أحصت مؤسسة سيترام قسنطينة قرابة 50 ألف مسافر، يتنقلون يوميا عبر خط الترامواي، وهو ما يعكس مستوى إقبال المواطنين على هذه الوسيلة الحضرية، كما صنفت وحدة الولاية، الأقل تسجيلا لظاهرة الاحتيال وعدم الالتزام بدفع تكاليف السفر على المستوى الوطني.
وأفاد مصدر مطلع للنصر، أن مؤسسة سيترام تحصي يوميا أزيد من 40 ألف مسافر عبر خط الترامواي الرابط بين مدينتي قسنطينة وعلي منجلي على مسافة تزيد عن 22 كيلومترا، مشيرا إلى أن المؤسسة سجلت في الكثير من الأيام قرابة 50 ألف مسافر يوميا، لاسيما خلال أيام الدارسة فضلا عن الفترات الأولى أو الأخيرة من أيام الأسبوع، وجاء هذا الارتفاع الكبير إثر تدشين خط محطة عبد الحميد مهري بوسط المدينة.
ولفت محدثنا، إلى أن الإقبال على هذه الوسيلة في تزايد مستمر ومن مختلف الفئات الاجتماعية والعمرية، مضيفا أن الأعوان ومختلف العاملين بالمؤسسة يبذلون مجهودات مضنية لتقديم خدمات ملائمة للمسافرين، كما سجل التزامهم بالمهام المنوطة بهم، لاسيما في مراقبة التذاكر إذ صنفت قسنطينة ضمن الوحدات الأقل تسجيلا للاحتيال على الدفع على المستوى الوطني.
واستبدلت سيترام، مؤخرا نوعية التذاكر حيث أصبحت تعتمد على تذاكر عادية بدلا من تلك التي كان يصادق عليها في الأجهزة الإلكترونية، إذ يتم طبعها بختم المؤسسة مع وضع تاريخ اليوم، حيث أكد لنا أعوان أن هذا الإجراء جعلهم يكثفون من نشاطهم داخل العربات لمنع التحايل.
وأوضح مصدر مسؤول، أن هذا الإجراء مؤقت فقط، حيث تم تسجيل ندرة في الورق المستخدم في المصادقة الإلكترونية لدى المورّد نتيجة أزمة الورق العالمية في مختلف الأسواق الدولية، حيث سيتم العمل بالأوراق العادية إلى غاية إعادة جلبها مجددا من طرف ممون المؤسسة.
وذكر لنا أعوان بالمؤسسة، بأنه تم الوقوف على الكثير من وضعيات الاحتيال، إذ يعمد مسافرون إلى عدم المصادقة على التذاكر مستغلين عدم القدرة على تغطية الموظفين لمختلف الرحلات، فضلا عن الاكتظاظ المسجل، مشيرين إلى أن كل مخالفة يتم ضبطها فإن صاحبها سيلزم بدفع 200 دينار.
وأضاف محدثونا، أن أكثر ما يؤرقهم هو الاستفزازات التي يتعرضون إليها يوميا من بعض المسافرين، إذ يرفض بعضهم اقتناء التذاكر كما لا يلتزم كثيرون بالتعليمات والقوانين الداخلية وكثيرا ما تمت الاستعانة بالشرطة من أجل معالجة الاعتداءات، التي ظهرت مع فتح خط وسط المدينة الجديدة علي منجلي، كما تجدر الإشارة إلى أن مديرية الأمن قد خصصت فرقة خاصة بمراقبة محطات وعربات الترامواي.
ويعرف الترامواي منذ تدشين خط علي منجلي، اكتظاظا كبيرا يزداد حدة في أوقات الذروة، حيث أصبح الظفر بمكان للجلوس أمرا صعب المنال، وهو ما أصبح يثير استياء المسافرين، فيما حددت المؤسسة مدة الانتظار بست دقائق على مدار اليوم كما تم رفع عدد العربات إلى 26 عربة، لكن كل هذه الإجراءات لم تجد نفعا في الحد من هذه المشكلة التي تزداد حدة يوما بعد يوم.
ويعد ثمن التذكرة المنخفض لهذه الوسيلة الاقتصادية والمقدر بـ 40 دينارا، السبب الرئيسي للإقبال على الترامواي، حيث يؤكد مسافرون أنهم وجدوا راحتهم المالية من خلال الاعتماد على التنقل به بشكل يومي، كما أنه متاح منذ الخامسة والنصف صباحا إلى غاية الثامنة والنصف ليلا، في حين استغنى الكثير من أصحاب المركبات عن سيارتهم و وجدوا فيه الوسيلة المناسبة بدل البحث عن مواقف والتنقل مبكرا للظفر بمكان وسط مدينة قسنطينة.
وسبق أن سجلت مؤسسة سيترام، تنقل أزيد من 42 مليون شخص منذ إطلاق الترامواي عام 2013، وهو ما يعكس نجاح هذه الوسيلة في استقطاب المواطنين، فيما وصل عدد العربات التي تم اقتناؤها إلى 51 عربة وهو العدد الأكبر على المستوى الوطني.
لقمان/ق
