سلّطت، نهاية الأسبوع المنقضي، محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء أم البواقي عقوبة 8 سنوات حبسا منها 3 سنوات موقوفة التنفيذ في حق المتهمة المسماة (أ.ح)67 سنة، التي تمت متابعتها بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار، والتمس ممثل النيابة العامة توقيع عقوبة السجن المؤبد في حق المعنية.
القضية وبحسب ملفها ترجع لتاريخ الواحد والثلاثين من شهر جانفي من السنة الجارية، عندما استقبلت مصلحة الاستعجالات الطبية بمستشفى زرداني صالح بعين البيضاء، جثة الضحية (أ.ر) في العقد السابع من العمر وعليها آثار كدمات ورضوض، وحامت شكوك حول سبب وفاة الضحية، أين أرجعت العائلة السبب لتناوله في وجبة العشاء طبق «العيش» وهو الذي تسبب في توقف أنفاسه، ورغم محاولات نجدته إلى أنها باءت بالفشل، غير أنه وأمام الشكوك التي انتابت الطاقم الطبي، أمر ممثل النيابة العامة بمحكمة عين البيضاء الابتدائية، بعرض جثة الضحية على التشريح الطبي، وعلى عكس تصريحات زوجة الضحية المتهمة وأبنائه بأن يكون الطبق الذي قدم له هو السبب في وفاته، أكد تقرير الطبيب الشرعي بأن جسد الضحية عليه آثار إصابات مختلفة، كما أن الضحية تعرض لعنف قبل الوفاة، ورقبته عليها رضوض، كما يوجد ورم دموي كبير بين أضلعه وكسور في الصدر، والموت ناجم عن انضغاط الرقبة، كما أشار تقرير طبي آخر الى وجود كدمات وآثار جسمانية على جسد المتهمة نتيجة مقاومتها.
وأمام نتيجة التقرير الطبي، اعترفت المتهمة أمام عناصر الشرطة بتورطها في مقتل زوجها المعاق حركيا والمصاب بشلل نصفي، نتيجة ما اعتبرته ظروفا اجتماعية قاهرة تتخبط فيها، فإلى جانب وضعية زوجها الصحية فابنتها مصابة بمرض عصبي وأخرى مطلقة، مبينة كذلك بأن زوجها وقبل 7 سنوات أصيب بارتفاع في ضغط الدم، ما تسبب في شلل نصف أعضاء جسده، كما أن ابنتها وطيلة 11 سنة كاملة وهي تعاني من أعراض عصبية، موضحة بأن خلافات تتكرر بينها وزوجها بسبب الوضع الذي هم عليه، كما أن زوجها يدخل في كل مرة في خلاف مع ابنتها المريضة، وتنشب ملاسنات بينهما، كما أنها هي نفسها تعاني نوبات عصبية بين الحين والآخر.
وأمام هيئة المحكمة تراجعت المتهمة عن اعترافاتها أمام عناصر الشرطة، مؤكدة بأن زوجها وقبل وفاته تناول طبق «العيش»، أين لم يهضمه جيدا وراح يتقيؤه، مضيفة بأن ابنها (أ.ص.د) عاد للمنزل في حدود العاشرة ليلا، وشاهد والده مغمى عليه، كما أن بناتها شاهدن والدهن وهو يفقد وعيه بعد تناول الطبق الذي منح له، وهو الذي اعتاد على التقيؤ بعد كل أكلة تقدم له، وعن سبب اعترافها بجريمة القتل أمام عناصر الشرطة، أكدت بأنها كانت خائفة على مصير أبنائها، فدفعها ذلك للاعتراف بجريمة لم تقترفها، من جهتهم أجمع الشهود من أبناء المتهمة، بأن والدهم معاق وأصيب بشلل نصفي قبل 7 سنوات، وأمهم هي من تتكفل به، من جهتها ابنة المتهمة (أ.إ) أشارت بأنها تدخل في كل مرة في نوبات عصبية، وتتشاجر دوما مع والدها، وتقوم بخنقه أحيانا.
ممثل النيابة العامة أوضح في مرافعته، بأن القضية تتعلق بزوج مريض ومعاق، متأسفا لعدم وجود ذرة ندم على الجانية التي حاولت طمس معالم الجريمة، وأضاف المتحدث بأنه شتان بين قتيل نلتمس القصاص له، وبين شريك حياته الذي قتله دون رحمة ودون مراعاة لأواصر العشرة وتعاليم ديننا الحنيف، وأشار ممثل النيابة العامة بأن المتهمة اعترفت أمام الشرطة بخنقها الضحية بعنف مرتين وليس مرة واحدة، والموت كان عنيفا بحسب شهادة الطبيب الشرعي، فجسد الضحية تعرض لانضغاط الرقبة وكسر حيوي خلف ورما دمويا منتشرا في كامل الرقبة، وأشار المتحدث بأن التقرير الطبي ينسجم مع تصريحات المتهمة في التحقيقات الأولية، كما أن معاينة الطبيب لجسدها أكد وجود كدمات متفرقة على أنحاء جسمها، ما يدل على أن الضحية قام بمقاومتها، والمقاومة أفضت للآثار التي ظهرت على جسدها، وهو ما يدل أن المتهمة قامت بإزهاق الروح عمدا.
أحمد ذيب