تسجل أسواق مدينة قسنطينة تفاوتا في احترام التدابير الوقائية منذ العودة إلى إجراءات الحجر الجزئي مع ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا، حيث يؤكد تجار أن الكثير اعتادوا على الأمر، في مقابل صعوبة في تقبل الوضع من طرف المواطنين والزبائن في خامس يوم من الحجر الجزئي الذي أقرته الحكومة مجددا من العاشر من نوفمبر.
واخترنا سوق عبد المجيد مساعيد بحي عبد السلام دقسي بقسنطينة، كنقطة لبداية جولتنا في الأسواق صباح أمس، حيث كانت الحركية ضعيفة نسبيا مقارنة بعطل نهاية الأسبوع التي يكثر فيها تجول المتسوقين، في حين لاحظنا أن أغلبية البائعين يضعون كمامات، باستثناء قلة منهم يتهاونون من خلال حملها في أيديهم أو وضعها على سواعدهم أو خفضها إلى ذقونهم أو تعليقها على آذانهم. وأكد لنا بعض من تجار السوق أنهم تهاونوا قليلا خلال الفترة الماضية في وضع الكمامات، مع انخفاض عدد الإصابات بفيروس كورونا، لكنهم عادوا إليها بصورة جدية منذ عودة الارتفاع في الحالات وتسجيل إصابات أشخاص من محيطهم المهني والعائلي الضيق.
وغادرنا السوق من البوابة الرئيسية ليقابلنا موقف الحافلات، التي لاحظنا فيها عددا قليلا من الركاب قد نزعوا الكمامات، فضلا عن القابضين الذين ينزعونها بمجرد مغادرة الحافلات من أجل الهتاف بوجهات مركباتهم ليعودوا إلى وضعها بمجرد الصعود، بينما عدنا إلى أجواء السوق بمجرد اقترابنا من نقطة الدوران «برازيليا»، حيث مررنا بطاولات الباعة الفوضويين للخضر والفواكه الذين يحتشدون خلف ما يعرف بمشروع «محلات الرئيس»، ورصدنا من المكان عدم احترام كبير لارتداء الكمامات من طرف الباعة، على عكس المتسوقين الذين كانوا يضعونها.
وقد لاحظنا بمحطة الحافلات القريبة من برازيليا تواجد ما يقارب الأربعين شخصا في مساحة صغيرة في انتظار وصول حافلتهم، بينما كان بعضهم لا يضعون الكمامات، قبل أن نتنقل إلى سوق بومزو بوسط المدينة، أين لاحظنا عددا من الباعة دون أقنعة واقية فضلا عن متسوقين، وهو نفس الأمر الملاحظ على أصحاب الطاولات الذين يعرضون سلعهم على رصيف الشحن الواقع على الجهة الخلفية من السوق.
ولا يختلف الأمر على مستوى سوق «فيروندو» الذي بدا فيه البائعون أقل التزاما بإجراءات الوقاية مقارنة بزملائهم في «بومزو». ولم نلاحظ بين مربعات الأسواق المغطاة، توفير أي من البائعين للمعقم الكحولي لفائدة الزبائن، على عكس ما ينتهجه بعض أصحاب المحلات داخل نفس الأسواق، في حين لا يسجل تشدد في الإجراءات من طرف المواطنين مثلما جرى عليه الأمر خلال الموجة الأولى من الوباء، حيث ذكر لنا تجار أن المواطنين استثقلوا إجراءات الوقاية هذه المرة رغم إدراكهم لضرورتها، كما أوضحوا لنا أنهم ملتزمون بها لأنهم اعتادوا على الوضع بعدما لم تبرحهم رقابة السلطات حول مدى الالتزام بالإجراءات طيلة الفترة التي تضاءلت فيها الإصابات، ومست العقوبات بعضا منهم.
ورغم بساطة إجراءات الوقاية من وباء كورونا، المتمثلة في وضع الكمامة والتباعد ونظافة اليدين، إلا أن المسجل في النقاط ذات الحركية الكثيفة للمتسوقين هو التقارب المفرط بين الأشخاص حتى لا تبقى إلا سنتيمترات قليلة بينهم، خصوصا في بعض المحاور من أروقة سوقي «بومزو» و»فيروندو» بعد أن ضاقت بسبب طاولات الباعة، في حين قصدنا «رحبة الجمال»، أكبر سوق شعبية في وسط المدينة ووجدنا أن وضع الكمامات فيها يقتصر على التجار وبعض أصحاب الطاولات، بينما يتجول أغلب المتسوقين دون وضعها، فضلا عن تجمع عدد معتبر حول طاولتين لبيع البيتزا و بيع الملابس.
من جهة أخرى، يبدي أصحاب المحلات احتراما للإجراءات الوقائية، حيث لم تختلف أسباب الالتزام بالنسبة إليهم عما حدثنا به تجار آخرون، مشيرين إلى أن أعوان الرقابة يزورونهم من حين لآخر، بينما ذكر لنا أصحاب مقاهي أنهم يواجهون بعض الصعوبات مع زبائن يرفضون وضع الكمامات بحجة أنهم يغادرون المحل بعد حصولهم على فنجان القهوة فقط.
سامي.ح