تعيش عائلات تقطن في إحدى عمارات حي المنظر الجميل بمدينة قسنطينة، خوفا دائما بعد ظهور تشققات كبيرة وسقوط أجزاء من الجدران، فيما قال ديوان «أوبيجيي» إن العمارة أصبحت تابعة لمديرية أملاك الدولة، وهو ما تنفيه هذه المصالح.
و تُعد البناية رقم 6 الموجودة بحي غمري أحمد لكحل قرب مسجد «الشهداء» بحسب السكان، آخر بناية أنجِزت بمنطقة المنظر الجميل، وقد بدأت العائلات تقطنها خلال الاستعمار في الخمسينيات، حيث تقابلها عمارة أخرى هجرها قاطنوها بسبب ظهور تشققات، كما هو الحال بالنسبة لـ «فيلا» توجد على جهة اليمين.
تظهرالعمارة التي تتألف من 7 طوابق وتضم 28 شقة، في وضعية مائلة، ويمكن ملاحظة تشققات بجانبها وسقوط أجزاء من الجدار الخارجي، واكتشفنا بعد ولوجنا للمدخل، تسربات للمياه على مقربة من كوابل كهربائية لا تبعد كثيرا عن أنبوب الغاز. وقد أصبحت بعض الجدران بلون رمادي داكن يُرجعه السكان إلى حدوث شرارات كهربائية، الأمر الذي يتسبب في بقائهم دون تيار لأيام.
وأثناء الصعود عبر السلالم المهترئة، لاحظنا تشققات بالأسطح والجدران والتي خلفت أتربة وتناثرا للحجارة في كل مكان، كما لم يعد القاطنون قادرين على غلق أبواب منازلهم بسبب ميلان العمارة.
وقال السكان إن الشقق الواقعة بالطابق الأرضي، هي الأكثر تضررا وتزداد بها وتيرة الانهيارات التي بدأت منذ سنوات، وقد وجدنا لدى دخول بعض المنازل أن الأرضيات مائلة بزاوية تقارب 15 درجة، كما لا يزال المصعد معطلا في الطابق العلوي، ويحذر محدثونا من إمكانية سقوطه و وقوع كارثة حسب تعبيرهم.
وقد أبدى السكان تخوفهم من أن يكون مصير بنايتهم، نفس ما آلت إليه عمارة «دار الشعب»، التي كانت تقع في موقع قريب منهم، غير أنه تم هدمها وإخلاؤها من السكان سنة 2005، وأخبرنا القاطنون أن العديد من جيرانهم رحلوا خوفا على سلامتهم.
وأكد مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري» أوبيجيي»، عصادي فاضل، في اتصال بنا، أن العمارة تابعة لمصالح أملاك الدولة، بينما ذكرت هذه الأخيرة على لسان مسؤول بها، أن البناية كانت تابعة فعلا لها لكن تم تحويلها إلى مصالح ديوان «أوبيجيي» في سنوات سابقة.
لينة دلول