أكد منتخبون و مختصون، أول أمس بقسنطينة، أن منظمات المجتمع المدني تعتبر شريكا هاما للدولة كونها العدسة التي تتمكن من خلالها الاطلاع على حالة المجتمع وأهم توجهاته، مشيرين إلى دورها الكبير في بناء استراتيجية وطنية لمواجهة الأزمات الطارئة.
و خلال ملتقى للمنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك ومحيطه بالتعاون مع الدكتورة سكينة العابد، بقاعة الاجتماعات للمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، أفاد رئيس لجنة التعليم العالي بالمجلس الشعبي الولائي، أستاذ الإعلام بجامعة قسنطينة 3 الدكتور حميد بوشوشة في مداخلته، بأن مفهوم المجتمع المدني يعتبر جديدا كمصطلح لكنه كممارسة وسلوك ليس كذلك، لأنه ظهر في سلوكات السلطة وبعض الممارسات الاجتماعية لهيئات مهنية.
وأضاف الأستاذ بوشوشة، أن المفهوم كان سائدا منذ ظهور وبداية الدولة الجزائرية، في الميادين الاجتماعية والثقافية، وبرز ذلك من خلال التعامل مع بعض القوى الاجتماعية.
وذكر المتحدث، أن المصطلح أصبح أكثر تداولا واستخداما في الأدبيات السياسية والاجتماعية بعد أكتوبر 1988، مشيرا إلى أن الجزائر قبل الثمانينيات عرفت محاولات تغيير محتشمة للإطار القانوني المسير للعمل الجمعوي التي كان هدفها تسهيل عملية تكوين جمعيات لكنها بقيت من دون نتائج كبيرة على الساحة التنظيمية.
وأضاف ، أن دستور 2020 كرس لحقوق المجتمع المدني بداية من الديباجة التي أكد فيها على أهمية إشراك الجمعيات الأهلية في تسيير الشأن العام، كما خصص فيها 6 مواد تتحدث عن دور المجتمع المدني، وعلى إنشاء المرصد الوطني لأجل ترقيته على مختلف الأصعدة.
من جهته، ذكر الطبيب الشرعي ورئيس الجمعية الجزائرية للإغاثة الإنسانية بتلمسان قراوي بومدين، أن مصالحه خلال أزمة كورونا شاركت في إعداد الخطط والبرامج التوعوية والتحسسية من أجل المساهمة في الحد من انتشار المرض.
وأضاف المتحدث، أن الجمعية شاركت في حملات التنظيف والتطهير والتعقيم التي طالت العديد من المؤسسات والمرافق العمومية، وأيضا قدمت الدعم الكبير للطاقم الطبي وإلى عائلات المصابين بالمرض.
وذكر الطبيب، أن عملية مجابهة الأزمة تخللتها العديد من التحديات والصعاب، التي تباينت واختلفت، بين الموجة الأولى والثانية والتي تلتها، الأمر الذي جعل جهود الإغاثة الإنسانية مشتتة وغير منظمة، بل وعشوائية وغير محروسة في العديد من الحالات.
من جهتها شرحت الدكتورة حليمة عايش، أستاذة إعلام بجامعة قسنطينة 3، طريقة التعامل مع الأزمات وفق استراتيجيات تقليدية وغير تقليدية على غرار تشكيل لجنة للبحث عن الأزمة، وكيفية احتوائها.
وأضافت المتحدثة، أن الإعلام له دور كبير في مواجهة الأزمات من خلال إمداد الرأي العام بالحقائق التفصيلية، وسرعة نشر الحقائق لخلق مناخ صحي يحتوي أثار الأزمة ويواجه الشائعات التي تنشط خلالها.
وأكدت أستاذة الإعلام بجامعة قسنطينة 3 الدكتورة سكينة العابد، أن من أبرز مظاهر التحول نحو الديمقراطية هو ظهور منظمات المجتمع المدني، وذلك لأنها تعد المنصة التي يشارك من خلالها أفراد المجتمع بفعالية في التعبير عن أرائهم بحرية عن القضايا الشائكة داخل الدولة.
وأضافت المتحدثة، أن هذه المنظمات تعتبر وسيلة للدفاع عن حقوق المجتمع وشريكا هاما للدولة كونها العدسة التي تتمكن من خلالها على الاطلاع على حالة المجتمع وأهم توجهاته، مشيرة إلى أن تواجد هذه المنظمات وفعاليتها داخل الدولة أضحى من أهم مؤشرات تقييم انفتاح المجتمعات ودرجة الوعي داخلها.
لينة دلول