انطلق بولاية قالمة يوم الأحد، مشروع ضخم لإيصال مياه البحر المحلاة من محطة بولاية الطارف، إلى 9 بلديات تعرف عجزا في مياه الشرب، وتقع شمال وشرق قالمة.
وقد أشرفت والية الولاية حورية عقون رفقة مساعديها، على انطلاق العمل بالمشروع الذي تقوده شركة كوسيدار الوطنية الرائدة في مجال المنشآت القاعدية. وحسب الشروح المقدمة فإن حصة ولاية قالمة من محطة التحلية تصل إلى 40 ألف متر مكعب من المياه، وأن مدة الإنجاز لن تتجاوز 12 شهرا.
وحسب المشرفين على المشروع الاقتصادي الهام، فإنه يتوقع وصول مياه الشرب المحلاة إلى بلديات عين بن بيضاء، وادي فراغة، مجاز الصفاء، بوشقوف، نشماية، قلعة بوصبع، هليوبوليس، الفجوج وبوعاتي محمود، قبل نهاية 2025. وتبلغ قيمة المشروع نحو 11 مليار دينار، وهو مقسم إلى 4 حصص، ويبلغ طول شبكة الجر والتوزيع نحو 125 كلم، تربط بين 14 خزانا و 8 محطات للضخ.
وينطلق مشروع ربط ولاية قالمة بمحطة تحلية مياه البحر، من منطقة داغوسة بولاية الطارف، ويصل إلى أبعد منطقة سكانية ببلدية بوعاتي محمود الواقعة شمالا على الحدود مع ولاية سكيكدة. ويعتزم قطاع الموارد المائية بقالمة تقديم مقترح للحكومة لإنجاز نظام للربط بين النظام القادم من البحر ونظام التوزيع القديم بالبلديات المذكورة، لإحداث مرونة أكبر في التوزيع واستغلال الإمكانات المتاحة.
وعندما تصل مياه البحر إلى البلديات التسع بقالمة، سيعرف سكان ما يعرف بأروقة العطش، تحسنا كبيرا في مياه الشرب، في حين سيتراجع الضغط الحاصل على سد بوحمدان الكبير، الذي أصبح عاجزا عن تلبية الحاجيات المتزايدة من مياه الشرب وسقي المحاصيل الزراعية.
ويأمل المشرفون على برنامج الإنجاز في أن لا تكون هناك عوائق ميدانية تحول دون التقدم السريع في مد قنوات الجر والتوزيع وبناء الخزانات ومحطات الضخ على طول المسار، الذي يغطي الإقليمين الشمالي والشرقي لولاية قالمة التي توجهت صوب البحر، لمواجهة الإجهاد المائي الناجم عن التغيرات المناخية التي تعرفها الجزائر ومنطقة حوض المتوسط.
فريد.غ