سكان يطالبون بالكهرباء الريفية في قرى المالحة بقسنطينة
تشدُّ منطقة المالحة، التابعة إداريا لبلدية ابن زياد، بولاية قسنطينة، الأنظار إليها خصوصًا في فصل الربيع، لاخضرار الطبيعة، وجمال حقول القمح والزراعات المتنوعة بها، غير أنَّ سكانها يعانون من نقائص في التهيئة الخارجية و الكهرباء الريفية، بينما يقطع تلاميذ فيرمة «القرموحة» و»كاوكي»، أزيد من كيلومتر للالتحاق بابتدائية محمد الصالح خبُّوط.
في إحدى المسالك بالمالحة، صادفنا بعد الزوال مجموعة من التلاميذ و هم يشيرون إلى السيارات بالتوقف، لأجل العودة إلى منازلهم من المدرسة الابتدائية، وبعد إقلالهم، تبيَّن أنَّهم يقطنون بأعالي الحي، وتحديدا على مستوى المزرعة المسمَّاة «فيليب وكاوكي»، وهي ألقاب المعمّرين الذين شغلوا المنطقة مكان عائلة استعادتها بعد الاستقلال، كما تقع بالقرب منها مزرعة أخرى معروفة باسم «قرموحة».
و علمنا من سكان المنطقة أنه لا يوجد نقل مدرسي يقلِّ أبناءهم على مسافة 1,2 كيلومتر، حيث يضطرون للمشي يوميا، ذهابا وإيابا، وفي كلِّ الظروف المناخية، ما عدا في حالة هطول الثلوج التي تمنعهم عن الالتحاق بمقاعد الدراسة. وقال زهير، ربُّ عائلة بالمزارع المذكورة، بأن أولياء التلاميذ يبذلون مجهودات كبيرة، حيث يعملون على نقل أبنائهم بإمكانياتهم الخاصّة، لانعدام وسيلة محدَّدة تقوم بالمهمة.
و طرح مواطنو فيرمة «كاوكي وفيليب»، انشغالا آخر يتعلق بغياب الكهرباء عن عدد من المنازل المشيَّدة في إطار الاستفادة من إعانات البناء الريفي، و ذلك منذ العام 2012، ما أنقص، حسبهم، فرحة الولوج إلى سكنات لائقة، ومغادرة القديمة، حيث وعلى الرَّغم من الطلبات المتكرّرة لمؤسسة «سونلغاز» والمصلحة التقنية بالمجلس الشعبي البلدي لابن زياد، إلا أنَّ الطلب لم تتمّ الاستجابة له، حسب السكان الذين حاورناهم، وهو ما يجعل الحصول على هذه الخدمة من المنازل المجاورة، عبر مدِّ أسلاك بطريقة عشوائية، خطرا داهما عليهم، وعلى أبنائهم، في حال حدوث شرارة كهربائية.
كما يلاحظ على مستوى الأزقة الداخلية للمالحة، سواء بالجهة العلوية الحديثة نوعا ما، أو في المالحة القديمة، هو نقص التهيئة الخارجية، وعدم وجود طرق معبَّدة بالإسفلت، رغم وجود أجزاء مهيأة بالشكل المطلوب، وهو ما أثَّر على المظهر الحضري العام بالمنطقة، وأحال الديكور بالتجمعات السكنية الحديثة إلى «ريف حديث»، حيث لم تعبّد الطرقات و لم تنجز الأرصفة ببعض الأزقة، إلى جانب رمي النفايات المنزلية في نقاط عشوائية.
و ردَّا على انشغالات سكان المالحة، بجهة مزرعة «فيليب وكاوكي» وكذا المنطقة المسمَّاة «قرموحة»، أجاب رئيس المجلس الشعبي البلدي لابن زياد، ياسين مهناوي، باستحالة توفير وسيلة النقل المدرسي لحوالي 15 تلميذا، مع علمه بمعاناة الأطفال بالمنطقة ورغبته في إيجاد حلٍّ لهم، حيث أرجع السبب إلى وجود 20 نقطة تقريبا يشملها النقل المدرسي، أمام ميزانية لا تتجاوز 300 مليون سنتيم، سنويا، وهو مبلغ ضئيل جدّا لا يلبي حاجيات التلاميذ بالبلدية، و يتطلَّب، حسبه، دعما من صندوق الولاية.
أما عن المنازل المشيَّدة في إطار البناء الريفي، وغير المزوَّدة بالكهرباء الريفية، فردَّ «المير» في حديثه للنصر، بأن الجهاز التنفيذي اقترح تزويدها من خلال تطبيق تجربة الكهرباء المحولة عبر الطاقة الشمسية، لخفض تكاليف الأعمدة وهذا في القريب العاجل.
فاتح/ خ