إدارات تتأخـــــر في إيــــــداع اشتراكـــــــات عمالهــــــا بصنـــــدوق "كنـــــاص"
كشف مدير وكالة قسنطينة للصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء، عن وجود تقصير من قبل بعض الإدارات العمومية و الجماعات المحلية، في التكفل بملفات عمالها، بسبب جهل الإجراءات الواجب اتباعها في الحالات المختلفة، و بالأخص فيما يتعلق بإيداع حصيلة الاشتراكات السنوية في الموعد المحدد، مؤكدا أن تعويضات العطل المرضية تكلف «كناص» قسنطينة حوالي 40 مليار سنتيم سنويا.
و نظمت وكالة قسنطينة أمس، يوما تحسيسيا يدخل في إطار تكوين إطارات و عمال الإدارات العمومية و الجماعات المحلية، خصص للتعريف بمنظومة الضمان الاجتماعي، حيث تم التركيز على بعض الإجراءات الضرورية الواجب إتباعها من قبل كافة الإدارات، و خاصة فيما يتعلق بإيداع حصيلة الاشتراكات السنوية للإدارات العمومية خلال الآجال المحددة، حيث أكد مدير الوكالة حسان نوارة، أن الكثير منها لا تقدم الحصيلة ضمن الآجال، و هو ما يترتب عنه نتائج سلبية تعود على عمال هذه المؤسسات، من بينها تجميد بطاقات «شفاء»، كما أن العمال المقبلين على التقاعد يتلقون صعوبات لدى وضع ملفاتهم على مستوى الصندوق الوطني للتقاعد، حسب تأكيده، بسبب عدم توفر الوثائق الخاصة بسنوات العمل التي لم يتم خلالها دفع حصيلة الاشتراكات السنوية، و بالتالي سيضطر الصندوق إلى إعادة طلبها مما يؤخر من إعداد هذه الملفات. أما النقطة الثانية التي تم التركيز عليها خلال اللقاء، فتتعلق بشهادتي الانتساب و عدم الانتساب، اللتين يتم طلبهما غالبا من قبل الإدارات العمومية و كذا الجماعات المحلية، من أجل إعداد بعض الوثائق و الملفات، مثل منحة التمدرس أو قوائم السكن و قفة رمضان، و بالتالي عدد المواطنين الذين يتنقلون إلى الوكالات و يحدثون طوابير و فوضى، قد يفوق 10 آلاف، حسب ما يضيف المدير، الذي أكد أن الإجراء في غاية السهولة، إذ ما على الإدارات سوى إرسال القوائم عبر نظام رقمي، ليتم إعدادها و إرسالها خلال أجل أقصاه 48 ساعة، يشرح المسؤول، الذي أوضح بأن هذه الإجراءات تدخل في إطار تخفيف الأعباء على المواطنين.
و من خلال المداخلات التي قدمها إطارات بالوكالة، تم عرض بعض أنظمة عصرنة الضمان الاجتماعي، مثل خدمة «فضاء الهناء» الموجهة للمؤمنين اجتماعيا، الذين يمكنهم التسجيل فيها عبر الانترنت و الحصول على أرقام سرية، تمكنهم من الدخول في أي وقت إلى منظومة الضمان الاجتماعي، و الاطلاع على كافة المعلومات التي تخصهم حول بطاقة «شفاء» و التعويضات المرضية، و كذا الاستفسار عن أي إشكال دون التنقل إلى الوكالة، يضاف إلى ذلك خدمات أخرى مثل الدفع و التصريح عن بعد.
كما عرف اليوم التحسيسي، تقديم توضيحات عن الأساليب و الإجراءات الواجب اتباعها للتصريح بالعطل المرضية و كذا حوادث العمل التي يتعرض لها الموظفون، و في هذا الشأن كشف المدير عن جهل و عدم معرفة بالإجراءات من قبل الإدارات، ما يؤدي في أحيان كثيرة إلى ضياع حقوق المؤمنين اجتماعيا، داعيا إياهم إلى التقرب من خلية الإصغاء، لمعرفة حقوقهم التي تبقى غير مستغلة، حسبه، بالشكل اللازم، ذاكرا على سبيل المثال خدمة النقل لفائدة المرضى.
و فيما يخص العطل المرضية، أكد المدير أنها تكلف الوكالة أكثر من 40 مليار سنتيم كتعويضات سنوية، حيث وجه رسالة إلى الأطباء بضرورة التحلي بـ «المسؤولية» في تقديم العطل المرضية، و التي أكد بأن الوكالة ستكثف من نظام المراقبة الطبية للحد منها، من خلال زيارة المؤمنين المعنيين في منازلهم.
عبد الرزاق.م