قرّرت بلدية قسنطينة اعتماد إستراتيجية جديدة لمواجهة الاختناق المروري المتركز بصورة كبيرة في وسط المدينة خلال ساعات النهار، حيث درست مصالحها وضع مجموعة من الأضواء الثلاثية عبر عدة مداخل من أجل تخفيف الضغط، في حين منحت مؤقتا صفقة لشركة «سوبت» لوضع الأضواء بمدخل بوالصوف وعند نقطة التقاطع بالقرب من مسجد الرحمة، بالإضافة إلى المكان القريب من محطة الوقود بالمنطقة الصناعية «الرمال».
ونشرت البلدية في الصحف يوم السبت الماضي إعلانا عن المنح المؤقت لصفقة إنجاز أضواء ثلاثية بقيمة تفوق مليار وأربعمئة مليون سنتيم، لفائدة شركة «سوبت»، في حين أوضح المنتخب المكلف بالصيانة والوسائل العامة بالنيابة، كمال بريرش، في اتصال بالنصر أن الأمر يتعلق بإنجاز الأضواء الثلاثية لتنظيم حركة المرور بثلاث نقاط من المدينة، موضحا أن البلدية برمجت نقاطا أخرى سيتم الإعلان عنها مستقبلا. واتصلنا برئيس مكتب النقل والمرور ببلدية قسنطينة، فريد بوعروج، الذي أوضح أن العملية تأتي بتوجيهات من رئيس البلدية، مضيفا أن الصفقة المعلن عن منحها المؤقت مسجلة في الميزانية من قبل، كما أنها مضبوطة في مخطط المرور.
ونبه رئيس مكتب النقل والمرور أن الميزانية المخصصة لإنجاز هذه الأضواء مقدرة بمليارين، فيما أكد أنه سيتم المصادقة على منح الصفقة في الدورة القادمة للمجلس الشعبي البلدي. وذكر نفس المصدر أن النقاط التي سيتم تزويدها بالأضواء الثلاثية تعرف ازدحاما مروريا كبيرا، على غرار مدخل حي بوالصوف أسفل جسر الطريق السريع الذي تفقده الوالي السابق وأعطى تعليمات باتخاذ تدابير لوضع حد للمشكلة، بينما ذكر محدثنا أن البلدية ستعلن عن صفقة أخرى خصص لها مبلغ مليار ونصف لإنجاز أضواء تنظيم المرور بثلاث نقاط أخرى، ويمكن أن يدرج فيها مدخل حي لويزة بيدي المعروف باسم «جنان الزيتون».
وتحدث رئيس المكتب أيضا عن دراسة إمكانية إعادة فتح مدخل سيدي مبروك السفلي بمحاذاة مسجد أبي أيوب الأنصاري، الذي أغلق منذ سنوات ما جعل العشرات من السائقين يخالفون قواعد المرور على مستواه يوميا بالالتفاف وسط الطريق والدخول إلى الحي من الجهة المذكورة. وأضاف نفس المصدر أنه من الممكن اقتراح وضع الأضواء أيضا بالقرب من الحاجز الأمني بمدخل بوالصوف، مؤكدا أن المبالغ الجديدة لإنجاز أضواء ثلاثية أخرى سترصد في ميزانية العام القادم، بينما أشار إلى أن الضغط المروري قد خفّ على مستوى منطقة زواغي بعد فتح الطريق الجديدة المؤدية إلى علي منجلي من خلال معبر ماسينيسا.
نحو إنجاز غرفة تحكم مركزية في إشارات المرور
وشرح رئيس مكتب النقل الإستراتيجية التي تعتمدها البلدية لتنظيم حركة المرور بالأضواء الثلاثية، حيث قال أن المرحلة الأولى تتضمن التركيز على تنظيم مداخل المدينة والمرور تدريجيا إلى وسط المدينة، الذي يتطلب، مثلما قال، دراسة معمقة على مستوى ساحة الشهداء وبالقرب من محاور دار الثقافة محمد العيد الخليفة، كما أوضح لنا أن الأضواء الموجودة عند مخرج شارع عبد المالك قيطوني المعروف سابقا باسم «رو دي بيانفي» قد أوقفت عن العمل منذ فترة بسبب عدم جدواها، لكن يمكن إعادة تفعيلها عند تدعيمها بأضواء ثلاثية على مستوى مدخل الشارع. وتحدّث نفس المصدر عن دراسة محيط قصر الثقافة مالك حداد لتدعيمه بالأضواء الثلاثية أيضا.
ويتطلب تنظيم حركة المرور للقضاء على الانسداد المروري بوسط المدينة أيضا أخذ حركة الراجلين بعين الاعتبار، بحسب محدثنا، حيث نبه أن دراسة وضعية المكان مرتبطة بإنهاء عملية إعادة الاعتبار للأنفاق الأرضية، لأن المارة يستعملونها بكثرة. وأفاد نفس المصدر أن إستراتيجية البلدية ستفضي إلى استحداث غرفة تحكم مركزية بعد وضع الأضواء الثلاثية في مختلف النقاط المدروسة وتعميمها على وسط المدينة والمداخل، من أجل جعلها على اتصال مع بعضها، منبها أن العملية كاملة قد تستغرق بضع سنوات.
سامي .ح
