عرف افتتاح المعرض المنظم على مستوى الساحة العمومية دنيا الطرائف وسط مدينة قسنطينة، إقبالا معتبرا من طرف الأولياء، بعد طرح تخفيضات في أسعار الكراريس من مختلف الأحجام تتراوح ما بين 20 إلى 30 بالمئة، ورغم التخفيضات إلا أن الأسعار تبقى مرتفعة مقارنة بالسنة الماضية ووصلت نسبتها إلى 130 بالمئة، فيما عرفت بقية الأدوات المدرسية بعض الاستقرار في الثمن رغم الارتفاع الطفيف الذي لا يزيد عن نسبة 2 بالمئة.
استطلاع: حاتم بن كحول
وافتتح أمس، سوق الرحمة المنظم من طرف مديرية التجارة و ترقية الصادرات والخاص ببيع الكتب، الأدوات واللوازم المدرسية، وعرف هذا المعرض الواقع في ساحة دنيا الطرائف بوسط المدينة مقابل ساحة بن ناصر، إقبالا مقبولا من طرف العائلات التي توافدت على 10 خيم متخصصة في بيع مختلف اللوازم منذ الساعات الأولى من الصباح.
وتباينت أسعار الكراريس بين التجار في نفس السوق، بعد تواجد تجار الجملة والذين اعتمدوا نفس أسعار البيع بالنسبة للعائلات وتجار التجزئة، ما جعل التخفيضات تتراوح ما بين 20 إلى 30 بالمئة، على أن تمتد هذه العروض إلى غاية تاريخ 30 من الشهر الجاري، كما تواجد ممثلون عن مركز التوزيع والنشر البيداغوجي التابع لقطاع التربية الوطنية.
وجابت النصر صبيحة أمس، مختلف الخيم والمربعات التجارية المشكلة لسوق الرحمة، والتي لا يزيد عددها عن 10 تجار، منهم متخصصون في بيع الكراريس وكتب الأنشطة، وكذا الأدوات والمستلزمات المدرسية مثل الألوان والأقلام الجافة وأقلام التلوين والأغلفة مختلفة الألوان، والحقائب المدرسية والمآزر وغيرها.
وارتفع عدد المتوافدين على هذا السوق الصغير، بعد الساعة العاشرة والنصف، أين جابت العائلات الساحة لمعاينة الأسعار من محل لآخر، قبل اختيار الوجهة التي ستقتني منها الأدوات، واستغلت النصر شغور أحد المحلات من أجل الوقوف على الأسعار المعتمدة للبيع وإن كان هناك تخفيضات مثلما تم الترويج له.
تضاعف أسعار الكراريس ثلاث مرات مقارنة بالسنة الماضية
والبداية كانت بمحل شاغر، صاحبه كان بصدد ترتيب الكراريس وكتب الأنشطة، وأكد هذا الأخير، أن الغرض الأول من المشاركة في هذا السوق أو طرح أسعار تنافسية تكون في متناول الأولياء مقارنة بما تعرفه مختلف الأسواق، مؤكدا أن أسعار الكراريس مثلا ارتفعت 3 أضعاف، بسبب ارتفاع سعر الورق عالميا، ومنح مثالا بسيطا حول سعر كراس من 96 صفحة الذي يصل سعره إلى 90 دج بعد أن كان لا يفوق 30 دج في الدخول المدرسي السابق.
وأضاف المتحدث، أنه اتفق وبقية زملائه التجار مع مدير التجارة لولاية قسنطينة، في اجتماعات سابقة، على تحديد هامش الربح والذي يكون قليلا ورمزيا مقارنة بالأسعار المعتمدة في المكتبات، وعرض بعض الأسعار متمثلة في كراس من 64 صفحة مقابل 60 دج، مؤكدا أن السنة الماضية كان سعره 22 دج، أما كراس من 120 صفحة فبلغ سعره 100 دج بعد أن كان 45 دج السنة الماضية، أما كراس 288 صفحة فيباع حاليا مقابل 270 دج بعد أن 150 دج العام الفارط، كما أكد صاحب المحل أنه حتى كتب الأنشطة عرفت ارتفاعا طفيفا في الأسعار.
اقتناء 5 كراريس من مختلف الأحجام يكلف 700 دج
وتحولنا إلى تاجر آخر، كان عليه إقبالا كبيرا من طرف الأولياء بفضل الأسعار التي اعتمدها معتبرا إياها بأسعار الجملة، وأكد أن سعر كراس من 64 صفحة بلغ 60 دج، وكراس 96 صفحة بلغ 82 دج، و120 صفحة وصل سعره إلى 105 دج، و192 صفحة مقابل 175 دج، و288 صفحة مقابل 265 دج، فيما بلغ سعر كراس الأعمال التطبيقية من الحجم الصغير 60 دج ومن الحجم الكبير 120 دج، كما اختلفت أسعار السجلات «روجيستر» حسب حجمها فذات الحجم 2 بسعر 295، والحجم 3 مقابل 445 دج والحجم 4 سعره 530 دج والحجم 5 بلغ 580 دج.
وأكد التجار أن الأسعار خاصة بالجملة لأنه ينشط في تجارة الجملة، موضحا أنها نفس الأسعار المعتمدة بالنسبة لتجار التجزئة، ما يمكن الأولياء من اقتناء هذه الكراريس بأسعار أقل بنسبة 20 إلى 30 بالمئة من المعتمدة في المكتبات، موضحا أن سعر الكراريس ارتفع هذه السنة بنسبة 130 بالمئة. أما بخصوص بقية الأدوات على غرار المساطر والأقلام الجافة وأقلام التلوين وغيرها، فقد عرفت استقرارا في الأسعار، رغم أن بعضها عرف زيادات طفيفة لا تزيد عن 2 بالمئة، حيث بلغ سعر أقلام التلوين من الحجم المتوسط 125 دج، ومن الحجم الكبير 250 دج، كما اعتمد نفس التاجر أسعار الجملة بالنسبة للحقائب المدرسية، متحدثا عن الزيادات الكبيرة التي يعتمدها بعض التجار الفوضويين والذين يقتصر نشاطهم في كل دخول مدرسي فقط، موضحا أنهم استغلوا الزيادات في أسعار الكراريس من أجل رفع الأثمان في بقية الأدوات والمستلزمات المدرسية.
أولياء يشتكون من الغلاء رغم التخفيضات
كما جابت النصر بقية المحلات والتي كانت أسعارها شبيهة بسابقيها، وكان الاختلاف طفيفا، فيما كان محلان فقط متخصصان في بيع المآزر والتي بلغ سعرها 600 دج سواء تعلق الأمر بالمآزر الزهرية الخاصة بالإناث أو الزرقاء الخاصة بالذكور، وحددت نفس القيمة بالنسبة للمقياس والحجم، وبلغ سعر أغلفة الكراريس الملونة 15 دج لكل غلاف.
وأجمع التجار الذين تحدثنا معهم، على أن إقبال الأولياء كان مقبولا ومعتبرا، خاصة وأنه أول يوم من فتح السوق، وتوقعوا أن يرتفع أكثر في قادم الأيام، خاصة وأن جل الزبائن لم يتحصلوا بعد على القائمة النهائية للأدوات، ووعدوا بتوفير كل الأدوات والمستلزمات مع ضمان التخفيضات إلى غاية تاريخ 30 من الشهر جاري.
واشتكى بعض الأولياء الذين تواجدوا في السوق، من ارتفاع الأسعار مقارنة بالدخول المدرسي الماضي، أين تضاعفت الأسعار ثلاث مرات، وهو ما جعلهم في حيرة من أمرهم، وأكد البعض منهم أنهم يضطرون لاقتناء كمية قليلة من الكراريس في كل مرة، على غرار كهل أكد أنه عاطل عن العمل ويشتري بقيمة 1000 دج كلما توفر هذا المبلغ إلى حين إكمال كل القائمة، كما أكد شاب أنه يستغرب عدم تجسيد الأسعار التي تم تداولها في مختلف صفحات التواصل الاجتماعي، ليرد التاجر على أنها غير رسمية وحددها أشخاص لا علاقة لهم بتجارة الأدوات المدرسية.من جهة أخرى، أبدى آخرون ارتياحهم للأسعار المعتمدة، خاصة وأن أقل من تلك المعتمدة في المكتبات العادية، وأوضحوا أنهم يغتنمون الفرصة من أجل اقتناء أكبر عدد ممكن من الكراريس وبقية الأدوات قبل نفاد الكميات، خاصة وأن الفارق هالمادي الخاص بقائمة طفل وحيد تقارب 1000 دج في حالة شراء كل الأدوات من المكتبات العادية.وتوجهنا بعدها إلى مكتبة متخصصة في البيع بالجملة، تقع في حي باردو، وتعرف إقبالا كبيرا من طرف تجار التجزئة عند كل دخول مدرسي، إلا أننا وجدناها خالية تماما من الزبائن، وأكد صاحب المكتبة أن الإقبال قل كثيرا بسبب ارتفاع الأسعار، موضحا أنه تعود على جلب كميات من السلع على متن شاحنتين من الحجم الكبير كل سنة، إلا أنه اكتفى مؤخرا بجلب شاحنة ذات حجم 10 طن فقط، مضيفا أن الأسعار المعتمدة حاليا أقل من التي ستعتمد بعد أيام لأن العديد من التجار ينتظرون وصول شحنات وبأسعار تفوق تلك التي اقتنوها بها قبل أربعة أو خمسة أشهر.
عزوف الزبائن يؤدي إلى تخفيض في كميات المستلزمات المدرسية
كما تحدث تاجر الجملة على ارتفاع الأسعار، وهي نتيجة ارتفاع في السوق العالمية، موضحا أن غلاف الكراريس كان يباع في الدخول المدرسي السابق مقابل 7 دج ويباع حاليا مقابل 11 دج، كما هو الحال مع بقية الأدوات، وبلغت الأسعار في المكتبة المتخصصة في البيع بالجملة بالنسبة لأقلام التلوين 116 دج بالنسبة للألوان متوسطة الحجم و60 دج بالنسبة للصغيرة و300 بالنسبة للكبيرة.أما بخصوص السجلات فبلغ ذو الحجم 2 سعر 275 دج، وذو الحجم 3 سعر 420 دج وذو الحجم 5 سعر 550 دج، فيما بلغ سعر كراس من 288 صفحة 275 دج، وكراس 64 صفحة 56.33 دج، 96 ص 82.95 دج، 120 ص 105.61 دج، 192 ص 160 دج.انتقلنا بعدها إلى تجار التجزئة في أحياء المقاطعة علي منجلي وكذا بحي بوالصوف، والذين اعتمدوا زيادات تتراوح بين 20 و 30 بالمئة مقارنة بالأسعار المعتمدة في سوق الرحمة أو بمكتبة البيع بالجملة، حيث بلغ سعر كراس 64 صفحة مقابل 70 دج، وكراس 96 صفحة مقابل 100 دج، 288 ص مقابل 290 دج، 192 ص مقابل 190 دج، 120 صفحة ما بين 120 و130 دج، وسجل من حجم 3 مقابل 440 دج و4 مقابل 500 دج وحجم 5 مقابل 570 دج. وأجمع أصحاب المكاتب، أنهم سجلوا عزوفا كبيرا من الزبائن خلال الأيام الماضية، في اقتناء مختلف المستلزمات المدرسية، واصفين العدد بالقليل جدا، مقارنة بما كان عليه في الدخول المدرسي السابق، وأرجعوا الأسباب إلى ارتفاع الأسعار، أين أصبح الجميع يبحث عن تخفيضات حتى وإن كانت رمزية، موضحين أن بعض الأولياء يتذمرون من الأسعار المعتمدة رغم أن الزيادة من المصدر حسبهم، وهامش الربح الذين يتحصلون عليه يبقى ضئيلا.