وجهت مديرية السياحة لولاية قسنطينة إعذارا ثانيا للشركة الجزائرية لدراسات البنية التحتية «سايتي» بسبب التأخر في إنجاز دراسة إعادة الاعتبار لدرب السياح، حيث استفادت من الصفقة نهاية السنة الماضية، في حين ما يزال المشروع ورشة مفتوحة بعد عشر سنوات من انطلاقه.
ونشرت مديرية السياحة أمس الإعذار الثاني الموجه للشركة الجزائرية لدراسات البنية التحتية بسبب التأخر في تسليم المرحلة الأولى من دراسة تنفيذ مشروع دراسة إعادة تأهيل درب السياح، بعدما وجهت إعذارا أول لمكتب الدراسات المذكور في 27 فيفري من العام الجاري. وجاء في الإعذار الثاني بأن الشركة لم تحترم التزاماتها التعاقدية المتعلقة بالآجال، حيث طالبتها بتسليم المرحلة الأولى من الدراسة في أجل 8 أيام.
واستفادت الشركة الجزائرية لدراسات البنية التحتية من صفقة الدراسة المذكورة نهاية شهر أكتوبر من العام الماضي، في حين سبق أن صرح مدير السياحة لولاية قسنطينة خلال زيارة بعثة استعلامية برلمانية إلى قسنطينة بأن الدراسة الخاصة بإعادة تأهيل الدرب قد وصلت إلى نسبة 90 بالمئة في عام 2022، إذ بلغت مرحلة الكشط لتحديد طبيعة الوسائل التي ينبغي استعمالها في عملية إنجاز مسار السفح الخاص بالراجلين، لكنه شرح للبرلمانيين حينها بأن مؤسسة الإنجاز «سابطا» لم تتمكن من المواصلة لأن الكشط وحده يكلف أكثر من ضعف مبلغ الدراسة.
وبعثت السلطات الولائية المشروع بعد فسخ الصفقة مع مؤسسة «سابطا»، حيث أعلن عن صفقة جديدة، لكنها خلصت في شهر ماي من العام الماضي إلى عدم الجدوى، في حين أفاد والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، شهر مارس الماضي، بأن صفقة جديدة أبرمت مع مكتب دراسات عمومي لدراسة إعادة الاعتبار لدرب السياح، حيث خصص لها مبلغ 5 ملايير و300 مليون سنتيم، كما حدد لها أجل لا يتعدى 10 أشهر.
ويعود مشروع إعادة الاعتبار لدرب السياح إلى 10 سنوات، حيث انطلق في 2014 في إطار المشاريع التي تزامنت مع تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، وكان يرتقب أن يسلم مع بداية التظاهرة في 2015، إلا أنه ما يزال ورشة مفتوحة إلى اليوم بعدما عرف العديد من العراقيل التي أدت إلى توقف الأشغال فيه عدة مرات.
ويُذكر بأن إنجاز درب السياح عبر هوة وادي الرمال التي تطل عليها مدينة قسنطينة، يعود إلى نهاية القرن التاسع عشر، حيث يتمثل في مسار سياحي ينطلق من المدخل القديم للمدينة أسفل زاوية سيدي راشد وينتهي إلى مخرجها بسيدي مسيد بمحيط جسر الشلالات، كما أنه كان يرتبط بمسارات جبلية عبر صخور المدينة تصل إلى غاية طريق الكورنيش وتتواصل عبر المسالك الصخرية إلى غاية كهفي الدببة والأروي وغيرها، فضلا عن مروره بمعالم سياحية وأحواض للمياه الدافئة في «الريميس» والمصعد الذي يمر عبر الصخور من سيدي مسيد إلى غاية شارع يوغوسلافيا بالقصبة.
سامي.ح