قسنطينة: وفــرة بنقـاط بيـع الكتـب المدرسيــة

شهدت بعض نقاط بيع الكتب المدرسية التي اعتمدتها مديرية التربية لولاية قسنطينة، إقبالا للأولياء  وقد  استحسن من تحدثت إليهم النصر، الإجراءات التي اتخذتها الوزارة هذا الموسم لبيع الكتاب المدرسي، و التي قضت على الطوابير و مظاهر التدافع التي طبعت الموسم الماضي.

لاحظنا خلال زيارتنا لثلاث نقاط بيع بوسط المدينة، بأن العملية تسير وسط تنظيم محكم، و بوتيرة سريعة من خلال اعتماد نظام حزم الكتب الجاهزة لكل سنة، في المقابل أكد تجار، بأن رفع عدد نقاط البيع و اعتماد البيع الإلكتروني، مكنا من توفيرها دون عناء.
حـــزم الكتــب لتجنــب الاكتظــاظ
تنقلنا بين نقاط للبيع، بعد إعلان مديرية التربية، عن قائمة المكتبات المعتمدة لبيع الكتاب المدرسي و عددها 33 نقطة موزعة على مختلف بلديات الولاية، حيث وقفنا على جانب من ظروف سير العملية ولاحظنا غياب الطوابير التي طبعت تحضيرات الموسم الدراسي الماضي، حيث جاءت الاستعدادات مغايرة تماما هذا العام يميزها التنظيم المحكم، و لمسنا في نقاط البيع التي شملتها جولتنا، وفرة لكتب الأطوار التعليمية الثلاثة، إذ كانت كمية منها موضوعة في الرفوف حسب التنظيم السنوي لكل طور  فيما جهزت كتب أخرى على شكل حزم داخل أكياس بلاستيكية، تخص كل حزمة مستلزمات كل سنة دراسية في كل طور.
ساهم اعتماد نظام حزم الكتب الجاهزة، من قبل بعض التجار بشكل كبير في عدم تشكل الطوابير، حيث تستغرق عملية بيع 20 كتابا للسنة الثانية ابتدائي، أقل من دقيقتين، وقد وجدنا في مكتبة ديوان المطبوعات الجامعية، أكياسا سوداء تحوي على حزم كتب معدة مسبقا لكل طور، و هي عملية قال بشأنها التاجر سفيان آيت حمودة، بأنها تدخل ضمن الإجراءات المتخذة لتسهيل عملية البيع و الإسراع فيها ،بحيث لا يتكبد الزبون عناء الانتظار و البحث بين الرفوف عن الكتب خاصة و أن عددها كبير، ما يوقع الكثيرين في فخ الخلط بين مختلف المطبوعات المدرسية الخاصة بكل سنة وكل طور، كما ثمن البائع، إجراء الشروع مبكرا في بيع الكتب، و هو ما أتاح وقتا كافيا للأولياء لشرائها قبل وقت وصول موعد الدخول المدرسي، و جنب حسبه، تكرار سيناريو الموسم الماضي، إضافة إلى تخصيص نقاط بيع على مستوى البلديات، و هو ما ساعد في تخفيف الضغط على مكتبات وسط المدينة الواقعة في محاور رئيسية  عادة ما تشهد إقبالا قياسيا عند الدخول المدرسي.
و ثمن صاحب مكتبة ابن تيمية بوسط المدينة، العملية وقال، بأنها تسير في ظروف تنظيمية محكمة منذ انطلاقها، كما استحسن قرارات وزارة التربية التي أبانت عن  نجاعتها مع انطلاق البيع، مؤكدا، بأن الكتب متوفرة و عددها يكفي لتلبية طلبات الأولياء، كما تحظى المكتبات المعتمدة حسبه، بتسهيلات لاستلام مخزون الكتب في أقل وقت ممكن، و هو ما أشار إليه، صاحب مكتبة صالح حاج موسى بحي الإخوة بوجريو «سان جان»، موضحا، بأنه لم يستلم بعد طلبيته من الكتب نظرا لتأخره في إرسال قائمة  مشترياته والكمية التي يريدها، و تفاجأ بمجرد إرساله للطلب بسرعة الرد و تحديد موعد استلامها في ظرف وجيز، و أجمع محدثونا جميعهم، على توفر الكتب، و على أن كتب كل المواد للأطوار الثلاثة متوفرة و بعدد كاف يغطي احتياجات التلاميذ، و أفادوا، بأن ديوان المطبوعات المدرسية يستقبل كل الطلبات التي تقدمها المكتبات المعتمدة لبيع الكتاب المدرسي هذا الموسم وفق شروط معينة.
لاحظنا على مستوى بعض نقاط البيع إقبالا محتشما، أرجعه تجار إلى إطلاق خدمة البيع الشبكي، و التي أزاحت حملا ثقيلا عن كاهل الأولياء خاصة الموظفين، إذ بإمكانهم طلب الكتب عبر موقع «جوميا» و استلامها مقابل تسعيرة توصيل قدرها 150 دينار،  ما يجنب عناء التنقل و تفادي كل مظاهر الفوضى  و هو إجراء يصب في صالح الأولياء و التجار على حد سواء، و يضع حدا لسماسرة الكتب الذين استغلوا  مشاكل التوزيع و ضيق فترة البيع السنة المنصرمة، لبيع الكتب في السوق السوداء بأسعار مضاعفة.
شراء نسختين من كتب الأنشطة أصبح ضرورة

ارتياح كبير لمسناه وسط أولياء التقينا بهم على مستوى مختلف نقاط البيع التي قصدناها، حيث أكدوا بأن عملية البيع تتم بصفة منظمة، و أن انطلاقها مبكرا يعد من أبرز أسباب نجاحها،  و هو ما ذهبت إليه سيدة وجدناها رفقة زوجها و ابنيها، قالت للنصر بأنها فضلت هذا الموسم، اقتناء الكتب مبكرا لتفادي ما حدث معها السنة الماضية،  حين لم تتمكن من توفير الكتب لابنيها إلا بعد نحو 20 يوما من انطلاق الموسم الدراسي، وقد تطلب منها ذلك جهدا و وقتا انتهى بشرائها بسعر مضاعف، فيما أردف أحد الأولياء، بأن عملية شراء كتب السنة الثانية متوسط لابنه، لم تستغرق من وقته سوى ساعتين هذا العام.
وقالت سيدة، بخصوص ميزانية الكتب المدرسية، بأنها  خصصت 7 آلاف دينار لأبنائها الثلاثة، حيث اشترت كتب السنة أولى متوسط بسعر 3 آلاف دينار، بمجموع 12 كتابا، إضافة إلى اقتناء كتب السنة الثانية ابتدائي بألف دينار بمجموع أربعة كتب، و كذا كتب السنة الخامسة ابتدائي بسعر 2800 دينار بمجموع 12 كتابا، كما اشترت نسختين لكراس الأنشطة في مادتي الفرنسية و الرياضيات للسنتين الثانية و الخامسة ابتدائي مقابل 880 دينارا، و ذلك للتحضير في البيت.
و لاحظنا على مستوى مكتبتي ديوان المطبوعات الجامعية و مكتبة ابن تيمية و محمود قيطوني     بشارع عبان رمضان، بأن هناك أولياء يقتنون نسختين من كراس الأنشطة، و هو ما تحدث بشأنه بائع بديوان المطبوعات الجامعية قائلا، بأن شراء نسختين أصبح ضرورة للتلاميذ المتمدرسين في الطور الابتدائي، لأن الأولياء يستخدمون نسخة لمرافقة أبنائهم منزليا، فيما يقتنيها بعضهم لأجل حصص الدعم و هو ما تحدثت بشأنه ولية تلميذة مقبلة على اجتياز شهادة التعليم الابتدائي، قائلة، بأن مستواها التعليمي لا يسمح لها بمساعدة ابنتها في مراجعة دروسها في البيت، وهو ما حتم عليها توفير كراريس أنشطة و كذا كتبا خارجية لضمان التأطير الأمثل لها.
مكتبات لا تلتزم بإجبارية إعلان الأسعار
لفت انتباهنا خلال جولتنا، عدم تعليق بعض المكتبات لقوائم أسعار الكتب، رغم إلزامية هذا الإجراء كما تشير إليه ملاحظة  كانت مدونة على ملصقة ورقية، بديوان المطبوعات المدرسية، و برر تجار ذلك بأنهم لم ينتبهوا للأمر و يرى بعضهم، بأن إعلان السعر ليس ضروريا مادام أنه مدون في الغلاف الخلفي للكتاب.                 أسماء بوقرن