أكد رئيس دائرة قسنطينة للنصر، أن نسبة الترحيل على مستوى حي عوينة الفول قد وصلت إلى 98 بالمئة، حيث لم تتبق سوى بعض الحالات التي من المنتظر أن ترحل اليوم لغلق ملف قائمة 1540 مستفيدا، لكن 20 عائلة على مستوى شارع قايدي تقول بأنها أقصيت مطالِبة السلطات بالتكفل بها حتى لا تتكرر أخطاء إعادة احتلال السكنات مجددا.
وتنقلنا صبيحة، أمس، إلى حي عوينة الفول، أين وقفنا على هدم جزئي وأحيانا كلي للعديد من المنازل الهشة، في حين كان بعض الشباب يقومون بهدم منازلهم تحضيرا للانتقال إلى علي منجلي، حيث قال أحدهم للنصر، إنه لم يستفد رفقة إخوة له لكنه آثر التنازل عن السكن حتى ينقذ والديه من خطر الانهيار والعيش وسط بنايات آيلة للسقوط في أي لحظة، مطالبا الدائرة بإعادة النظر في وضعياتهم.
وقد تكررت نفس المشاهد وسط شارع قايدي بعوينة الفول، حيث وجدنا بعض الشباب وحتى العائلات التي رفضت مغادرة سكناتها بسبب عدم الاستفادة، فقد قال شاب آخر يبلغ من العمر 41 عاما، إنه استفاد لكن أبويه لم يتحصلا على السكن، تحت مبرر أن والده قد استفاد من قرض مالي بقيمة 25 مليون سنتيم.
ووقفنا خلال تجولنا بالحي، على هدم غرف داخل منازل في حين تُركت أخرى على حالها كون قاطنيها لم يستفيدوا ضمن هذه القائمة وهو وضع وقفنا عليه عبر العديد من المنازل، فقد وجدنا مسكنا هدم طابقه العلوي بينما ظل قاطنو الطابق الأرضي يعيشون به حيث حذر سكانه من خطر انهياره في أي لحظة، كما اعتبروا أن هذا الأمر قد يهدد حياتهم في أي لحظة.
وذكر قاطنو قايدي إن عدد العائلات العالقة وكلهم، مثلما قالوا لنا، من الملاّك وفق الوثائق التي أطلعونا عليها، لا يتجاوز 20 حالة، إذ طالبوا بتسوية وضعياتهم حتى لا تتكرر بحسبهم أخطاء السنوات الماضية، أين أعيد احتلال العشرات من السكنات لتكون النتيجة إعادة الإسكان من هذا الحي مرة أخرى، كما أكدوا بأنهم مستعدون لهدم المنازل والعمل على حراستها حتى لا يسكنها أي أحد.
وظلت العديد من العائلات غير المحصية، بمنازلها، حيث لم يتم الاقتراب إلى سكناتها من طرف السلطات. وذكرت العائلات أنها تلقت تعهدات بدراسة ملفاتها مع منحها الأولوية في السكن الاجتماعي، إذ لا يعقل، حسبها، أن يعيش أفرادها وسط حي نصفه مهدم وما تبقى منه في وضعية هشة جدا لا تصلح للعيش، ناهيك عن المشاكل الأمنية التي قد تحدث نتيجة شغور غالبية السكنات.
وأوضح رئيس دائرة قسنطينة، جلول شبوي، للنصر، أن عملية إعادة إسكان قاطني عوينة الفول تعرف تقدما كبيرا حيث وصلت إلى نسبة 98 بالمئة، إذ لم يتبق وفق محدثنا سوى بعض الحالات التي سيرحل اليوم لتكتمل عملية إعادة إسكان 1540 عائلة قبل دخول شهر رمضان مثلما تم التخطيط له، مشيرا إلى عدم تسجيل أي عائق ميداني.
ولفت المتحدث، إلى أن كل من تحصل على سكن جديد لن يستلم المفاتيح إلا بعد هدم سكنه، مشيرا إلى أن الدائرة لن تخرج أي أحد رفض مغادرة سكنه إذ وفي حال الإصرار من طرفهم فإن الاستفادة قد تلغى، مشيرا إلى أن مصالحه عملت على هدم المنازل الكبرى منعا لإعادة احتلالها مجددا، واصفا العملية بالناجحة، لاسيما بعد تمكن السلطات من هدم عدد معتبر من البيوت الهشة منعا لارتكاب أي خطأ مثلما حدث في الماضي.
وبخصوص الحالات العالقة أكد المتحدث، أنه سيتم اليوم الوقوف على الوضع ودراسة مختلف الحالات الخاصة، كما أشار إلى أن كل من لديه ملف سكن اجتماعي فإنه سيدرس «بعناية فائقة» أما في ما يخص المدينة القديمة، فقد أكد أن عملية إعادة الإسكان تمت بشكل جيد، دون هدم للمنازل باعتبارها جزءا من القطاع المحفوظ.
وتجدر الإشارة إلى أن السلطات نظمت عملية إعادة إسكان لفائدة 1540 عائلة بكل من أحياء مسكين وعوينة الفول والمدينة القديمة، كما استكملت الترحيلات الخاصة بمن تبقى من أصحاب الاستفادات المسبقة، حيث رحلوا إلى التوسعة الغربية بعلي منجلي، في حين تم هدم المئات من السكنات الهشة وإزالة حي «مسكين» بشكل نهائي.
لقمان/ق
