حققت أشغال إنجاز الرصيف المنجمي المخصص لاستغلال وإنتاج وتصدير الفوسفات بميناء عنابة، تقدما ملحوظا منذ نحو 6 أشهر على انطلاق المشروع، حيث تم إنجاز حاجز مائي ومنصة مسطحة إسمنتية، تمهيدا لشق وتثبيت الرصيف على طول 1600 متر وبعمق 18 مترا.
وقد عاين والي عنابة، عبد القادر جلاوي، أمس، ورشة الأشغال، كما عقد اجتماعا مع مسؤولي شركات الإنجاز الثلاث، حيث تمت مناقشة نقاط تتعلق بتوفير الحصى من المحاجر بالكمية المطلوبة، بعد ارتفاع نسق الإنجاز وزيادة الاحتياجات، بالإضافة إلى توفير مادة الرمل التي تدخل في إنتاج الخرسانة الاسمنتية المسلحة، إلى جانب إيجاد حلول للتخلص من الكميات الإضافية من المواد المستخرجة غير الصالحة لإعادة الاستعمال، منها الطين والأوحال.
كما أعطى، جلاوي، تعليمات لمضاعفة المجهودات وفرق العمل، من أجل إتمام الأشغال المتبقية للمشروع في الآجال المحددة، كما التزم بمرافقة وتقديم تسهيلات للشركات والمقاولات المكلفة بالإنجاز.
وحسب مدير إنجاز الرصيف المنجمي بميناء عنابة، يونسب محمد مهدي، فقد تم تخطي جميع العراقيل والمرحلة الأولى، حيث تم الانتقال إلى مرحلة التنفيذ الفعلي وبوتيرة عالية، بعد استكمال الدراسات التي كانت متبقية والمتعلقة بتثبيت التربة لتوفير الاستقرار الدائم للهياكل والمنشآت الثقيلة، مشيرا إلى أن تسارع الإنجاز متقوف على جلب كميات هامة من الحصى من الحاجز، حيث تبلغ احتياجات مشروع توسعة الميناء الفوسفاتي، 20 مليون طن من الحصى وتعمل نحو 400 شاحنة على نقل وتفريغ الحصى بموقع الإنجاز، قادمة من أربع محاجر متواجدة بكل من ولايات (عنابة، الطارف، قالمة وسكيكدة)، حيث يتم التعامل معها حتى لا تتسبب في عرقلة السير وتجنب مرورها على المدخل الشرقي للمدينة والمدخل الرئيسي للميناء التجاري.
ووفق ذات المصدر، فإن مشروع توسعة ميناء عنابة يجري على 3 مراحل، الأولى تتعلق بإنجاز الرصيف الفوسفاتي والثانية انجاز رصيف البضائع العامة والحاويات، حيث ستمكن ازدواجية الخط المنجمي من تبسة إلى عنابة، من ربط المناطق الصناعية بالميناء، لتسهيل عملية التصدير ووصول البضائع المعدة للتصدير عبر السكة الحديدة مباشرة للرصيف والمرحلة الثالثة تخص انجاز مصنع لتحويل الفوسفات على الرصيف المنجمي.
وحسب المصدر، فإن مشروع توسعة الميناء، سترافقه إزالة أنبوب الأمونياك التابع لشركة «فرتيال» والمار بحي سيبوس إلى غاية رصيف الشحن، دون القيام بمشروع جديد لردم الأنبوب المعلق وذلك بإنجاز رصيف جديد مخصص لشركة فرتيال لتصدير وشحن الأمونياك على متن البواخر، في موقع غير بعيد عن المركب الواقع بين سيدي سالم وسيبوس وبشبكة أنابيب جديدة تستجيب للمعايير المعمول بها.
ويأتي انجاز الصيف الخاص بشركة فرتيال التابعة لمجمع أسمدال، في المرحلة الثانية من مشروع توسعة الميناء، حيث يجري حاليا القيام بالتوسعة وإنجاز الرصيف المنجمي، حيث ستنتهي الأشغال بشكل كامل في جميع المراحل خلال 24 شهرا.
وحسب ذات المصدر، فقد تم التعاقد مع أكبر شركة عالمية لإنجاز أشغال الموانئ ويتعلق الأمر بالمؤسسة الصينية لهندسة الموانئ، ترافقها شركة كوسيدار للأشغال العمومية والشركة الوطنية المتوسطية للأشغال البحرية، حيث أن هذا التجمع لشركات الإنجاز، يمتلك المؤهلات والخبرة اللازمة في ميدان الأشغال البحرية وهو يحوز على خبرة دولية واسعة من خلال انجازه لمشاريع مينائية كبرى، بهدف استكمال أشغال توسعة الميناء والرصيف المنجمي في آجال 24 شهرا، حيث تبلغ مساحة التوسعة 82 هكتارا.
وسيسمح هذا المشروع الهام لتوسعة الميناء والمرتبط بالخط المنجمي عنابة بلاد الحدبة في تبسة، بتصدير 7 ملايين طن من المواد الفوسفاتية ومواد أخرى بعد التحويل، بدل تصدير نحو 20 مليون طن من المواد المنجمية الخام .
ويواكب مشروع توسعة الميناء، الأشغال المتقدمة على مستوى ازدواجية خط السكة الحديدية عنابة –تبسة، ضمن الاستثمار الضخم لاستغلال الفوسفات المدمج بشرق البلاد، الذي يشمل 5 ولايات وحسب البرنامج المسطر، فسيتم استلام مسار ازدواجية الخط بشكل كامل سنة 2027.
حسين دريدح
