أكد وزير النقل، يوسف شرفة، أمس، أن ورشة استكمال أشغال إعادة الاعتبار للمصاعد الهوائية بقسنطينة ستبعث خلال شهر جوان المقبل، حيث ألزم المؤسسة المنجزة بتسليم المشروع مع نهاية السنة بعد أن خصص له 180 مليار سنتيم، كما أكد أن الوزارة ستوفد لجان مراقبة ومرافقة للمطارات من أجل متابعة موسم الحج والاصطياف، في حين وجه تعليمات بتكثيف العمل لتعزيز الاشتراك في خدمات الترامواي من أجل محاربة الاحتيال على اقتناء التذاكر.
واستهل وزير النقل يوسف شرفة، زيارته لولاية قسنطينة بتفقد منشآت مطار محمد بوضياف بقسنطينة، حيث أوضح أن مصالحه ستوفد لجان مراقبة ومرافقة للمطارات لضمان توفر جميع التسهيلات للحجيج والمسافرين الآخرين من الجالية الجزائرية التي ستتوافد على الوطن، مضيفا أن هذه اللجان ستنشط خلال موسم الحج وموسم الاصطياف. وعرضت مؤسسة تسيير مصالح مطارات قسنطينة إحصائيات حول نشاطاتها، حيث سجلت زيادة بنسبة تقارب الأربعة بالمئة في حركة المسافرين منذ بداية العام الجاري إلى غاية 30 أفريل مقارنة بنفس الفترة من عام 2019، فيما تجاوز عدد المسافرين 378 ألفا في 2023، من بينهم أكثر من 197 ألف مسافر في رحلات دولية.
دراسة لتوسيع حظيرة الطائرات بمطار قسنطينة
وتجاوزت كميات الشحن في المطار 70 ألف طن خلال نفس الفترة من العام الجاري، من بينها أكثر من 51 ألف طن خاصة بالرحلات الدولية، بينما يصل معدل الركاب الذين يمرون عبر المطار إلى مليون مسافر سنويا، كما تتوقع المؤسسة أن تقارب حركة الركاب معدل مليوني مسافر في آفاق 2035 من بينها حوالي 1.3 مليون مسافر دولي، فضلا عن أنها ستقارب 1.8 مليون مسافر بعد عشر سنوات. وقد أشارت المؤسسة في عرضها إلى مواجهتها لمشكلة تشبع حظيرة الطائرات التي خضعت لعملية توسعة قبل عشرين سنة، حيث سجلت مديرية الأشغال العمومية لولاية قسنطينة بعنوان سنة 2023 مشروع دراسة لتوسيع حظيرة الطائرات لتضم ما بين 9 إلى 12 طائرة.
وقد هيأت المؤسسة خلال العام الماضي جزءا من أرضية المطار بالخرسانة المزفتة بمساحة 2900 متر مربع خلف مستودع الوقود من أجل التخفيف من حدة التشبع، بعد أن خصصتها لحفظ تجهيزات المدرج، كما سبق هذا الأمر عملية تطهير للموقع من العتاد القديم، فضلا عن أن الموقع سمح لمؤسسة التسيير بالعمل على تخصيص مساحة لركن الطائرات الصغيرة، حيث ما يزال الأمر قيد الدراسة. من جهة أخرى أطلقت المؤسسة مشروع تهيئة من أجل الرفع من طاقة استيعاب حظيرة المركبات وتغيير موقع حظيرة سيارات الأجرة، حيث شرعت في منح صفقة لتغطية 12 ألفا و400 متر مربع، فيما مُوّل المشروع الذي تتجاوز قيمته 5.4 ملايير سنتيم بموارد المؤسسة، ويرتقب أن تنطلق الأشغال فيه بتاريخ 21 ماي الجاري.
وصرح وزير النقل يوسف شرفة، أن زيارته تندرج ضمن برنامج التحضير لموسم الحج مؤكدا أن ولاية قسنطينة تعتبر قطبا جهويا لنقل الحجيج إلى البقاع المقدسة، كما شدد على ضرورة وضع جميع الإمكانيات حتى يكون سفرهم بكل أريحية مع توفير كافة الوسائل الخاصة بهم في الذهاب والإياب، في حين أوضح محدثنا أن الجانب الثاني يخص التحضير لموسم الاصطياف، حيث قال إن النقل الجوي قد عاد إلى النّشاط بقوة خلال السنة الجارية، فضلا عن أن جميع الوسائل قد وضعت حيز الخدمة، كما تم دعم الأسطول الجوي الوطني بكراء طائرات لفتح خطوط جديدة.
انطلاق الصيانة الشاملة لعربات الترامواي مع نهاية 2024
وأبرز المسؤول أن ولاية قسنطينة قد سجلت قفزة كبيرة من خلال توفير النقل عبر عربات الترامواي، حيث تفقد الوحدة العملياتية لمؤسسة «سيترام» بزواغي سليمان التي تسير النقل بالترامواي، في حين أشار مديرها إلى نسبة الركاب الذين يستفيدون من خدمات العربات بصيغة الاشتراك يمثلون ما بين 10 إلى 12 بالمئة، بينما تتراوح نسبة الاحتيال على الدفع ما بين 2 إلى 5 بالمئة، لكنه أكد أن المؤسسة تعمل على تعزيز أدوات الرقابة. وأضاف نفس المصدر أن مصالحه تنظم حملات تحسيسية وإعلامية من أجل عرض خدمات الاشتراك، بينما اعتبر الوزير أن الرفع من نسبة الاشتراك هي الآلية لمحاربة الاحتيال على الدفع، حيث أكد له مدير المؤسسة أن مصالحه تستهدف نسبة 20 بالمئة خلال العام الجاري والقادم، كما أن الأهداف المسطرة في هذا الباب تعرف ارتفاعا سنويا كل سنة.
ويبلغ معدل الركاب الذين يستعملون الترامواي يوميا حوالي 50 ألف راكب، حيث اعتبر الوزير أن الاشتراك سيعزز موارد المؤسسة التي تستغل في الصيانة فضلا عن أنه يقلل الحاجة إلى أعوان الرقابة لمكافحة الاحتيال على الدفع، بينما أوضح ممثل المؤسسة أن مصالحه ستجري دراسة للحركية خلال شهر سبتمبر من أجل تحديد إحصاء قريبٍ من الواقع حول المشكلة، كما دعا والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، إلى تعزيز الرقابة، مؤكدا أنه وجه تعليمات لمدير الشؤون الدينية من أجل تخصيص خطبة في صلاة الجمعة حول الظاهرة. وقد أكد ممثل المؤسسة أن الاتفاقية المبرمة مع قطاع الخدمات الجامعية في مجال النقل الجامعي بعربات الترامواي سيقضي على الاحتيال على الدفع الممارس من طرف جزء من الطلبة.
من جهة أخرى، أكدت المديرة العامة لمؤسسة «سيتال» لوزير النقل أن عملية الصيانة الشاملة لعربات الترامواي وجميع الهياكل المتعلقة بها ستنطلق مع نهاية السنة القادمة لتمتد إلى سنة 2025، مؤكدة أن عملية ستتم مع مؤسسة «سيترام»، في حين أوضحت أن نظام الترامواي يعتبر في أريحية في الوقت الحالي، حيث تتراوح نسبة التسامح من الناحية الكيلومترية بين 10 إلى 15 بالمئة، لكن ترامواي قسنطينة لم يبلغها بعد، مثلما أوضحت. وأضافت المتحدثة أن أجزاء العربات التي تطلبت الصيانة الشاملة في 2022 مرتبطة بنظام المكابح، حيث أجريت صيانتها على مستوى المؤسسة في ولاية عنابة وتم تسليم الخاصة بقسنطينة، ما أثمر بتجاوز المشكلة، بينما يتواصل تسليم العربات الأخرى الخاصة بترامواي وهران.
مصاعد هوائية جديدة تتسع الواحدة منها لعشرة أشخاص
أما بخصوص المصاعد الهوائية المتوقفة منذ حوالي 5 سنوات، فقد قال الوزير إن ميزانية خاصة بمئة وثمانين مليار سنتيم من ميزانية 2023 قد سُجلت من أجل بعث مشروع إعادة الاعتبار للتيليفريك، حيث أوضح أنه قد كلف المؤسسة المسيرة بالانطلاق في الأشغال ابتداء من شهر جوان، بينما لفت إلى أن مقاولة الإنجاز قد طلبت 8 أشهر كمدة للإنجاز، إلا أنه شدد على ضرورة استكمال المشروع في غضون ستة أشهر من خلال العمل بنظام فرق 24 ساعة، موضحا أن مصالحه ستتابع المشروع. ونبه شرفة أن تقنيي الصيانة وأطقم تسيير المصاعد الكهربائية جزائرية، مبرزا أن دور الشريك الأجنبي يقتصر على التسيير، كما أشار إلى أن نفس الأمر ينطبق على الميترو والترامواي، وحتى في مؤسسة «سيتال» المصنعة لعربات الترامواي، وهو ما اعتبره ضمانة لتوفر خدمات الصيانة وقطع الغيار.
وذكر ممثل المؤسسة الجزائرية للنقل بالمصاعد الهوائية في رد على استفسارات وزير النقل حول الأشغال المتبقية، أن نسبة تقدم أشغال النظام الكهروميكانيكي في المحطة وصلت إلى 90 بالمئة، ليبقى الجزء الكهربائي من أجل إتاحة الاتصال بين جميع المحطات، في حين أكد أن جميع التجهيزات متوفرة ولا حاجة لاستيراد أية أجزاء أخرى، فضلا عن أن المؤسسة قد جلبت 44 مصعدا جديدا يتسع الواحد منها لعشرة أشخاص. ولفت شرفة إلى أن الإجراءات الإدارية الخاصة بوزارة النقل ستتخذ ويمكن استكمالها جميعا مع نهاية الشهر، حيث أمر ممثلي المؤسسة المنجزة ومؤسسة «إيتال» بالشروع في وضع المخطط الخاص ببعث المشروع، وضبط الوسائل والإمكانيات التي ينبغي تسخيرها.
واعتبر الوزير أن رخصة الاستغلال متوفرة حاليا، حيث أشار إلى أن الأمر بالخدمة سيكون في شهر جوان، بينما شدد على أن المؤسسة ينبغي أن تسلم المشروع مع نهاية السنة الجارية. وتقدر مدة التنقل من المحطة الأولى إلى المحطة النهائية للمصاعد الهوائية بسبع دقائق، حيث تصل قدرتها في النقل إلى 2400 شخص في الساعة، في حين قال ممثل مؤسسة «إيتال» إن المصاعد يمكنها أن تحمل عددا أكبر من الأشخاص، موضحا أن عدد الركاب يتراوح بين 9 إلى 10 آلاف يوميا. سامي .ح