ستعرف حلا قبل نهاية أكتوبر الجاري. وقد عبر منتجو القمح عن ارتياحهم للدعم الكبير الذي أقرته الحكومة لخفض أسعار الأسمدة الزراعية، التي بلغت مستويات قياسية لن يقدر عليها الكثير من المزارعين.
وتعد منطقة قالمة واحدة من أهم الأقاليم المنتجة لأجود أنواع القمح بالجزائر، لكنها تعرف بعض التراجع في السنوات الأخيرة، متأثرة بالجفاف والأمراض النباتية التي تجتاح حقول القمح كل ربيع.
فريد.غ