تعرف الساحة العمومية بحية 1600 مسكن ببلدية الخروب في قسنطينة انتشارا للباعة الفوضويين، بحيث تحتل طاولاتهم حيّزا معتبرا من المساحة الداخلية، بالإضافة إلى تدهور وضعية المكان وتراكم الأوساخ والمخلفات، وهو ما يفقدها بريقها كوجهة للسكان الذين يطالبون بإعادة الاعتبار لها، من جهتها تنوي المندوبية البلدية تقديم مقترح يتضمّن تهيئة المكان.
وبمجرّد الوقوف عند مدخل الساحة بجانب «بازار أبو إسحاق» تقابلك أعداد من الأكواخ والطاولات الخاصة بالباعة الفوضويين، حيث تصطفّ مثلما لاحظناه خلال اليومين الماضيين، عند تواجدنا هناك بشكل عشوائي وتمتدّ إلى مدخلي الساحة في الجهة المقابلة، محتلة بذلك حيزا معتبرا من المكان، هذه الأكواخ عادة ما يتم نصبها وتغطيتها بأشكال مختلفة من الأغطية والأقمشة في صورة تشبه ما يتم إيجاده في الأسواق الشعبية، بينما توجد أخرى على شكل هيكل من القضبان الحديدية فقط، فضلا عن ذلك يقوم بعض الباعة بركن مركباتهم وسياراتهم التي يستغلونها في نقل سلعهم بجانب الأكواخ داخل الساحة.
ويقول مواطنون إنّ بعض الباعة الناشطين يعتبرون الساحة ملكية خاصة، إذ لاحظنا وجود كوخ تمّ تشييده بمواد البناء مع إرفاقه بباب من الحديد، فيما قام آخر بتأجير ألعاب الأطفال بتسييج محيط المكان الذي اختاره للنشاط محتلا بذلك مساحة لافتة في وسط الساحة، زيادة على ذلك أدى السياج الموضوع إلى غلق بعض ممرات السير ما يمنع المرتادين والزوار من المرور عبرها.
وفي ذات السياق تدهورت وضعية المكان بحيث تتراكم الأوساخ على اختلاف أنواعها بالإضافة إلى مخلفات الباعة في مختلف زوايا الساحة، كما لاحظنا وجود آثار حرق لبعض الأشياء في زاوية من المكان في ظل عدم وجود نقاط لرمي هذه الأخيرة، إلى جانب تضرّر الأشجار الموجودة بسبب عدم الاهتمام بها على حدّ تعبير المواطنين.
ورغم أنّ معظم الكراسي في وضعية جيّدة إلا أنّ بعضها قد تضرّر بحيث انتزع جزؤه الخلفي، إلى جانب ذلك سقطت في بعض المقاطع أجزاء من السياج الخارجي للساحة، فأصبحت تستغل كمداخل إضافية إلى المكان، وذكر مواطنون يقطنون بمحاذاة الساحة أنّ الإنارة العمومية داخل المكان ضعيفة إلى حدّ كبير، ما يجعلها مظلمة ليلا مع وجود عمود واحد حسب المتحدثين يشتغل بصفة عادية.
ويطالب مواطنون بتهيئة الساحة وتدارك النقائص التي تعرفها لتستعيد بريقها على اعتبار أنها المرفق الوحيد بالمنطقة حسبهم، مقترحين وضع أكشاك نظامية على مستوى الساحة، والقيام بعملية زبر للأشجار، حيث أكّد المتحدّثون أنّ وضعيتها الحالية تحيد عن الغرض الأساسي من تشييدها المتمثّل في راحة الزوار واعتبارها قبلة للترفيه، كما أنّها تؤثر على المنظر العام للمكان، وهي التي تقع وسط نسيج عمراني يتشكّل من عمارات والعديد من المحلات والهياكل العمومية، ناهيك عن الطرقات الرئيسية الموجودة ما يجعل الحركية كثيفة بها، ورغم ذلك يرى السكان أنّ الساحة لم تعد تجذب الزوار ما عدا قاطنو المنطقة.
من جهته ذكر مندوب قطاع الخروب 2، حاتم شياد، أنّه تمّ تخصيص ضمن ميزانية سنة 2025 غلاف مالي لتهيئة الأحياء على مستوى البلدية، إذ طُلب من المندوبين إعداد مقترحات، ومنه قال المتحدّث إنّه سيتقدّم بمقترحات لمختلف الأحياء الواقعة ضمن القطاع من بينها تهيئة الساحة العمومية بحي 1600 مسكن، ولفت، شياد، أنّ عملية التهيئة تترتّب عنها بطبيعة الحال معالجة مشكل التجارة الفوضوية بالمكان. إ.ق