يرتقب منتخبو المجلس الشعبي لبلدية الخروب بقسنطينة، عرض المخطط البلدي للتنمية من الجيل الجديد عليهم من أجل المصادقة، بعد خمس سنوات من الإعداد من طرف المجلس الاستشاري الذي يأتي في إطار برنامج «كابدال» الذي تشرف عليه وزارة الداخلية والجماعات المحلية بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي، في حين تم تبني مسودته من طرف اللجنة التوجيهية بالبلدية مؤخرا.
وعرضت أمس منسقة بلدية الخروب لبرنامج دعم قدرات الفاعلين في التنمية المحلية، إيمان زغبيد، مختلف محاور المشروع والمراحل التي مر بها في لقاء انعقد بفندق «نوفوتيل» بوسط مدينة قسنطينة، حيث أوضحت أنه يتضمن إشراك الفاعلين المحليين المتمثلين في المنتخبين وموظفي الإدارة المحلية والجمعيات ولجان الأحياء والمواطنين وممثلي التنظيمات المهنية والجامعات، كما عرضت الميثاق البلدي للمشاركة المواطنة الذي تمت صياغته في إطار نفس المشروع.
وقدمت زغبيد مجموعة من الورشات التكوينية التي نظمت لفائدة المشاركين في برنامج «كابدال» الذي يستهدف وضع المخطط البلدي للتنمية من الجيل الجديد. واشتمل عرض السيدة مدينة بوفلاطة، من جهة أخرى، على مختلف المراحل السبع الواجب إتباعها للوصول إلى وضع مخطط بلدي للتنمية من الجيل الجديد، حيث يمر عبر التحضير والتشخيص الإقليمي التشاركي، ثم مرحلة إعداد المخطط البلدي للتنمية، ثم التخطيط، والصياغة النهائية، ومرحلة البرمجة والمتابعة والحصيلة.
و وصل المجلس الاستشاري لبلدية الخروب إلى صياغة المسودة النهائية من الجيل الجديد للمخطط البلدي للتنمية، حيث تمت المصادقة عليه من طرف اللجنة التوجيهية التي يرأسها الأمين العام للبلدية في 18 ماي الماضي، وينتظر أن يعرض في شكله الجديد على أعضاء المجلس الشعبي البلدي من أجل المصادقة عليه وتبنيه في دورة بلدية عادية أو استثنائية، حيث يأتي ذلك بعد خمس سنوات من بداية المشروع الذي اختيرت فيه الخروب ضمن 8 بلديات نموذجية عبر الوطن من أجل تطبيق هذا البرنامج الذي تشرف عليه وزارة الداخلية بالشراكة مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة وبدعم من الاتحاد الأوروبي، كما اشتمل على خبرات أجنبية أطوار منه.
أهداف إلى غاية 2040
وأوضح رئيس المجلس الاستشاري لبلدية الخروب، زبير حمود، الذي أكد أن عهدته قد انتهت منذ شهر، أن الأموال المرصودة والمشاريع في مخططات التنمية البلدية كانت تضبط وتوزع سابقا عبر المداولة، في حين تشارك جميع فئات المجتمع في صياغة مشاريع المخطط في إطار الطريقة الجديدة التي جاء بها برنامج «كابدال»، فهو، بحسبه، متعدد القطاعات والمستويات والفاعلين.
وأضاف نفس المصدر أن المقاربة الجديدة تقوم على شَرْطَيْ الإدماج، بإشراك جميع الفاعلين، والشمولية بحيث تمس الخدمة كل المواطن في الإقليم، كما أنه يتمخض عن تشخيص اقتصادي واجتماعي وبيئي، ثم توضع نقاط القوة والضعف والعراقيل والفرص، ثم تحدد التحديات المطروحة في الإقليم، لتُستخلص منها محاورٌ، تُصاغُ منها أهدافٌ تتحول إلى مخططات عمل سنوية تدرج في المخطط البلدي للتنمية.
وأشار نفس المصدر إلى أن الصياغة الجديدة للمخطط البلدي للتنمية تقوم على الأهداف المحققة في كل سنة، للاستناد عليها في تجسيد أهداف السنة الموالية لها، إلى أن يصل البرنامج إلى تحقيق رؤيته الممتدة إلى غاية آفاق 2040، وتتضمن المحور البيئي ومحور الحكامة والتشاركية، بالإضافة إلى التنمية الاقتصادية المحلية وتحسين ظروف معيشة السكان، حيث أفرزت اثنين وعشرين هدفا تتطلب أكثر من مئة إستراتيجية عمل.
أما المكلفة بالإعلام ببلدية الخروب وعضو المجلس الاستشاري، ليندة شناتا، فأوضحت أن مشاريع المخطط البلدي للتنمية كانت تحدد من قبل من طرف اللجان التقنية، لكن المخطط من الجيل الجديد قد جعل المقترحات متمخضة من المواطنين، كما أوضحت أن نفس القوانين تنطبق على الجيل الجديد من البرنامج البلدي للتنمية، إلا أنه يختلف في البرمجة، مضيفة أن دور المجلس الاستشاري البلدي لا يقتصر على التشخيص والاقتراح، وإنما يؤدي دورا في التقييم أيضا.
وذكرت محدثتنا أن المجلس الاستشاري يتضمن النساء والشباب والجمعيات ولجان الأحياء والجامعات وذوي الاحتياجات الخاصة والخبراء والفاعلين الاقتصاديين، حيث يشترط في جميع أفراد الفئات المذكورين أن يكونوا من الإقليم باستثناء الفاعلين الاقتصاديين الذين يمكن لهم أن يكونوا من خارجه.
rممثل الوكالة الوطنية للتهيئة وجاذبية الأقاليم
المخططات البلدية للتنمية في شكلها التقليدي مجرد أغلفة مالية
وقدم ممثل الوكالة الوطنية للتهيئة وجاذبية الأقاليم، زين الدين بوروبة، في مداخلته، مسودة المخطط البلدي للتنمية من الجيل الجديد التي تمت المصادقة عليها من طرف اللجنة التوجيهية بالخروب، حيث أشار إلى أن دور الوكالة التي يمثلها ينحصر في التأطير، في حين «يستهدف البرنامج تثمين كل ما هو محلي»، كما أوضح أن المجلس الاستشاري لن يكون موازيا للمجلس الشعبي البلدي في اتخاذ القرارات، وإنما يؤدي دوره في الإعلام كهمزة وصل بين المواطنين والمنتخبين والإدارة، مضيفا أن الجيل الجديد من المخطط يسعى إلى إرساء منهجية تشاركية في التخطيط الإستراتيجي القائم على التشخيص التشاركي لتحسين ظروف معيشة السكان.
واعتبر المتدخل أن المخططات البلدية للتنمية بالشكل المعروف «لا يمكن حتى تسميتها مخططات بلدية للتنمية» وإنما أغلفة مالية لتمويل مشاريع تمثل تنمية جزئية، بينما يتضمن المخطط المقترح حاليا إمكانية اقتراح أي مشروع تنمية ويمكن أن يُمول ضمن مخطط البلدية للتنمية أو المخططات القطاعية للتنمية، أو على المستوى المركزي أو من الصناديق الخاصة أو بالاتفاقيات مع القطاع الخاص أو حتى بالتمويل من البنوك مثلما أكد. وأضاف نفس المصدر أن الجيل الجديد من المخطط سيُدرس ليعمم على المستوى الوطني، في حين عرض ما سماه مُعدو المخطط «الأداة 18» التي تتضمن بنيته الهيكلية.
ونبه نفس المصدر أن عدد المشاريع التي تفرزها المنهجية الجديدة من مخطط التنمية البلدي يمكن أن يصل إلى 250، حيث شدد على ضرورة دراسة آجال التنفيذ والإنجاز، فيما أشار إلى أن المخطط يحدد على خمس سنوات، بحسب مدة عهدة المجلس.
وقدمت جمعية «رايسينغ كلوب أتليتيك» لبلدية الخروب في الشق الخاص بها، البرنامج النموذجي الذي وضعته على مستوى 6 مدارس بالخروب، حيث أوضح لنا ممثلا الجمعية يونس حمدوش وخالد طلحي أنه اشتمل على خلق ألعاب فكرية ونشاطات رياضية وتزويد المدارس بتجهيزات تساعد على تحسين المستوى الدراسي للتلاميذ وتنمي قدراتهم، فضلا عن أنها تحدد الأنشطة الأنسب لقدراتهم، في حين أشارا إلى أن فاعلي بلديات نموذجية أخرى طلبوا البطاقة التقنية للمشروع من أجل نقل التجربة إلى مدارسهم.
سامي.ح
