تجاوزت حصيلة جمع جلود أضاحي العيد بولاية قسنطينة أكثر من 60 ألف وحدة خلال اليومين الأول والثاني، حيث أكد مدير مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني أن العملية استمرت يوم أمس أيضا، في حين سجلت تجاوبا كبيرا من قبل المواطنين الذين احترموا الأماكن المخصصة للرمي.
وعرفت عملية جمع جلود الأضاحي خلال أيام عيد الأضحى استجابة واسعة من المواطنين عبر ولاية قسنطينة، حيث لاحظنا امتلاء الحاويات المعدنية المخصصة لها عبر عدة بلديات، على غرار سيدي مبروك ووسط المدينة، بالإضافة إلى المقاطعة الإدارية علي منجلي وعين سمارة وحامة بوزيان. وقد فضل بعض المواطنين، رغم ذلك، التخلص من جلود الأضاحي في نقاط الرمي العادية، على غرار ما لاحظناه عبر العديد من أحياء مدينة قسنطينة، حيث عزا أحد السكان عدم توجهه إلى الحاوية المخصصة للجلود إلى بُعد المسافة بين مسكنه في شارع ديدوش مراد والحاوية الموجودة بشارع طاطاش بلقاسم.
ولاحظنا خلال اليوم الأول أن شاحنات جمع القمامة التابعة لمصالح البلدية قد حملت الجلود الموجودة على مستوى نقاط الرمي العادية والحاويات المعدنية المخصصة للعملية على حد سواء، حيث سبق أن نشرت مصالح الولاية قائمة بالنقاط المفصلة لرمي الجلود عبر مختلف البلديات، إذ أسندت كل مجموعة من الحاويات لمؤسسة نظافة من أجل التكفل بها، على غرار مؤسسة التسيير الحضري بعلي منجلي "إيغيفام" التي تكفلت بـ15 نقطة عبر 11 وحدة جوارية، فيما تكفلت المؤسسة العمومية للنظافة والصحة العمومية "بروبراك" بـ17 نقطة موزعة عبر 7 وحدات جوارية، كما تكفلت مؤسسة النظافة والتطهير لبلدية الخروب بـ21 نقطة على مستوى ماسينيسا، وبلغ المجموع الإجمالي لنقاط جمع جلود الأضاحي في بلدية الخروب 99 نقطة.
وشحنت مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني لولاية قسنطينة حوالي 40 طنا من مادة الملح من المؤسسة الوطنية للأملاح في عين مليلة بأم البواقي قبيل عيد الأضحى من أجل استعمالها على الجلود التي يتم جمعها، حيث نشرت مديرية الصناعة لولاية قسنطينة أن الحصيلة وصلت إلى غاية مساء اليوم الأول إلى تحويل 5 شاحنات محملة بـ6 آلاف قطعة جلد إلى المدبغة العمومية بولاية باتنة، كما تواصلت في اليوم الثاني الذي حولت خلال الفترة الصباحية منه 3 شاحنات محملة بـ3400 وحدة، لتستمر عملية رفع الجلود خلال اليوم الثالث من عيد الأضحى.
وذكر مدير مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني لولاية قسنطينة، لطفي فاس، في تصريح للنصر يوم أمس، أن العملية مستمرة إلى غاية اليوم الثالث، حيث أكد أنها عرفت جمع أكثر من 60 ألف وحدة من جلود الأضاحي إلى غاية حديثنا معه، مؤكدا أنها سارت بشكل جيد.
رمي عشوائي لمخلفات الأضاحي ببعض الأحياء
ووقفت النصر خلال أول أيام العيد على تصرفات غير مسؤولة من طرف العديد من المواطنين الذين قاموا بالرمي العشوائي لجلود الأضاحي بمدينة علي منجلي، رغم توفر حاويات القمامة، بداية بالوحدات الجوارية 6 و7 و8، كما قامت عائلات بالتخلص من الجلود عبر رميها من النوافذ مباشرة، ما تسبب في انتشارها على الأرصفة وعلى حواف الطريق، وخاصة في المحور الفاصل بين الوحدتين الجواريتين 6 و 8، وقد شوهت هذه التصرفات المنظر العام للمدينة الجديدة التي تعرف إقبالا كبيرا من طرف الزوار وخاصة خلال أيام العيد.
وانبعثت روائح كريهة وسط المجمعات السكنية بعلي منجلي، جراء الرمي العشوائي لمخلفات الأضاحي، خاصة وأن المقاطعة الإدارية عرفت تذبذبا في التزود بالمياه، ما أدى إلى انتشار الفضلات ودماء النحر بالقرب من مداخل العمارات ووسط الأرصفة.
وأكد مدير مؤسسة النظافة "إيغيفام"، مهدي هيني، أن الجلود المرمية من طرف المواطنين بمختلف شوارع علي منجلي عرفت انخفاضا يقدر بنسبة 60 بالمئة مقارنة بما كانت عليه الأمر العام الماضي، ورغم هذا الانخفاض الكبير إلا أن عمال المؤسسة اضطروا لمضاعفة مجهوداتهم من أجل ضمان نظافة الشوارع.
وأوضح المتحدث أن بعض المناطق عرفت فوضى كبيرة في رمي الجلود ومخلفات الأضاحي، لاسيما بالتخلص منها عبر نوافذ المنازل ومن طوابق مرتفعة ما يؤدي إلى تمزق الأكياس البلاستيكية وبالتالي انتشار الفضلات ومخلفات الأضاحي أسفل العمارات ووسط الأرصفة، وأضاف هيني أن النقطة السوداء كانت مقابل مدرسة ابتدائية بالوحدة الجوارية 8، مستغربا رمي الفضلات خارج الحاويات المخصصة للقمامة.
كما تحدث المدير عن مبادرات قام بها سكان بالوحدة الجوارية 1، أين نشروا الجلود على حبل بفضاء مفتوح مع رشه بمادة الملح، لتسهيل مهمة أعوان النظافة، فكانت هذه المنطقة هي الأنظف في علي منجلي، وأكد هيني، أن الرمي العشوائي صعّب من مهمة عمال النظافة، الذين رغم ذلك قاموا بعملهم على أكمل وجه، موضحا أنه تم التخلص من 95 بالمئة من القمامة في أول أيام العيد، ووصلت النسبة إلى مئة بالمئة في صبيحة اليوم الموالي، ليتحول العمال إلى مهمة جديدة تتمثل في برمجة دورات عشوائية لرفع الجلود المرمية في مختلف المناطق بشكل فوضوي.
ونبه مدير المؤسسة بأن مصالحه قامت بتوجيه إرشادات للسكان قبل أيام من حلول عيد الأضحى، إلا أن أغلب المواطنين لم يلتزموا بها، ولكن يبقى الأهم هو رفع كل القمامة ومخلفات الأضاحي في فترة قياسية.
سامي.ح/ حاتم.ب