سجلت مديرية المصالح الفلاحية لولاية برج بوعريريج، تناقصا في الثروة الحيوانية على مدار السنوات الفارطة، حسب ما أكدته المفتشة البيطرية، بسبب الغلاء المسجل في تكاليف تغذية الأغنام، والناجم عن نقص المنتوج وبالأخص ما تعلق بالأعلاف، بالنظر إلى موجة الجفاف، بالإضافة إلى بروز بؤر للأوبئة والأمراض التي كبدت الفلاحين خسائر معتبرة ودفعت بالبعض منهم إلى الاستسلام والعزوف عن ممارسة نشاطهم.
وأشار مدير المصالح الفلاحية للنصر، إلى إطلاق عملية شاملة لإحصاء الثروة الحيوانية على مستوى الولاية، لتحديد العدد الحقيقي لرؤوس المواشي والأبقار، مؤكدا وضع الترتيبات اللازمة لإنجاح هذه العملية، التي تأتي في هذه المرحلة المتميزة بالاهتمام المتزايد بقطاع الفلاحة، قصد التحديد الدقيق للثروة الحيوانية، ومن ذلك وضع البرامج اللازمة لتطوير شعب تربية الأبقار والمواشي بعدما شهدت تراجعا خلال الأعوام الأخيرة.
من جانبها، أكدت بخوش عزيزة مفتشة البيطرة بمديرية المصالح الفلاحية، في حديثها للنصر، أهمية عملية الإحصاء لتحديد الثروة الحيوانية، والاحتياجات في مجال الصحة الحيوانية، خاصة ما تعلق بعمليات التلقيح لتفادي الأمراض المعدية والأوبئة، التي عادة ما تتسبب في نفوق الحيوانات، مشيرة إلى تسجيل تراجع كبير في الثروة الحيوانية، خلال السنوات الخمس الأخيرة، بحوالي 100 ألف رأس بالنسبة للمواشي، وحوالي 10 ألاف رأس من الأبقار.
وتم إحصاء أزيد من 222 ألف رأس من الأغنام، و32 ألف رأس من الماعز وأزيد من 15 ألف رأس من الأبقار من بينها 8 آلاف بقرة حلوب، في حين سُجل قبل سنوات فقط خلال حملات التلقيح، حوالي 320 ألف إلى 340 ألف رأس من المواشي وحوالي 25 ألف أبقار، قبل أن تتسبب الأمراض المعدية والأوبئة، على غرار الحمى القلاعية، في نفوق المئات من رؤوس الماشية و الأبقار، يضاف لذلك، تتابع المتحدثة، نقص وغلاء تغذية الأنعام، مرجعة ذلك إلى موجة الجفاف بالولاية، التي تسببت هي الأخرى في تراجع منتوج الأعلاف والكلأ والتبن، ناهيك عن النقص المسجل في المراعي، في وقت تتطلب شعبة تربية المواشي وبالأخص الأبقار، التخفيف من تكاليف شراء التغذية بالاعتماد على مساحات الرعي، كما أن زيادة منتوج الحليب يتوقف على تغذيتها بالكلأ في المراعي الخضراء.
وأوضحت مفتشة البيطرة أن شح مساحات الرعي والأراضي المسقية بصفة عامة، عادة ما يدفع الفلاحين إلى الاعتماد على الأعلاف وتغذية الأنعام بتكاليف مضاعفة، لاسيما خلال مواسم الجفاف التي يقل فيها المحصول، الأمر الذي أرهق الكثير منهم، خصوصا مربو الأبقار، ودفعهم إلى التوجه لنشاطات أخرى بعيدا عن الفلاحة، أو الاكتفاء بتربية المواشي لأنها أقل تكلفة ولا تحتاج إلى كميات كبيرة من الأعلاف والكلأ، مقارنة بما تستهلكه البقرة الواحدة في اليوم، كما أنها أكثر فائدة وخسائرها أقل في حال إصابتها بالأمراض والأوبئة.
وبخصوص حماية الثروة الحيوانية وقطعان المواشي والأبقار، من الأوبئة الخطيرة، أكدت المتحدثة الشروع في حملات التلقيح، بداية من شهر أكتوبر، أين تم تجنيد البياطرة وتسخير إمكانيات مفتشية البيطرة والمديرية الوصية، لحملة التلقيح ضد الحمى القلاعية وداء الكلب بالنسبة للأبقار، فضلا عن تلقيح الكلاب المتواجدة على مستوى المستثمرات الفلاحية. وتم تلقيح 2900 رأس من الأبقار لحد الآن، من بينها 1700 بقرة حلوب ضد الحمى القلاعية، وحوالي 1225 رأسا ضد داء الكلب، مضيفة أن هذه الحملة موسمية ومست قطعان الأبقار التي لم يسبق وأن خضعت لحملات التلقيح خلال العام الجاري، مع العلم أن اللقاحات تستمر فعاليتها لمدة عام كامل، كما تحضر مصالح المديرية لإطلاق حملة التطعيم الخاصة بالمجترات الصغيرة من المواشي ورؤوس الأغنام والماعز مع نهاية العام الجاري 2022.
ع/ بوعبد الله
