الجمعة 20 سبتمبر 2024 الموافق لـ 16 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

النصر ترافق وحدات الأمن خلال سهرة رمضانية


هكذا تؤمن الساحات العمومية و الفضاءات الكبرى بقسنطينة
تشهد التجمعات السكانية الكبرى بولاية قسنطينة، حركية كثيفة في ليالي شهر رمضان، تمتد إلى ساعات الصباح الأولى، حيث يقصد المصلون المساجد لأداء صلاة التراويح، و تفتح المقاهي أبوابها أمام المواطنين، فيما تزور العائلات محلات الألبسة و المراكز التجارية و تكتظ الساحات و الشوارع بالشباب، و لتأمين هذه الحشود الكثيفة، يسخر أمن قسنطينة، مختلف أجهزته الراجلة و الراكبة، لضمان السير الحسن للسيولة المرورية، و كذا لمراقبة الفضاءات الكبرى، و البؤر المشبوهة.
روبورتاج: عبد الرزاق مشاطي
النصر رافقت مصالح أمن ولاية قسنطينة ليلة الخميس الماضي، حيث اطلعنا على مختلف الإجراءات الخاصة بتأمين نقاط مختلفة من الولاية، على مستوى وسط مدينة قسنطينة، و كذا المدينتين الجديدتين علي منجلي و ماسينيسا بالخروب.
تأمين المصلين و تسهيل حركة المرور
كانت الانطلاقة دقائق بعد الساعة التاسعة مساء، من أمام مقر الأمن الولائي، رفقة الملازم الأول للشرطة المكلف بالإعلام بلال بن خليفة، و قد تزامن خروجنا مع أذان صلاة العشاء، أين تكون حركة المصلين المتجهين نحو المساجد لتأدية صلاتي العشاء و التراويح جد كثيفة، و هو ما لاحظناه أمام مسجد الاستقلال، بمدخل حي الكدية، أين وقفنا على عمل رجال الشرطة في تنظيم حركة المركبات، و تسهيل دخول المصلين إلى المسجد، و على الرغم من ضيق المكان و كثافة المصلين، إلا أن السيولة المرورية بدت عادية. و على مستوى مفترق الطرق «ساحة الشهداء»، و هي منطقة تشهد عادة حركة كثيفة للسيارات بالنظر إلى أن المكان يعد أحد المداخل و المخارج الأساسية لوسط المدينة، كانت وحدة الشرطة المتمركزة هناك تضمن السير بسلاسة، أمام تزايد أعداد الأشخاص و السيارات المتوافدة على وسط قسنطينة، أين كانت الحركة تتضاعف بسرعة.
و على مستوى مفترق الطرق المقابل لقصر الثقافة محمد العيد أل خليفة، بدت أعداد المواطنين أكبر، غير أن فرق الأمن العمومي، كانت تعمل على ضبط السير و مراقبة أية تجاوزات سواء للراجلين أو السائقين، و قد وقفنا على عملية مراقبة سائقي الدراجات النارية، حيث يتم طلب وثائق الدراجة، و أي سائق لا يملك الأوراق اللازمة، يتم حجز دراجته، و نقلها إلى مقر الأمن الولائي، أين تحفظ هناك، في انتظار تقدم صاحبها لتسليم الوثائق المطلوبة، و إن لم يفعل فسيتم حجز المركبة، مع فتح تحقيق في ما إذا كانت مسروقة، عبر مراقبة رقمها التسلسلي، حسب ما أوضحه لنا أعوان الأمن، حيث علمنا لاحقنا في نهاية السهرة، بأنه تم حجز ما لا يقل عن 5 دراجات، في نفس المكان، تلك الليلة فقط.
الزي المدني لتضليل المشبوهين في الأماكن المظلمة
و قد رافقنا أعوان الشرطة القضائية الذين كانوا يرتدون الزي المدني، من أجل عدم لفت انتباه المشبوهين و المبحوث عنهم، حيث دخلنا إلى حديقة «بن ناصر»، التي كانت تغرق في ظلام دامس، رغم وقوعها في قلب المدينة، و قد أخبرنا رجال الشرطة، بأن مثل هذه الأماكن تعد مرتعا لمعتادي الإجرام و الأعمال المشبوهة. و بسرعة تفرق عناصر الفرقة الأمنية داخل الحديقة تحت جنحة الظلام، و بدأوا في تفتيش مختلف أركانها، أين كان يجلس شباب بدت عليهم علامات الانحراف، و قد تم تفتيش مجموعة من المراهقين بينهم فتاة، قال عناصر الأمن بأنهم يعرفونها جيدا، و هي من المسبوقين، لتتم مراقبة جميع الأشخاص الذين تم العثور عليهم داخل الحديقة، و ذلك من خلال الملامسة الجسدية القانونية، و تفتيش أغراضهم، و كذا الأماكن المحيطة بهم، للتحقق من أنهم لم يتخلصوا من أية ممنوعات أو أسلحة كانت بحوزتهم.
تنقلنا بعدها إلى نصب الأموات الواقع في أعلى نقطة من وسط المدينة بمحاذاة المستشفى الجامعي، أين وجدنا أعدادا كبيرة من المواطنين يتجولون في المكان، منهم شباب وجدناهم يجلسون في مجموعات و يلعبون «الورق» أو «الدومينو» و بعضهم يدخن «الشيشة»، كما صادفنا العديد من العائلات من رجال و نساء و أطفال، و حتى بعض المغتربين، الذين كانوا يستمتعون بجمال المنظر، حيث تظهر قسنطينة تتلألأ بأضوائها من هناك، و لعل التواجد الكثيف للمواطنين في هذا المكان، الذي كان يعد مشبوها في وقت سابق، يعود الفضل فيه، إلى الحضور المكثف و التواجد الدائم لوحدات من الأمن العمومي، تسهر على سلامة زوار هذه المنطقة السياحية، فضلا عن الدوريات التي تقوم بها مختلف التشكيلات الأمنية، إلى عين المكان.
تواجد مكثف وسط حشود زوار «رتاج مول»
بعد ذلك تنقلنا إلى مدينة علي منجلي، و الوجهة كانت أكثر منطقة تشهد تواجدا للمواطنين خلال السهرة، و ذلك على مستوى المركز التجاري «رتاج مول»، الذي تتوافد إليه الجماهير من كل أنحاء الولاية، و حتى من بعض الولايات المجاورة، إذ تعج الشوارع المحيطة به بالسيارات و الراجلين، و لا يكاد مدخله الرئيسي يتسع لأعداد الناس الوافدين إليه و الخارجين منه، غير أن فرق الشرطة تتواجد بالمكان و تضمن بتواجدها بالزي الرسمي و المدني، تأمين الطريق، و كذا المركبات و المواطنين، كما تسهر على عدم وقوع تجاوزات أو شجارات و اعتداءات، خاصة أن كثافة الحضور، يجعل التحكم في أي انفلات أمرا في غاية الصعوبة.
مداهمات لأوكار الجريمة بالأحياء الجديدة
و بالمدينة الجديدة ماسينيسا، و بالتحديد بالقطب السكني الجديد «الضريح»، الذي انتقلت إليه ألاف العائلات، قبل نحو سنة، من مختلف أنحاء مدينة قسنطينة، انتقلنا رفقة فرقة من الأمن الحضري بماسينيسا و كذا الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية بأمن الولاية، و قد علمنا من عناصر الشرطة، أن المكان الذي نتوجه إليه، يعرف انتشارا كبيرا للإجرام و مختلف الأعمال التي يعاقب عليها القانون.
و بمجرد دخول عربات الأمن إلى الحي، و أضواء الإنذار تعلوها، شاهدنا حركة غريبة، فكل من يجلس على قارعة الطريق كان ينظر نحو السيارات، و منهم من اختفوا في لحظات، أما بعضهم فأخذ في الركض بسرعة بين العمارات، حيث وصلنا إلى النقطة المعنية بالمداهمة، و هي محلات غير مستغلة، تعد بؤرة لأصحاب السوابق و مروجي المخدرات و غيرهم من مرتكبي الأعمال المشبوهة، حسب ما أكده لنا مرافقونا من الشرطة، الذين داهموا المحلات بسرعة فائقة و بحثوا داخلها مستخدمين مصابيح كبيرة لإنارة العتمة، غير أنهم لم يعثروا على أي شيء، و من المحتمل حسبهم، أن أشخاصا كانوا بداخلها و غادروا بعد أن علموا بوصول الشرطة.
مراقبة قرابة 2600 شخص
خلال 10 أيام
و فيما يخص حصيلة الأيام الأولى من شهر رمضان، أوضح ملازم الشرطة بلال بن خليفة، بأن هذه الفترة شهدت القيام بـ 50 عملية شرطية، سخر لها 606 شرطي و 120 مركبة، حيث شملت 333 نقطة على مستوى كامل إقليم اختصاص أمن ولاية قسنطينة، تم خلالها مراقبة 2946 مركبة و 2567 شخصا، كما تم توقيف 10 أشخاص لتورطهم في قضايا جزائية تعلقت بحيازة مخدرات و مهلوسات و كذا توقيف مبحوث عنهم، و قد مست هذه العمليات مناطق علي منجلي و قسنطينة و كل من دوائر زيغود يوسف و الخروب و كذا عين عبيد و حامة بوزيان، فيما تجدر الإشارة حسب بن خليفة، إلى أن إحدى العمليات تمت بالشراكة مع الدرك الوطني.
و فيما يخص المرور، فقد تم حسب محدثنا، إطلاق حملات توعوية بمناسبة أسبوع المرور العربي، و كذا شهر رمضان، مست بالإضافة للمؤسسات التربوية عدة نقاط مراقبة، و شملت أساسا موضوع تفادي القيادة أثناء الإحساس بالإرهاق و التعب، و الحث على اتباع قواعد السلامة المرورية، كما يشار حسب الملازم الأول، إلى أنه خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان، سُجل 13 حادث مرور جسماني بالإقليم الحضري لولاية قسنطينة، راح ضحيته 27 شخصا، بينهم قتيلان.                 ع.م

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com