بدأت شركة «صابطا» الوطنية، المتخصصة في بناء المنشآت الفنية، مشروعا لإنجاز معبر مزدوج للراجلين على الطريق الوطني 20 العابر للضاحية الشمالية لمدينة قالمة، حيث الكثافة السكانية العالية ومرافق الخدمات على جانبي الطريق المزدوج، الذي أصبح خطرا كبيرا على السكان الذين يعبرونه على مدار الساعة لركوب الحافلات والتسوق والدراسة والعمل.
ويبدأ المعبر من أمام ثانوية جديدة توشك على بداية التدريس، وسيكون هذا المعبر ممر نجاة للتلاميذ من مخاطر حوادث السير الناجمة عن السرعة وكثافة الحركة على أحد أهم الطرقات الوطنية العابرة للمدينة.
المعبر هيكل معدني يستند على دعامات خرسانية، ويمتد على طول يتجاوز 28 مترا وبعلو يسمح بمرور شاحنات الوزن الثقيل المحملة بالبضائع، دون ملامسة قاعدة الممر، الذي تحرص والي قالمة على أن يكون بشكل هندسي جميل وبإضاءة متطورة تضفي المزيد من الجمال على الضاحية الشرقية للمدينة. وتبلغ تكلفة المشروع 33 مليون دينار ويتوقع أن يستغرق 6 أشهر، لكن السلطات الولائية طلبت تقليص مدة الإنجاز بتمديد ساعات العمل بفريقين متناوبين.
وقد ساد نقاش تقني حول شكل المعبر عندما تقرر بناؤه قبل عدة أشهر، حيث رأى البعض بأنه من المفيد لجمال المدينة وسلامة الراجلين، بناء ممر أرضي على شكل نفق يكون أكثر أمانا ومرونة، لكن فريق آخر أراد غير ذلك، وغلب الرأي المدافع عن المعبر المعدني العلوي، نظرا لسهولة إنجازه وتكلفته المنخفضة وعدم تأثيره على حركة السير خلال مدة الإنجاز.
وتحتاج عدة مواقع بمدينة قالمة، لمعابر للراجلين على الطرقات الرئيسية، التي أصبحت تشكل خطرا كبيرا، ومن بين هذه المواقع الخطرة معبر المحطة البرية، ومعبر الأروقة القديمة ومعبر المجمع التجاري الواقعة على طريق قسنطينة.
وتعاني مدينة قالمة من مشاكل سير آخذة في التفاقم، تحت تأثير الكثافة السكنية المتزايدة وارتفاع تعداد حظيرة السيارات، وفي المقابل مازالت طرقات المدينة على حالها دون تطور منذ سنوات طويلة، باستثناء 3 مواقع عرفت بعض التطور عندما تم إنجاز جسر على شارع التطوع قرب المحطة البرية، وممر أرضي قرب مقبرة الشهداء، ومحول عن ملتقى الطريقين الوطنيين 20 و 80 المؤدي إلى ولايتي سكيكدة وسوق أهراس.
وتعرف هندسة المعابر تطورا مذهلا حول العالم، فقد صارت معالم هندسية جميلة توفر الراحة والأمان للناس، وتنقلهم إلى مواقع للمتعة والإطلالة البانورامية على معالم المدينة، ويحرص المهندسون على فعل كل شيء لجذب الراجلين إلى هذه المعابر، وحمايتهم من حوادث السير على خطوط القطارات والطرقات السريعة.
فريد.غ