أكد أمس، والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، أن السلطات الولائية تعمل على تسجيل مشروع لإنجاز نفق للمركبات على الطريق الوطني رقم 3 في سيساوي من أجل فك الاختناق المروري بعد فتح نفق الخروب، فيما هدد بإدراج مقاولة في القائمة السوداء بسبب سوء الأشغال النهائية في مشروع إنجاز الإقامة الجامعية 1000 سرير بعلي منجلي.
واستهل والي قسنطينة زيارة ميدانية تأتي في سياق التحضيرات للدخول الاجتماعي من حي الطابية بوسط مدينة قسنطينة، حيث أشرف على انطلاق أشغال تهيئة طرقات الحي، في حين كلف الأمين العام للولاية بالنظر في وضعية بناية كانت مشغولة من قبل الديوان الوطني للثقافة والإعلام بشارع مريم بوعتورة، كما طلب من رئيس البلدية إجراء عملية تنظيف لموقع شاغر من بقايا بناية هدمت منذ سنوات على مستوى النهج المؤدي للدائرة، مشددا على ضرورة غلق الموقع وعدم السماح لأصحاب المركبات باستغلاله للركن، كما وجه بضرورة الحرص على الآجال والجودة في أشغال تهيئة المسالك داخل الحي، فضلا عن الحفاظ على نظافة المدينة.
وعاين الوالي أشغال إعادة الاعتبار لأرضية شارع 19 جوان أيضا، حيث شدد على المقاولة بضرورة احترام الآجال والحرص على جودتها، في حين أعطى إشارة انطلاق عملية إعادة الاعتبار لطريق المركبات في شارع إرنستو شيغيفارا بالقرب من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، قبل أن يتجه إلى المقاطعة الإدارية علي منجلي، حيث اطلع على مشروع الإقامة الجامعية 1000 سرير التي اكتملت بها الأشغال، إلا أن الوالي انتقد الأشغال النهائية بحدة، خصوصا عند اطلاعه على وضعية بلاطات الأرضية غير المستوية في المطعم وعدة أجنحة أخرى من أبنيتها.
وسبق لوالي قسنطينة أن أبدى تحفظات شديدة على الأشغال النهائية للإقامة المذكورة خلال زيارة في الصيف، حيث وجه تعليمات حينها لمدير التجهيزات العمومية من أجل إعذار المقاولة، إلا أن التحفظات الموجودة في المشروع لم ترفع بتاتا مثلما أكده صيودة، قبل أن يقوم بمعاينة مختلف هياكل الإقامة، التي يفترض أن يستفيد منها طلبة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية.
وذكر الوالي في رده على سؤال النصر حول الإجراءات التي ستتخذ بشأن المشروع، أن المديرية المعنية ستوجه إعذارا للمقاولة المنجزة من أجل رفع جميع التحفظات المسجلة خلال مدة قصيرة، ليتم فسخ الصفقة على عاتق المقاولة بعد ذلك في حال عدم استجابتها كما ستدرج في القائمة السوداء، معتبرا أن "هذه الطريقة ستجعل المقاولات تحترم بنود الصفقات".
فائض في المقاعد البيداغوجية والأسرة الجامعية
وشملت الزيارة أيضا ملحقة جامعة العلوم الإسلامية 2000 مقعد المحاذية للإقامة المذكورة، حيث يعود تسجيلها إلى عام 2011، في حين فسخت مديرية التجهيزات العمومية صفقة الإنجاز مع المقاولة السابقة بسبب التأخر، لتعين مقاولة جديدة مثلما أكده والي قسنطينة في تصريحه لنا، في حين يرتقب استلامها منتصف شهر فيفري من العام المقبل رغم تأكيد المسؤول أن الخريطة البيداغوجية الجامعية للولاية ليست في حاجة إليها خلال الدخول الحالي بفضل الفائض الكبير من المقاعد البيداغوجية والأسرة الذي تتمتع به ويرتقب أن يكفي لسنوات قادمة. وتجاوزت رخصة البرنامج الخاصة بمشروع الملحقة 190 مليار سنتيم مع قيمة التزام تفوق 150 مليار سنتيم، فيما تم تسديد 59 بالمئة من مستحقات الإنجاز بما يعادل أكثر من 91 مليار سنتيم.
وفسخت الصفقة الخاصة بالمشروع مع المؤسسة السابقة منتصف أكتوبر من العام الماضي، بعدما حصلت على أول أمر بالأشغال أواخر نوفمبر من عام 2023، حيث قاربت قيمة الصفقة التي استفادت منها حوالي 100 مليار سنتيم مع احتساب أول مبلغ إضافي فيها دون أن تتجاوز الأشغال نسبة 40 بالمئة، في حين يعود أول أمر بالأشغال لفائدة المؤسسة الجديدة إلى منتصف أفريل من العام الجاري.
وتوجه وفد السلطات المحلية أيضا إلى كلية علوم الإعلام والاتصال بجامعة صالح بوبنيدر لمعاينة أستوديو السمعي البصري، فيما أكد لنا صاحب المؤسسة التي قامت بتجهيزه أنه سيسلم نهاية الأسبوع ليوضع تحت تصرف الكلية خلال الدخول الحالي.
من جهة أخرى، أعطى الوالي إشارة انطلاق عملية تهيئة الطرقات بوسط مدينة الخروب، بالإضافة إلى معاينة أشغال تهيئة طرقات المدخل الجنوبي للبلدية، في حين أوضح أن قسنطينة والخروب عرفتا تسجيل العديد من العمليات للتحسين الحضري، فضلا عن مشاريع أخرى في طور الإنجاز.
وأضاف المصدر نفسه أن جميع المشاريع المسجلة قد انطلقت، خصوصا المسجلة في 2023 والممولة من الصندوق المشترك للجماعات المحلية أو في إطار البرامج البلدية للتنمية، منبها إلى أن عددها يفوق 250، حيث سيتم استلام أغلبها قبل نهاية السنة الجارية.
أما على مستوى نفق الخروب على الطريق الوطني رقم 3، فقد عاين الوالي الأشغال النهائية التي بلغت مرحلة وضع الإسفلت، حيث تورد البطاقة التقنية للمشروع أن الأشغال انطلقت أواخر شهر أكتوبر من العام الماضي بصفقة إنجاز تتجاوز 38 مليار سنتيم مع احتساب المبلغ الإضافي الأول، في حين تتجاوز قيمة الحصة الخاصة بتعبيد الطريق 8 ملايير سنتيم.
واعتبر الوالي أن موقع النفق مهم ويحل مشكلة نقطة سوداء كانت مسجلة من قبل على مستوى الطريق المذكورة، في انتظار تسجيل مشروع آخر على مستوى سيساوي التي تعتبر نقطة سوداء على نفس الطريق الوطني، مضيفا بالقول "نتمنى أن يكون تسجيله خلال السنة القادمة حتى نقضي على مشكلة الاختناق المروري".
سامي.ح