حلت بولاية قالمة، قافلة من شباب الجالية الجزائرية المقيمة بالخارج مساء الأحد ضمن جولة تقودها إلى عدة مناطق من الوطن في إطار تعزيز الروابط والعلاقات الاجتماعية والثقافية والتاريخية مع الوطن الأم.
وتندرج الزيارة في إطار قافلة الذاكرة الوطنية المنظمة من قبل وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع مسجد باريس الكبير لمد جسور التواصل بين الجزائر وأبنائها المقيمين بالخارج، وخاصة في الجانب المتعلق بالذاكرة الوطنية والتاريخ الثوري الذي يميز الجزائر المتواصلة مع مواطنيها أينما كانوا حول العالم.
وكانت أول محطة للقافلة مخيم الشباب بمنتجع ماونة الجبلي ببلدية بن جراح، حيث سحر الطبيعة وموطن التنوع الإيكولوجي والحياة البرية التي ما زالت محافظة على مكوناتها الأساسية متحدية التغيرات المناخية والتوسع العمراني الذي يعرفها حوض قالمة السكاني الكبير.
وقد طاف شباب الجالية بمختلف أقسام المخيم وقدمت لهم شروح وافية حول الثروة الغابية والتنوع الذي تتميز به ولاية قالمة، وخاصة بقسمها الشمالي والشرقي حيث الغطاء الغابي الكثيف والثروة الحيوانية المتنوعة. وكانت المدينة الحموية الشهيرة حمام دباغ على موعد مع شباب الجزائر المقيمين بالخارج، في أول يوم من زيارتهم إلى ولاية قالمة، حيث حطت القافلة رحالها بالمركب المعدني الشلالة الذي يعد من أهم المرافق السياحية بشرق البلاد منذ أكثر من 40 عاما، وهو متعدد الخدمات، يجمع بين السياحة والترفيه والراحة والاستجمام والعلاج بالمياه المعدنية الساخنة وبخارها الحامل لعدة مركبات غازية مفيدة لصحة الإنسان وخاصة مرضى الجلد والعضلات والجهاز التنفسي.
وقد تلقى وفد الجالية شروحا وافية حول تاريخ المنطقة والمركب المعدني وأقسامه المتعددة ودوره في دعم الصحة العمومية والسياحة الحموية والاقتصاد الوطني. وقد بني مركب الشلالة المعدني على أنقاض المدينة الطبية الحموية التي بناها الطبيب الفرنسي مورو مؤسس الطب الحموي بالجزائر قبل 140 عاما تقريبا وما زالت آثار هذه المدينة الطبية إلى اليوم لكن بعض الأقسام المهمة منها اختفت بسبب التوسع العمراني وبرامج التطوير التي تعرفها المنطقة في السنوات الأخيرة.
كما زار شباب الجالية معلم الشلال الشهير وطافوا حوله مبدين إعجابهم واندهاشهم من الكنوز السياحية النادرة التي تزخر بها المنطقة وحولتها إلى وجهة سياحية دولية. وخلال تواجدها بمنطقة حمام دباغ ذات الميزة السياحية والتاريخية، زارت قافلة شباب المهجر موقع معركة مرمورة التاريخية ببلدية بوحمدان، المعركة التي وقعت قبل 65 عاما وغيرت موازين القوى بالولاية التاريخية الثانية، هنا حيث سقط العقيد جون بيار أحد أبرز قادة حرب الهند الصينية، واستشهد خيرة قادة الثورة بالمنطقة.
وزار الوفد معلم غار جماعة السياحي الممتد في أعماق الأرض، وما زال يحتفظ بأسرار جيولوجية كثيرة رغم المحاولات المتكررة لاستكشافه من قبل الباحثين وسكان المنطقة. وكان منزل الرئيس الراحل هواري بومدين في جدول الزيارة نظرا لأهمية المكان الذي عرف ميلاد أحد أبرز القادة الجزائريين خلال الثورة وسنوات الاستقلال الأولى.
المسرح الروماني الشهير والمدينة القديمة وحدائقها الأثرية كانت أيضا ضمن مسار التجوال الذي قاد شباب المهجر إلى أهم المواقع السياحية والتاريخية بولاية قالمة، حاضنة التاريخ ومعالم الحضارات القديمة والكنوز السياحية النادرة.
فريد.غ
