الأحد 22 سبتمبر 2024 الموافق لـ 18 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

سكانها يعيشون على بيع الخضر والفواكه بعين السمارة : قارون.. قرية يتهددها العطش ويطوقها البناء الفوضوي


 يعاني سكان بقرية «قارون» أو قرية الشهداء كما تلقب، ببلدية عين السمارة في قسنطينة، من نقص حاد في المياه، حيث يضطرون للاستنجاد بالصهاريج من أجل سقي منتجاتهم الفلاحية، بحكم أن الفلاحة  وتربية الحيوانات هما مصدر الرزق الأساسي في  المنطقة .
وأنشئت   مزرعة «الشاوي رابح» أو كما تعرف بقرية قارون ببلدية عين السمارة، سنة 1978، أثناء الثورة الزراعية في الجزائر، ويقطن حاليا بها   44 عائلة، جلهم يمتهنون زراعة الخضر والفواكه وتربية المواشي، وهي المهنة المتوارثة من الأجداد إلى الأبناء.
تنقلنا إلى هذه المزرعة التي تقع على الجانب الأيمن من الطريق السيّار جهة مدينة عين السمارة، ولا تبعد عن وسط المدينة إلا بـ3 كيلومتر، ورغم عراقة وقدم هذه القرية، إلا أنها تبقى مجهولة بالنسبة للعديد من سكان مدينة عين السمارة، بسبب موقعها الجغرافي، وكذا صعوبة الوصول إليها، والذي يتطلب التوجه للمخرج الشمالي لمدينة عين السمارة وصولا إلى جسر يقع أعلى الطريق السيّار شرق غرب.
في طريقنا إلى هذه المنطقة المجهولة، لاحظنا انتشارا للقمامة و الردوم على حواف الطريق، بعد مدة قصيرة من الزمن، وصلنا إلى مدخل القرية الجميلة، حيث كان الطريق المؤدي إليها معبدا، تحيط به على الجانبين أشجار ومساحات خضراء، تزينها ورود مختلفة الأشكال والألوان.
ومع الوصول إلى القرية والتوغل داخلها، أكثر اختلفت تلك الصور، متحولة إلى مناظر من    العمران المشوه والبناء الفوضوي  والسكنات غير مكتملة الإنجاز، لنعلم من السكان أن تلك البنايات التي  هي في طور الإنجاز، ناتجة عن توسعات أبناء أصحاب السكنات، الذين أبوا مفارقة أوليائهم وقرروا بناء سكنات محاذية لعائلاتهم، بحكم عدم استفادة القرية من برنامج البناء الريفي منذ سنوات.
وأضاف بعض السكان أنهم يملكون وصولات استفادة من إعانات البناء الريفي، منذ سنة 2011، ولكن لم يتم صرفها بعد لعدم توفر  أراضي شاغرة حسبهم ، في وقت أنجز أبناؤهم سكناتهم الضيقة وغير المنتهية على مساحات جرداء.
وعند القيام بجولة داخل هذه القرية، لاحظنا خلو المنطقة من السكان وخاصة الشباب منهم، ليتم إعلامنا أنهم يقومون برعي المواشي بجبل  قريب  من المزرعة، فيما يتواجد البقية في مدينة عين  السمارة وتحديدا عند حواف الطرقات من أجل بيع بعض المنتجات على غرار الخضر والفواكه.
ويمتهن سكان هذه القرية تربية المواشي، حيث لاحظنا وجود عدد  معتبر  من الإسطبلات المستغلة في تربية الأبقار والخرفان، يسهر على مراقبتها شيوخ ونساء مسنات، فيما   فضل العديد من السكان استغلال فضاءات مفتوحة مسيجة لتأمين الماشية، كما يتم تربية الدجاج والبط بالقرية.
وتتميز سكنات  المزرعة بنوعية بناء  عرفت بها القرى الفلاحية، حيث تتراص المنازل  على خط مستقيم  وبتوزيع منتظم ،  وقد ظل طابع القريةالأصلي على حاله لأن المساحات بين السكنات ضيقة ولا تتيح   التوسع الفوضوي.
ونجد مقابل تلك السكنات، مساحات صغيرة، مزروعة بمختلف أنواع الخضر، فيما تحيط بها أشجار قليلة مثمرة، تتمثل أساسا في فاكهتي التين والتين الشوكي، وأوضح لنا أصحاب تلك المساحات، أنهم يستأجرون محلات تجارية في مدنية عين  السمارة   عمار من أجل بيع تلك المنتجات.
ويعاني السكان من روائح كريهة منبعثة من مياه  راكدة ،   تتدفق من باطن الأرض بعدة أماكن، لوجود  تسربات  من القناة التي تربط القرية بالمياه ، ما تسبب في نقص كبير في التزود بهذه المادة، وخاصة في فصل الصيف، حيث يتسنى للقاطنين في المنحدر الاستفادة منها، فيما لا تصل بالنسبة للعائلات التي تقطن في الأعالي بسبب ضعف في التدفق.
وأكد السكان أن أبرز إشكال يصادفهم هو نقص المياه، خاصة وأن مهنتهم الرئيسية تتمثل في الفلاحة وتربية المواشي، وهو ما يتطلب توفر المياه بكميات كبيرة، مؤكدين أن التزود بها كان عاديا في السنوات الماضية، ولكن تسربات على مستوى القناة منذ قرابة عامين حالت دون  وصول  الكميات اللازمة، وهو ما جعل العديد منهم يضطرون للاستنجاد بصهاريج المياه مقابل مبالغ مالية معتبرة.
كما أوضح المتحدثون، أنهم يعانون من انعدام الغاز في سكناتهم، في وقت تم ربط بعض السكنات بهذه المادة، وأوضحوا أنهم سددوا قبل سنوات مبلغا رمزيا في إطار ربط القرى بالغاز الريفي، ولكن   الربط كان جزئيا   .
وخلال الجولة التي قمنا بها، لاحظنا أن الروائح الكريهة منتشرة داخل كامل  أرجاء القرية، وذلك بسبب التسربات، وكذا بسبب القمامة المنتشرة  بكل مكان، حيث تشكلت مزابل بالقرب من السكنات و  بمدخل القرية .
وأكد السكان أن شاحنة رفع القمامة لم تزر قريتهم منذ أكثر من عام، ما جعل القاذورات تتراكم، كما يواجهون إشكالا آخر ، يتمثل في انعدام النقل، ما يجبر العائلات  على السير لمسافة 3 كيلومتر ذهابا ومثلها إيابا من أجل الوصول إلى مدينة عين السمارة، واقتناء أبسط الضروريات على غرار أكياس الحليب والخبز وغيرها من المواد الغذائية.
كما وجهنا سكان بالمزرعة، إلى بئر ارتوازي مغلق، يقع داخل مساحات خضراء، يحيط به سور إسمنتي،  قالوا أنه بئر تاريخي رمي به 7 شهداء إبان الثورة التحريرية، ما جعل البعض يلقب المنطقة بقرية الشهداء.
حاتم/ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com