نظم نهاية الأسبوع الماضي، ممثلو قطاعات مختلفة زيارة ميدانية متعددة القطاعات من أجل دراسة طرق إعادة الحركية للأنفاق الأرضية بوسط مدينة قسنطينة، حيث تسجل الجهة العليا عزوف المارة عن استعمالها، رغم أنها أخضعت لعملية تهيئة شاملة خلال الأشهر الماضية، بينما تعرف الجهة السفلى حركية محتشمة.
وتواصل السلطات المحلية مساعيها من أجل إيجاد طريقة لإعادة إحياء الأنفاق الأرضية لساحة أول نوفمبر بوسط مدينة قسنطينة وتنشيطها سياحيا وثقافيا، حيث نُظمت زيارة ميدانية مشتركة الخميس الماضي، شارك فيها رئيس مصلحة الصناعة التقليدية بمديرية السياحة وأعضاء من لجنة ومديرية الممتلكات للبلدية، بالإضافة إلى مدير الغرفة الولائية للتجارة والصناعة ورئيس لجنة الثقافة بالمجلس الشعبي الولائي وممثل عن المتحف العمومي الوطني «سيرتا» وأعضاء جمعيات، فيما تم خلال العملية اقتراح أماكن لتكون مخصصة للحرفيين. وجاءت هذه الزيارة بعد يومين من اجتماع منظم ببلدية قسنطينة تحت إشراف رئيس البلدية بحضور ممثلين عن قطاعات مختلفة من أجل دراسة إعادة إحياء الأنفاق.
وأفاد نائب رئيس بلدية قسنطينة المكلف بالممتلكات، محمد مشعل بن الشّيخ الفقون، في تصريح للنصر، بأن مصالح البلدية ومختلف الجهات المتدخلة من أجل إعادة بعث الحركية في الأنفاق الأرضية تستهدف الجهة العليا التي استفادت مؤخرا من عملية إعادة اعتبار شاملة، حيث أوضح بأن عددا من المحلات الموجودة على مستواها ما زالت مغلقة. وقمنا بجولة في الجزء العلوي من الأنفاق الأرضية خلال الأيام الماضية، حيث لاحظنا انتشار بعض القمامة عند مدخلها، في حين كانت خاوية تماما من حركة المارة، فضلا عن أن المحلات الموجودة بها مغلقة، رغم ملاحظتنا لوجود بعض السلع في عدد منها، مثل الملابس وبعض الأغراض الخاصة بديكور المحلات.
ولم نصادف خلال تجولنا في الأنفاق شخصا واحدا إلى غاية مغادرتنا منها، باستثناء مجموعة تجار كانوا بصدد ترتيب معدات إلكترونية وكهربائية داخل محل، في حين بدا المكان نظيفا، حيث يحرص عمال البلدية المكلفون بالنظافة على المرور به يوميا خلال الساعات الصباحية، فضلا عن أنه أصبح مزودا بكاميرات مراقبة، كما خصصت له مصالح البلدية أعوان حراسة. أما الجهة السفلى من الأنفاق الأرضية، فلاحظنا بها بعض الحركية للمواطنين والتجار، حيث تنشط على مستواها عدد من المحلات المختلفة، على غرار محلات بيع الملابس والكتب وبعض الأغراض، خصوصا في الجهة المُفضية إلى شارع مصطفى عواطي، لكن أصحابها أكدوا لنا بأن النشاط محتشم فيها مقارنة بما كان عليه في سنوات سابقة، كما لاحظنا انتشار القمامة والروائح الكريهة فيها.وذكر لنا مواطنون من سكان وسط المدينة بأنهم صاروا يعزفون عن السير في الأنفاق الأرضية، خصوصا في الجهة العليا، بعد غلقها لسنوات طويلة نتيجة الحريق الذي أتى على جزء معتبر منها، فضلا عن أن تضاؤل الحركية التجارية تسبب في ذلك أيضا. وقد انتهج مسؤولو الممتلكات في بلدية قسنطينة طريقة لجذب المواطنين إليها من خلال تمديد المساحة المخصصة لطاولات عرض المنتجات التقليدية والملابس إلى غاية جزء من الأنفاق خلال شهر رمضان الماضي. وتجدر الإشارة إلى أن الجهة العليا من الأنفاق الأرضية خضعت لعملية إعادة اعتبار شملت استحداث نظام للحماية من الحرائق وكاميرات مراقبة، بالإضافة إلى إعادة الاعتبار للأرضية والجدران، كما خضعت الجهة السفلى للتهيئة أيضا، فيما يُذكر بأن الأنفاق الأرضية بوسط المدينة كانت تمثل عصبا حيويا للحركية في سنوات سابقة.
سامي.ح