أمضت، نهار أمس، جمعية الخبراء القضائيين لولاية قسنطينة، اتفاقية شراكة و تعاون مع جامعة منتوري ، و ذلك قصد تأطير الطلبة عن طريق التربصات و تكوين الخبراء الذين أكدوا أن بعض الإدارات و الهيئات ترفض تزويدهم بالمعلومات اللازمة ما يجعل عملهم غير مجد.
و على هامش اليوم الدراسي المنظم تحت “عنوان الخبير القضائي و دوره في المنظومة القضائية الجزائرية”، قال رئيس الجمعية عبد الحليم فيلالي بأن الاتفاقية تهدف إلى تبادل الخبرات بين الجانبين و تأطير الطلبة من خلال فتح مجال التربص، إلى جانب الارتقاء بأداء أزيد من 500 خبير قضائي في ولاية قسنطينة و رسكلة معلوماتهم، بفتح مجال الحصول على ليسانس في الحقوق، خاصة و أن المهنة بالإضافة إلى شقها التقني، تحتاج إلى جانب معرفي و أكاديمي.
و عن الهدف من هذا اللقاء الأول من نوعه و الذي احتضنته دار الثقافة مالك حداد، قال رئيس الجمعية إنه يتمثل في التعريف بمهنة الخبير القضائي و ماهيتها، من خلال محاضرات قدمها أكاديميون و بعض ممثلي الأسرة القضائية، و بدوره تناول رئيس محكمة قسنطينة، إلياس بن ميسية، محور الخبير القضائي في منظور التشريع و التنظيم الجزائريين، حيث أكد أن دوره مهم جدا بتنوير الجهات القضائية من أجل الوصول إلى حكم عادل بناء على معلومات يستقيها في الميدان حسب طبيعة كل قضية، كما يساهم في إبراز الحقيقية، فهو يلعب دور الوكالة أو المفوض عن القاضي، لكن هذا الأخير يبقى له الحكم الأخير باعتباره خبير الخبراء و يمكنه قبول الخبرة أو استبعادها من الجانب المنهجي أو الشكلي، مضيفا أن ما يقدم من حجج و براهين من طرف الخبير و رغم أنه وسيلة إثبات، إلا أنه يخضع للمناقشة.
و تطرق الحاضرون للعراقيل و المشاكل التي تواجه الخبير القضائي في عمله اليومي، الذي يرتكز أساسا على العمل الميداني في جمع و تحري المعلومات الدقيقة من أجل إعداد خبرة سواء في المجال العقاري أو الفلاحي أو في المحاسبة أو الطب الشرعي، باعتبارها أكثر الأنواع شيوعا.
و أكد غالبية المتدخلين من المهنيين أنهم يواجهون صعوبات كبيرة بسبب رفض بعض الإدارات و الهيئات التعامل معهم و منح ما يحتاجونه من بيانات و أدلة و براهين يؤسسون عليها خبرتهم القضائية، و هذا ما يجعل منها غير مجدية في نهاية المطاف، كما قد يرفض عملهم من قبل القاضي باعتباره الجهة الترجيحية و الفاصلة في القضية، و في مثل هذه الحالات تتم الاستعانة بخبرة أخرى، و هو الإشكال الذي يعاني منه المهنيون الذين طالبوا بتسخير آليات عمل جديدة تسهل عليهم الوصول إلى مصادر المعلومات.
و كشف رئيس جمعية الخبراء القضائيين عن جملة لقاءات و أيام دراسية سطرتها هيئته ضمن برنامج عملها السنوي، و ستتناول في كل مرة زاوية أو مسألة معينة مرتبطة بممارسة هذه المهنة بإشراك كل الأطراف المعنية، و الهدف منها حسبه، تحسن أداء الخبير القضائي في الولاية. هيبة عزيون