تعمل مديرية الأشغال العمومية لولاية عنابة، على مراجعة الاتفاقية والصفقة المبرمة مع شركة «آلترو» المختصة في أشغال الطرق، بسبب إخلالها بالبنود التعاقدية في دفتر الشروط، حيث تخلت عن ورشة إنجاز طريق الكورنيش الجديد الرابط بين رأس الحمراء و وادي بقرات على مسافة 6 كلم، منذ مارس الماضي المتزامن مع شهر رمضان.
وحسب مديرية الأشغال العمومية، فإن تخلي شركة «آلترو» عن الورشة، كان بسبب إضراب عمالها المفتوح، ما تسبب في إحداث خلل في وتيرة الإنجاز، مع تواصل مؤسسة «صابطا» في إنجاز المنشآت الفنية من جسور ومساند إسمنتية وغيرها، فيما توقفت عملية شق الطريق المكلفة بها «آلترو». ووفقا لمصادرنا، فقد قامت مديرية الأشغال العمومية بتوجيه إعذارات للشركة من أجل العودة للورشة، وفي حال تعذر ذلك، سيتم اللجوء لفسخ العقد وتعويضها بشركة أخرى لتدارك التأخر المُسجل. وحسب مديرية الأشغال العمومية، فإن ورشة الإنجاز التي تشرف عليها شركة «صابطا»، تعرف تقدما والمتعلقة بصب خرسانة جدران الإسناد على كامل مسار الطريق، كما تسير أشغال حفر وصب الخرسانة في المنطقة المنزلقة، بوتيرة جيدة، وتشارف على الانتهاء بنسبة 98 بالمائة. أما في ما يتعلق بالمنشآت الفنية، فيجري إنجاز الجسر الأول بطول 460 مترا والقيام بأشغال التسليح على المستوى السطحي للجسر وكذا صب الخرسانة بنسبة إنجاز تتراوح ما بين 80 و 100 بالمائة، كما يعرف الجسر الثاني عملية صب الخرسانة بالروافد، بعد إنجاز الأعمدة بطول 220 مترا. ووفقا لذات المصدر، فإن أشغال الردم والحفر وإزالة الأتربة السطحية والأحراش، متوقفة بين المقاطع، بسبب إضراب العمال، بينما ما زالت الأجزاء المتبقية من مسار الطريق لم تنطلق بها الأشغال.وفي ذات السياق، عاين والي عنابة، عبد القادر جلاوي، ورشات الإنجاز عدة مرات، كما عقد لقاءات بمسيري شركتي «آلترو» و»صابطا» المشرفتين على مشروع إنجاز الطريق الساحلي الجديد، حيث حرص على ضرورة مضاعفة فرق العمل والمجهودات لاستكمال ما تبقى من أشغال هذا المشروع الذي عرف تأخرا منذ إعادة انطلاقه سنة 2018، غير أن المستجدات الأخيرة المتعلقة بتوقف شركة «آلترو» عن الإنجاز منذ شهر مارس، صعب الأمر ودفع السلطات المحلية إلى تبليغ الأمر لوزارة الأشغال العمومية لإيجاد حل سريع.
وحسب الرزنامة المتفق عليها، فقد كان مقررا رفع نظام العمل إلى 2×8 ساعات لتدارك التأخر، للانتهاء من الأشغال خلال 15 شهرا، ومع توقف شركة «آلترو»، سيتأخر استلام المشروع مجددا.
وحسب مديرية الأشغال العمومية، فإن تأخر المشروع في الفترة الماضية، يعود لإعادة التقييم التقني لبعض المنشآت الفنية التي تم إنجازها ومنها الجسور وكذا وضعية المسار، حيث ظهرت عيوب خلال عملية الإنجاز وقدمت حلول تقنية بالتنسيق مع مؤسسة الإنجاز يجري تنفيذها لاستكمال المشروع. وتمت إعادة بعث المشروع من جديد بعد رفع التجميد عنه، حيث أنجز في مرحلة الأولى الطريق على مسافة 2 كلم، لتستأنف الأشغال مجددا في سنة 2021، لاستكمال الأشطر المتبقية على مسافة 6 كلم، غير أن شركتي الإنجاز اصطدمتا بصعوبات تقنية في الميدان، تتعلق بالخصوصية الجيولوجية الصعبة للمنطقة التي تتميز بالارتفاع والانحدار في نفس الوقت، ثم رسم أسهل مسار لكي يمر عليه الطريق، مع مراعاة تخصيص مساحات تسمح للمستثمرين بإنجاز مشاريعهم الخدماتية .
ووفقا لمصادرنا، فإن المشروع المسجل منذ سنة 2008، مسه التجميد بسبب الأزمة المالية التي عرفتها البلاد، وتمت إعادة بعثه من جديد كأولوية لربط منطقة التوسع السياحي للخليج الغربي مع بعضها، كما يكتسي أهمية بالغة لتخفيف الضغط عن الطريق القديم، خاصة في فصل الصيف، وكذا تنمية القطاع السياحي وتوفير الأوعية العقارية للمشاريع الاستثمارية بالواجهة البحرية، باعتباره طريقا استراتيجيا من شأنه بعث المشاريع السياحية واستغلال المناظر الخلابة في إنجاز مرافق للنزهة والترفيه.
ويدخل الطريق أيضا في إطار منطقة التوسع السياحي لواد بقراط، حيث صدر تصنيفها في الجريدة الرسمية، لتكون قطبا للاستثمارات السياحية بالولاية.
حسين دريدح