أكد وزير السياحة والصناعة التقليدية، مختار ديدوش، أن ترميم وتهيئة فندق سيرتا بقلب مدينة قسنطينة، سينتهي قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى استئناف الشركة الصينية للأشغال أواخر جويلية الماضي كما ينتظر أن تتسارع أكبر، بالموازاة مع الشروع في جمركة واستخراج التجهيزات والعتاد الخاص بالمشروع.
ووجه النائب البرلماني عن ولاية قسنطينة، العايب مولود، سؤالا كتابيا للوزير الأول من أجل طلب التدخل لاستكمال الأشغال بمشروع ترميم فندق سيرتا ذي خمسة نجوم، كما طالب بتوضيحات، حول أسباب التأخر المسجل رغم انطلاق العملية سنة 2014.
وأوضح وزير السياحة والصناعة التقليدية ردا على السؤال الكتابي، أن العملية المتعلقة بإعادة الاعتبار لفندق سيرتا تندرج ضمن برنامج إعادة تهيئة وعصرنة الوحدات الفندقية التابعة لمجمع "فندقة سياحة وحمامات معدنية" إذ تعرف الأشغال بهذا الفندق توقفا منذ سنة 2019 مع تسجيل نسبة تقدم تقدر بـ 95 بالمئة.
وأشار الوزير، إلى أن أشغال فندق بانوراميك انطلقت بالموازاة مع مشروع فندق سيرتا، تطبيقا لأحكام اللائحة رقم 2 الصادرة عن مجلس مساهمات الدولة في دورته رقم 138 المنعقدة في شهر سبتمبر 2013 والتي تبعتها مراسلة الوزير الأول رقم 672 المؤرخة في جويلية 2014، وذلك من أجل ضمان جاهزية الفندقين لتنظيم تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015، إذ تم تكليف شركة الاستثمار الفندقي بصفتها صاحب مشروع منتدب لتسيير إنجاز العمليتين، على أن تقع التمويلات على عاتق مؤسسة التسيير السياحي للشرق باعتبارها صاحب المشروع.
وتم تقرير التمويلات المالية، بحسب الوزير، بمنح فندق بانوراميك قرضا منخفض الفائدة يقدر بـ 4.650 مليار دينار بما يعادل 465 مليار سنتيم، في حين بلغت التكلفة الإجمالية لفندق سيرتا 600 مليار سنتيم، من بينها قرض منخفض الفائدة بقيمة 300 مليار سنتيم ومساهمة نهائية من وزارة المالية تقدر بـ300 مليار سنتيم أخرى.
ولفت عضو الحكومة، إلى أن مسار العمليتين شهد تعثرات عديدة، فضلا عن عدم جاهزية الفندقين في موعد التظاهرة المذكورة، حيث تأخر فتح بانوراميك "بروتيا" حاليا إلى غاية 2018 في حين أن سيرتا ظل إلى يومنا هذا مغلقا كما توقفت الأشغال به في سنة 2019، بسبب عدم كفاية المبلغ المالي المخصص له.
وقد أدت هذه الوضعية، وفق الوزير، بوزارة السياحة والصناعة التقليدية، إلى التدخل من خلال تنظيم جلسات عمل بين شركة الاستثمار الفندقي ومؤسسة التسيير السياحي للشرق، حيث سمحت باتخاذ جملة من الإجراءات الاستعجالية، التي أدت إلى استئناف الأشغال من قبل المتعامل الصيني المكلف بالإنجاز وذلك ابتداء من 20 جويلية الماضي، كما ينتظر أن تتسارع وتيرتها أكبر، وفق ذات المصدر، في غضون الأيام المقبلة، إذ سيتم أيضا استكمال جمركة واستخراج بعض التجهيزات والمعدات الخاصة بالورشة وكذا الحصول على الترخيص من السلطات المحلية لبلدية قسنطينة، من أجل إعادة تنظيم الورشة على أن يتم تسليم الفندق كلية قبل نهاية العام الجاري.
من جهته، أكد رئيس بلدية قسنطينة، شراف بن ساري، للنصر، أنه لم يتم الاتصال بالبلدية إلى حد الساعة في هذا الخصوص، وفي حال طلب ترخيص أو أي مساعدة فإن مصالحه ستعمل على مد يد العون في حدود صلاحيتها لاستكمال مشروع ترميم وتهيئة فندق سيرتا، الذي من شأنه أن يعيد جزءا من حيوية وسط المدينة المفقودة، بغد غلق استمر لقرابة 10 سنوات.
وقد تم في سنة 2016 هدم محلات مجاورة لفندق سيرتا من أجل توسعته، كما تم غلق الطريق الخلفي المؤدي إلى محطة كركري، حيث تم إنجاز مسبح على الهواء الطلق بمختلف ملاحقه، علما أن المكان المقابل للفندق يعد محطة لنقل المسافرين نحو بلدية الخروب إذ تتعالى فيه الأصوات والفوضى طيلة اليوم، ناهيك عن الازدحام المروي المسجل بالقرب من المدخل الرئيسي.
وقد زار وزير السياحة السابق بمعية الوالي، الفندق، الذي بلغت القيمة المالية للأشغال المنجزة به أزيد من 565 مليار سنتيم، بعد إضافة 5 ملاحق مالية، علما أن الغلاف المالي المخصص للعملية في البداية يقدر بـ 600 مليار سنتيم من بينها 36 مليارا للدراسة، فيما أكد القائمون على المشروع أنه قد تم الحفاظ على الطابع المعماري الأصيل مع إدراج تقنيات حديثة في عملية الترميم، في حين تم تجهيزه بوسائل عصرية ليجمع فندق سيرتا، بين الطابعين الأصيل والمعاصر، فيما راسل الوالي، الوزير الأول، مؤخرا من أجل رفع الجمركة عن التجهيزات المحجوزة في أحد الموانئ منذ سنة 2019.
لقمان/ق