عاد سكان بلدية الركنية الواقعة شمال قالمة، إلى منبع "عين الصر"، بعد سنوات طويلة من الإهمال وإدارة الظهر لمنابع المياه القديمة، لعلهم يعثرون فيه على بقايا ماء تحت الردوم والأوحال التي ظلت تتراكم فوقه وتحوله إلى منبع غائر لا ترجى منه منفعة، وذلك بعد أن وصلت مياه السد الكبير إلى البلدة الريفية الجميلة موطن القمح والزيتون.
وقد أعلنت بلدية الركنية عن تشكيل خلية تعمل على مدار الساعة تقريبا لتنظيف منبع "عين الصر" ومد قنوات جديدة وتركيب معدات الضخ باتجاه خزان قريب لتجميع المياه، ثم إطلاقها عبر منحدر يوصلها إلى الأحياء السكنية العطشى عن طريق الجاذبية الأرضية، وتوشك الأشغال على الانتهاء وتبدأ تجارب الضخ إلى الخزانات وشبكة التوزيع بأحياء الركنية الآخذة في التوسع في كل الاتجاهات.
ويبدي سكان الركينة تحديا كبيرا لجر مياه "عين الصر" على مسافة تقارب 4 كلم وإنقاذ البلدة الزراعية من عطش بات وشيكا، حيث تراجعت كمية المياه القادمة من سد بوحمدان وطرأت تعديلات على برنامج التوزيع، وأصبحت المياه تصل مرة واحدة كل أسبوع إلى السكان الذين ينتظرون تهيئة المزيد من المنابع الطبيعية القديمة والتنقيب عن المياه الجوفية، قبل أن يتوقف الضخ من سد بوحمدان تماما هذا الصيف إذا بقي الوضع المناخي على حاله. ويقع منبع عين الصر قرب موقع أثري شهير يضم نصبا ومقابر ميغاليتية جنوبي الركنية، وما زال يحتفظ بقليل من المياه التي ستصل إلى الركنية في غضون أيام قليلة لتبدد مخاوف السكان القلقين حيال المناخ المتطرف الذي طال مصادر المياه والمحاصيل الزراعية بواحدة من أشهر المناطق إنتاجا للحبوب والزيتون بقالمة.
فريد.غ
