حلت أول أمس الخميس، لجنة من إطارات وزارة الثقافة من أجل معاينة عملية إنجاز محول من الطريق الوطني رقم 79 في محيط الأقواس الرومانية المصنفة كموقع أثري بحي بيدي لويزة بمدينة قسنطينة، في وقت تجمع فيه مواطنون في المكان للمطالبة بوقف المشروع لحماية المعلم التاريخي.
وأفاد مدير الثقافة لولاية قسنطينة في تصريح للنصر، أن اللجنة الموفدة من وزارة الثقافة مكونة من مختصة من المركز الوطني للبحث في علم الآثار، ومفتشة من المفتشية العامة لوزارة الثقافة ومديرة حفظ التراث الثقافي وترميمه بالوزارة، إلى جانب إطارات المديرية الولائية للثقافة ومديرة فرع ديوان تسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بقسنطينة وإطارات معها. وأضاف مدير الثقافة أن إطارات مديرية الأشغال العمومية كانوا في استقبال اللجنة ومرافقيها في موقع المشروع، حيث تم إطلاعهم على جميع المخططات والوثائق الخاصة بأشغال إنجاز المحول، في حين أكد لنا أن الأشغال العمومية لم توجه بعدُ طلب رخصة رسمي لمصالحه. وأوضح المسؤول أن مديرية الثقافة لا يمكنها أن تتخذ قرارا بشأن الرخصة قبل الحصول على المخططات مع ملف كامل حول المشروع من أجل دراسته بالطريقة الإدارية المعمول بها، فيما نبه أن مصالحه قد طالبت بالحصول على طلب الرخصة منها، كما تم إعلام والي قسنطينة بالإجراءات الواجب اتخاذها.
من جهة أخرى تجمع في الموقع مواطنون من سكان قسنطينة خلال الفترة الصباحية، حيث طالبوا بوقف الأشغال معتبرين أن الأقواس الرومانية ستتضرر بشكل جسيم جراء عملية إنجاز المحول الجارية في المكان، كما أثار المشروع موجة استياء بين مثقفين وفنانين. وقد وجهت جمعية فن المعمار 25 A لولاية قسنطينة رسالة اعتراض على الأشغال الجارية في الموقع إلى والي قسنطينة، حصلت النصر على نسخة منها، ودعت إلى استكمال تهيئة المكان ليكون قبلة للزوار من أجل التعرف على تاريخ الموقع عوضا عن إنجاز طريق فيه.
واستند المعترضون على الأشغال إلى الأمر رقم 67-281 المؤرخ في 20 ديسمبر 1967، حيث يتضمن تصنيف الأقواس الرومانية بحي بيدي لويزة كمعلم ثقافي وتاريخي، بعد تصنيفها لأول مرة خلال الفترة الاستعمارية في العام 1900، في حين اعتبروا أن أشغال إنجاز المحول لم تحترم المسافة القانونية المقدرة بمئتي متر بعيدا عن الموقع.
ولاحظنا صبيحة أمس الجمعة أن الأشغال ما تزال متواصلة، حيث كانت الآليات تقوم تبسيط الأرضية، وتم وضع الأتربة عليها وتهيئتها، كما تمت إزالة جزء من الرصيف وفتح مدخل من الطريق الوطني 79 إلى المحول، فضلا عن إزالة ردوم المدخل القديم الممتد من حائط السياج الذي أنجز قبل سنوات. وسبق أن أوضح لنا مسؤول من مديرية الأشغال العمومية أن عملية إنجاز المحول لا تتضمن أي منشآت فنية، وإنما ستقتصر على المستوى السطحي، حيث انطلقت بتاريخ 29 جوان الماضي وأسندت إلى مقاولة خاصة. وتجدر الإشارة إلى أن أقواس الأعمدة الرومانية التي ترفع قناة المياه تعتبر من أقدم المعالم التاريخية التي ما تزال قائمة بمدينة قسنطينة، حيث كانت جزءا من منظومة نقل المياه إلى غاية مدينة سيرتا القديمة في العهد الروماني. سامي.ح
