طالب أعضاء بالمجلس الشعبي الولائي بقسنطينة، بضرورة خلق مناطق للتوسع السياحي، مع استغلال المدينة القديمة من أجل بعث السياحة الدينية والثقافية، إضافة إلى استحداث تطبيق رقمي لكل المعالم في الولاية، وتشجيع الاستثمار في المرافق مثل غابات البعراوية، الحمبلي، شطابة وجعلها في متناول الزائر.
وجاء في تقرير حول السياحة بولاية قسنطينة، أعده أعضاء لجنة السياحة والصناعات التقليدية بالمجلس الشعبي الولائي، أن قسنطينة تستقطب على مدار السنة سياحا من مختلف الولايات وحتى من خارج الوطن وهي تملك إمكانيات أكبر لتجعل من السياحة موردا اقتصاديا هاما، بحكم مكانتها الهامة في إقليمها ولما تحتويه من مقومات عديدة منها الطبيعية والتاريخية والعلمية والثقافية والصحية، والتي من شأنها أن تسمو بالولاية إلى أولى المراتب السياحية على مستوى التراب الوطني إذا ما استغلت بطريقة عقلانية وعلمية سليمة.
كما أكد أعضاء اللجنة، أنه عوض الاستثمار في هذا القطاع، وقفوا خلال زياراتهم الميدانية، على ضعف هذا القطاع من جميع الجوانب، واقترحوا تحديد وتخصيص وعاء عقاري للاستثمار السياحي، و رصد أغلفة مالية للمشاريع السياحية لدعم البنية التحتية والهياكل القاعدية، وكذا تحسين وتطوير التكوين المتخصص في السياحة وذلك عن طريق فتح العديد من المعاهد ومدارس التكوين.
واقترح المنتخبون أيضا القيام بتسويق التراث السياحي لقسنطينة وذلك عن طريق تواجدها في الصالونات الوطنية والدولية المختصة في هذا المجال وأيضا القيام بعمليات الإشهار والإعلام للمؤهلات والمكونات التي تزخر بها، وإنشاء بنك للمعلومات والإحصاءات السياحية الخاصة بالولاية وبذلك تتكون قاعدة بيانات تعتمد عليها في عملية التخطيط والترويج.
كما ضمت قائمة المقترحات، تطوير قطاع الصناعات التقليدية والحرفية بإنشاء ورشات وهياكل مختصة في ذلك، إضافة إلى تسويق المنتجات التقليدية نحو ولايات أخرى وأيضا تصديرها إلى الخارج، وكذا توسيع مخطط النقل الجوي وفتح خطوط دولية جديدة من شأنها أن تساهم في تحسين الخدمات وتذليل العقبات الإدارية وتسهيل إجراءات دخول الأجانب إلى الوطن، إلى جانب توفير التدابير الأمنية والصحية والخدماتية على مستوى كل هياكل الاستقبال.
وطالب المنتخبون بالتشجيع على تنظيم معارض دائمة للصناعات التقليدية في فضاءات وأماكن قارة ومعلومة مثل نصب الأموات، ضريح ماسينيسا والموقع الأثري تيديس، وتشجيع الوكالات السياحية و الفنادق في قسنطينة على تنشيط السياحة المحلية واستغلال المناسبات الوطنية والعطل لتقديم عروض وخدمات بأسعار تنافسية.
واقترحت اللجنة إعطاء الدعم المادي و المعنوي للجمعيات النشطة في المجال السياحي و إعادة تنشيط الديوان المحلي للسياحة ليلعب الدور المنوط به في الإرشاد والترويج للوجهات الداخلية في قسنطينة، وكذا تشجيع كل مبادرات الترويج الإعلامي للمقصد القسنطيني وتعميم المنصات الرقمية و وضع الدعائم الإعلامية المتنوعة في خدمة ومتناول الراغبين في زيارة قسنطينة، مع ضرورة توفير الإقامة إذ يوجد 21 فندقا فقط في الولاية.
وخرجت اللجنة بعدة توصيات، أبرزها إعادة النظر في تهيئة درب السياح لما له من تأثير على التدفق السياحي بقسنطينة، إلى جانب استحداث تطبيق رقمي لكل المعالم السياحية في الولاية والاجتهاد في خلق مناطق للتوسع السياحي، كما هو معمول به في باقي ولايات الوطن وعلى سبيل المثال اقترحت استغلال منطقة «جنان التشينة» مقابل حديقة باردو.
كما تطالب اللجنة بضرورة إعادة النظر في مشروع قصر المعارض قرب قاعة الزينيت والذي لا يزال قيد الإنجاز، مع السعي إلى إماطة الغبار عن الكنوز السياحية التي يزخر بها باطن المدينة، وتشجيع الاستثمار في المرافق السياحية الضرورية للولاية مثل غابة البعراوية وغابة الحمبلي التابعة لبلدية ابن باديس وكذلك غابة شطابة وجعلها في متناول الزائر.
وجاء ضمن التوصيات أيضا، إنشاء فضاء تجاري للحرفيين بهدف ترويج الصناعات التقليدية بساحة «لابراش» بوسط مدينة قسنطينة، والإسراع في تنفيذ البرامج والمشاريع المسطرة وأيضا تلك التي هي قيد الإنجاز، مع إعادة الاعتبار للمدينة القديمة بمساجدها العريقة وزواياها التاريخية ودورها وأزقتها لأنها تمثل، تضيف لجنة المجلس الشعبي الولائي، القاعدة الأساسية لبعث السياحة الثقافية والدينية، مع ضرورة حماية و صيانة وحسن تسيير جميع المعالم السياحية بقسنطينة وإعادة تنشيط الديوان الوطني لتسيير الممتلكات السياحية. حاتم/ب
