شرع مكتب الدراسات الاسباني «أكيدوس» رفقة مصالح ديوان الترقية و التسيير العقاري «أوبيجي» بسكيكدة ، في عملية واسعة لحماية بنايات الأقواس الواقعة بالشارع الرئيسي ديدوش مراد وسط مدينة سكيكدة من الانهيار ،في إجراء يهدف للحفاظ على المباني القديمة و يحمي المواطنين.
وقد بدأت المؤسسات المكلفة بالعملية في وضع أعمدة و تركيب صفائح بلاستيكية على الشرفات والأسقف لمنع سقوطها على الراجلين الذين يستعملون هذا المكان يوميا وبشكل كثيف، بينما ستجري عمليات أخرى لترميم البنايات القديمة بالشارع.
و ذكر مسؤولون أن العملية خصص لها مبلغ 500 مليون دج على أن تنتهي في ظرف ثلاثة إلى أربعة أشهر.
بنايات الشارع شهدت في السنوات الأخيرة عدة حوادث انهيار وسقوط للأسقف والجدران، ما تسبب في حالة من الهلع لدى العائلات وأصحاب المحلات وحتى للراجلين الذين يعبرون الأقواس.
وكان والي سكيكدة قد أكد خلال دورة المجلس الشعبي الولائي التي انعقدت الأسبوع الفارط على الأهمية الكبرى لهذه العملية من أجل القضاء على النقاط الحمراء من المباني، و تأمين و حماية المواطنين الذين يستغلون الأقواس سواء من العائلات التي تقيم هناك أو التجار، في انتظار انطلاق المرحلة الثانية من العملية التي ستتركز على ترميم المباني المذكورة.
و من المنتظر أن يتم قريبا الإعلان عن مناقصة وطنية ودولية وفق دفتر شروط تم إعداده بعناية دقيقة لمشروع ترميم البنايات القديمة شارع الأقواس، و أشارت مصادرنا أن المشروع يأخذ بعين الاعتبار حجم و نوعية المباني.
وكان ممثل عن مكتب الدراسات الاسباني «كارلاسباغيس»، قد أكد في تصريح صحفي سابق بأن عملية الترميم ستمس 80 ألف متر مربع من المباني القديمة، و قد وصلت نسبة الدراسة إلى 68 في المائة على أن تنتهي في ظرف 15 شهرا، معتبرا العملية بالنموذجية يتم خلالها تقييم مدى تدهور البنايات وتحديد أسباب ذلك، قبل التدخل بتقنيات عالية لترميم الأجزاء الأكثر تضررا.
وأشار المتعامل بأن فائدة الشراكة بين مكتب الدراسات الذي يمثله و نظيره الذي أشرف على الدراسة و قام بعملية ترميم المدينة القديمة برشلونة في اسبانيا، لا تتوقف عند إنجاز الدراسة بل تهدف إلى تمكين المهندسين والتقنيين الجزائريين من الاستفادة من التكنولوجيا والخبرة في هذا المجال، حتى يسهل عليهم تطبيقها و تعميمها في ترميم مدن أخرى في الجزائر، وفق بنود الاتفاقية المبرمة بين الطرفين الجزائري والاسباني.
يذكر أن مشروع ترميم البنايات بالمدينة القديمة يأتي تطبيقا لتعليمات الوزير الأول عبد المالك سلال خلال زيارته للولاية في جانفي 2014، أين أعطى تعليمات بالإسراع في تنفيذ العملية و ترحيل سكان حومة الطليان.
كمال واسطة