يعرف نشاط المحاصيل الصناعية وزراعة التبغ إقبالا كبيرا في السنوات الأخيرة من طرف فلاحي المناطق الواقعة جنوب ولاية سطيف وخاصة بلدية الرصفة التابعة لدائرة صالح باي و التي تزداد فيها المساحات المخصصة لهذا النشاط توسعا من سنة لأخرى وهذا على حساب الأراضي الزراعية التي تنتج مختلف أنواع الخضر والحبوب. وحسب ممثلي الفلاحين فإن هناك عدة عوامل جعلتهم يهملون بصفة كلية زراعة الخضر الموسمية التي توارثوها أبا عن جد، ويفضلون بدلا منها ممارسة نشاط زراعة التبغ، يأتي في مقدمتها الجفاف ونضوب المياه السطحية والجوفية وكذا انعدام السدود والحواجز المائية، زيادة على الربح الوفير الذي يجنونه من محاصيل التبغ مقارنة بمحاصيل الخضر التي تكبدوا فيها خسائر مادية كبيرة جراء تعرضها للجفاف من جهة وانخفاض أسعار تسويقها من جهة أخرى. وحسب مصالح الفرع الفلاحي بالدائرة فإن المساحة المخصصة لزراعة التبغ وصلت هذه السنة إلى 220 هكتارا، في حين لا تتجاوز المساحة المخصصة للخضر 120 هكتارا، وهذا من مجموع المساحة المخصصة للزراعة على مستوى البلدية والتي تقدر ب4230 هكتارا منها 1286 هكتارا مسقية، مع العلم أن زراعة التبغ تعد من المحاصيل المقاومة للجفاف ولا تحتاج كثيرا إلى السقي .
هذا النشاط أصبح المورد الأساسي للعديد من الفلاحين بالنظر لمردوده المالي المرتفع، لكنه يحتاج إلى تنظيم ومرافقة دائمة حتى لا يؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني، وهذا بعد انتشار العديد من الورشات السرية التي يحترف أصحابها نشاط تقليد مادة «الشمة»الاستهلاكية بطرق غير شرعية.
صالح بولعراوي