قاربت أشغال إنجاز الرواق الأيسر بنفق جبل الوحش بالطريق السيار شرق غرب على الانتهاء الكلي، إذ تعمل مؤسسة كوسيدار، التي كسبت الرهان من أجل استكمال ما تبقى من نظام الإنارة والخرسانة الفاصلة بين الاتجاهين، فيما أكد الوالي دخوله حيز الخدمة في الخامس من جويلية المقبل، مع الإبقاء على الطريق الاجتنابي مفتوحا أمام حركة المرور.
ووقف أمس، والي قسنطينة عبد الخالق صيودة، على آخر رتوشات أشغال إنجاز الرواق رقم 1 ، حيث كسبت شركة كوسيدار الرهان، بعد أن تعهد مسؤولها بتسليمه نهاية الشهر الجاري وهو ما تم بكفاءات وطنية تعمل على مدار 24 ساعة في الأشهر الأخيرة، إذ تم تزفيت أرضية الرواق الذي صار صالحا لعبور المركبات بشكل سلسل وفي أقل من دقيقيتن، في حين تم وضع أنظمة الإنارة العمومية والوقاية من الحرائق، بينما يتم حاليا استكمال ما تبقى من الحاجز الفاصل ما بين الاتجاهين.
وسيتم فتح الرواق، الذي يبلغ طوله 1.9 كيلومتر للسير في الاتجاهين، حيث تم تقسيمه إلى جزئين إذ خصص للمتجهين إلى ولايات سكيكدة وعنابة والحدود الشرقية محور يتسع لمركبتين، أما الاتجاه المخصص للمسافرين إلى ولايات سطيف والعاصمة فيتسع لمركبة واحدة.
وصرح الوالي لوسائل الإعلام، بأن هذا الجزء من النفق سيسلم نهاية الشهر ، على أن تشرع مصالح الولاية في تنظيفه تمهيدا لفتحه في الخامس من جويلية المقبل بمناسبة عيدي الاستقلال والشباب، حيث من شأنه أن يسهل تنقلات المواطنين عبر الطريق السيار شرق غرب، كما ذكر بأن كل الإجراءات قد اتخذت لضمان أمن و سلامة مستعمليه في حين وضع مركز متقدم للوقاية من الحرائق، أما فيما يخص الرواق الأيمن فقد أوضح بأن أشغال ترميمه ستنطلق فور تسليم الأيسر، مشيرا إلى أنه لم يتضرر كثيرا كما أن مؤسسة كوسيدار قد اكتسبت خبرة كبيرة، وبإمكانها استكماله في الآجال المحددة.
وفيما يخص، الطريق الإجتنابي الذي أنجز كبديل مؤقت للنفق المنهار لعبور الطريق السيار شرق غرب، فقد ذكر صيودة، بأنه سيظل مفتوحا أمام حركة السير، لاسيما وأنه يعد محورا حيويا إذ وفي حال حدوث أي طارئ بالنفق، فإن حركة السير ستحول مباشرة إليه، كما أشار إلى أهميته السياحية على مستوى منطقة جبل الوحش.
وتسبب انهيار النفق الأيمن، مطلع شهر جانفي من سنة 2014 في إلحاق أضرار كبيرة بالنفق والتي تتمثل في انشقاقات في الخرسانة بطول 120 مترا، حيث أنه ونظرا لهذه الانشقاقات التي تعرض لها محيط النفق بعد انهياره وضعف الوسط الطيني، رسمت مؤسسة كوسيدار المكلفة بالإنجاز، برنامجا خاصا يهدف إلى ضمان سلامة العمال داخل المشروع أثناء عملية الحفر، وهو ما أطال فترة الإنجاز.
وتحدث وزير الأشغال العمومية في آخر زيارة للولاية، عن الأسباب التي أدت إلى تأخير فتح النفق، حيث ذكر أنه وفضلا عن الانهيار المسجل، فإن تأخير بعث المشروع إلى غاية منتصف سنة 2017 دون سبب مقنع، تسبب في تعقيد الوضع نتيجة تحرك التربة وانزلاقها بشكل خطير ، متحدثا كذلك عن صعوبات جيوتقنية كبيرة واجهت المشروع منذ انطلاقه.
ووضعت كوسيدار خطة للانتهاء من النفق الأيسر الجاري إنجازه مع وضع الأنظمة المضادة للحرائق وكذا التجهيزات الإلكتروميكانيكية، في الثلاثي الرابع من العام الجاري، لكن ينتظر أن تسلمه قبل هذا الموعد ، كما حددت نهاية السداسي الثاني من سنة 2025 كتاريخ لإنهاء الأنبوب الأيمن، بكل التجهيزات وهو تاريخ استلام النفق بشكل كلي، لكن وزير القطاع ألح على تقليص هذه الآجال، كما تجدر الإشارة إلى نفق جبل الوحش يعد الجزء الوحيد الذي لم يستكمل بالطريق سيار شرق غرب على طول 1216 كيلومترا.
لقمان/ق