تجهّز أكثر من 300 مسجد ومصلى عبر ربوع ولاية قسنطينة، لاستقبال جموع المصلين طيلة شهر رمضان، بتوفير كل ما يفرضه البروتوكول الصحي الخاص بالشهر الفضيل من إجراءات احترازية لأداء الصلوات الخمس و صلاتي التراويح و الجمعة.
و وقفت النصر على جاهزية عدد من المساجد لاحتضان صلاة التراويح في أجواء منظمة، بعدما ألغيت رمضان الماضي بسبب تفشي الجائحة، كما تسهر بعض بيوت الله على توزيع الإعانات المادية والمالية على العائلات الفقيرة طيلة شهر الصيام بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف، لتوزيع ما جاد به المحسنون والخيرون.
سجادة وقناع لكل مصلي
بداية جولتنا كانت من مسجد الاستقلال الكائن بحي كدية عاتي وسط مدينة قسنطينة، أين ضُبطت كل الترتيبات لاستقبال وفود المصلين طوال أيام شهر الصيام، و أكد السيد ياسين بن مخلوف سوالم، إمام و خطيب المسجد، أن عملية تعقيم كبرى شملت كل أركان المرفق خاصة قاعات الصلاة، كما تم وضع ملصقات توضيحية بالبرتوكول المعمول به، و توفير كميات معتبرة من الأقنعة الواقية و سجادات ورقية خاصة يتم توزيعها على كل مصلي لا يحمل معه قناعا أو سجادة، مع إلزامية نزع الجوارب، كما تم تغليف خزائن الكتب والمصاحف لمنع استعمالها تنظيف وتعقيم دورات المياه و المائضات وإغلاقها بإحكام.
وتدعّم مسجد الاستقلال بأكثر من 20 متطوعا ومتطوعة للسهر على تطبيق البروتوكول الصحي ومساعدة المصلين، و وزعت عليهم بزات خاصة ورخص للعمل بأريحية، كما طُلِب توفير عدد من رجال الأمن لتفادي حدوث شجارات أو تجاوزات من قبل بعض المصلين الذين يرفضون تطبيق البروتوكول خاصة في صلاة التراويح، وأيضا بسبب الإقبال الكبير للمواطنين على هذا المسجد نظرا لموقعه الاستراتيجي وقربه من أكثر من منطقة بوسط المدينة.
عمل مسبق للتعامل مع الرافضين لإجراءات الوقاية
وأكد إمام المسجد، أنه وخلال الأيام الفارطة، غالبا ما تقع شجارات مع المواطنين الذين يرفضون مختلف الإجراءات الوقائية، بمعدل 5 إلى 6 حوادث يوميا، متوقعا أن تتضاعف مع حلول شهر رمضان، خاصة أن الطاقة الاستيعابية للمسجد ستتقلص من 870 إلى حوالي 395 مصليا لتفادي الاكتظاظ وعملا بالتباعد البدني. و حرصا على نظافة المكان سيتم تعقيم المسجد بمعدل يومين في الأسبوع باستخدام معقمات خاصة.
الوجهة الثانية كانت صوب مسجد عقبة ابن نافع ببلدية الخروب الذي تفوق قدرته الاستيعابية 3 آلاف مصلي، حيث كانت كل الأمور مضبوطة لعودة صلاة التراويح، و قال إبراهيم بوكبوس، أن العمل منصب حاليا على الشق التنظيمي للصلوات خصوصا التراويح و الجمعة، لذا فقد قام المسجد بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية بتوزيع تراخيص على عدد من المتطوعين.
ولتنظيم سير الصلوات تم توجيه تعليمات خاصة لكل متطوع للسهر على تطبيق البروتوكول الصحي من المصلين الذين سيتقلص عددهم من 3 آلاف إلى حوالي 15000 مصلي، وكذا استعمال المعقم عند الدخول و وضع الكمامة والتباعد البدني و باقي الشروط، مع تحديد كيفية التعامل مع بعض الحالات الخاصة التي ترفض الاستجابة أو تطبيق قواعد الوقاية، حيث أكد الإمام أنه وقبل حلول شهر رمضان شهد المسجد أكثر من حالة شجار، لذا تم التركيز على هذا الجانب مع المؤطرين.
وكشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف لولاية قسنطينة، بلخير بوذراع، في حديث للنصر، عن فتح مؤقت لـ 14 مسجدا و 9 مصليات موزعة عبر الدوائر الست، لرفع الأذان وإقامة الصلوات الخمس، من أجل التخفيف على المساجد الأخرى، وعملا بالبروتوكول الصحي الذي يفرض تقليص أعداد المصلين بتطبيق مبدأ التباعد.
وتوجد 307 مساجد ستقام فيها صلاتا الجمعة والتراويح إلى جانب الصلوات العادية، وأكد بوذراع أن كل الأمور ضبطت قبل 15 يوما من حلول الشهر الفضيل، حيث تم عقد اجتماعات دورية مع المفتشين المعتمدين وإبلاغ الأئمة بها وفق مذكرات و مراسلات، وتنظيم لقاء مع المرشدات من أجل تنظيم أجنحة النساء خلال صلاة التراويح ومنع أي تجاوزات، مع تكليف القيمين على المساجد و الأئمة بالسهر على حسن استخدام و توزيع المواد المتعلقة بالبروتوكول من معقمات و سجادات و أقنعة واقية.وقامت المديرية قبل أيام بتوزيع كميات معتبرة من المعقمات على المساجد الموجودة في مناطق الظل والتي تم جمعها من تبرعات المحسنين، كما تم ضبط قوائم المتطوعين المرخَّصين لتنظيم دخول وخروج المصلين والسهر على احترام وتطبيق البروتوكول الصحي، كما نظمت المديرية خرجات ميدانية يومية للمساجد لمعاينتها والوقوف على مدى جاهزيتها طيلة أسبوعين، قبل حلول شهر رمضان.
طرق جديدة لمساعدة المحتاجين
إلى جانب ضبط التنظيمية داخل المساجد، سهرت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف ومجلس سبل الخيرات، على ضبط قوائم العائلات المعوزة والمحتاجين وتوزيع المساعدات، حيث أفاد مدير الشؤون الدينية أن كل مساجد الولاية قد نظمت عمليات تضامنية قبيل حلول الشهر الفضيل، و سيستمر توزيع الإعانات خلال الأيام الأولى منه.
وفي مسجد الاستقلال قال الإمام ياسين سوالمي، إنه تم انتهاج طريقة جديدة لتقديم المساعدات، بتسليم وصولات شراء بمبلغ مالي معين يقوم المعني بأخذه لمؤسسة "سومباك" ليقتني ما يحتاجه، و هذا من أجل صون كرامته وعدم إلزام العائلات بمواد غذائية أو حاجيات معينة، و من جهة ثالثة العمل بشفافية مع المحسنين و الفقراء ومؤسسة المسجد.أما بمسجد عقبة ابن نافع، فقد تم جمع أزيد من 250 قفة قدمها ثلاثة محسنين، حيث تتوفر على مختلف المواد الغذائية والمنتجات بنوعيات ممتازة، مع توفير بعض المواد التي تعرف ندرة في السوق على غرار الدقيق و الزيت، وتخصيص شاحنات لإيصالها إلى منازل المحتاجين لتجنيبهم عناء التنقل.
وهيبة عزيون