لفظ، فجر أمس الجمعة، طفل في الثالثة عشر من العمر أنفاسه الأخيرة على مستوى المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، بعد العثور عليه معلقا بوشاح لُفّ حول رقبته داخل حمام مسكنه العائلي بحي «وادي الحد» الشعبي، و ترجح العائلة فرضية ممارسة الضحية للعبة «الحوت الأزرق»، في حين تواصل مصالح الأمن تحقيقها في الحادثة.
واهتز، حوالي الساعة الثانية والنصف فجرا، حي الإخوة عباس المعروف محليا بوادي الحد، على وقع صراخ أفراد من عائلة تقطن على مستوى نهج «س»، وذلك بعد اكتشاف انتحار طفل «م.محمد هيثم» البالغ من العمر 13 سنة على مستوى حمام المنزل العائلي، ليتم نقله نحو المستشفى الجامعي ابن باديس في حالة حرجة، بحسب ما أوضحته مصادر طبية، قبل أن يفارق الحياة في الساعات الأولى للصبيحة.
وأوضح مدير المستشفى الجامعي ابن باديس كمال بن يسعد في تصريح للنصر، أن الضحية نقل فجرا نحو مصلحة الاستعجالات الطبية في حالة جد حرجة، حيث تم تحويله مباشرة نحو الإنعاش، سيما وأنه كان في حالة اختناق متقدمة جدا، وقد حاول الطاقم الطبي المناوب تقديم العلاج اللازم، غير أن كافة الجهود باءت بالفشل ليتم إعلان الوفاة، مضيفا أنه قد تم تحويل الضحية نحو مصلحة الطب الشرعي لتشريح الجثة و معرفة السبب الحقيقي للوفاة، قبل تسليمه للعائلة.
وعلى مستوى حي الإخوة عباس، تجمع العشرات من جيران وأقارب ومعارف العائلة بالقرب من المسكن، للتضامن مع أسرة الطفل محمد هيثم الذي كان يدرس في السنة الأولى بمتوسطة بن يحيى المكي، إذ وقفت النصر على تواجد ما يقارب مئة شخص بمحيط المنزل، الذي كان ممتلئا عن آخره بنسوة جئن لمواساة العائلة في مصابها، كما تزامن تواجدنا مع حضور عناصر الشرطة العلمية لمعانية مكان وفاة الضحية بالمنزل ورفع بعض الدلائل.
وقد تمكنت النصر من الوصول إلى مكان وفاة الضحية محمد هيثم بالمنزل العائلي، حيث سمح لنا أفراد عائلته بمعاينة الحمام مكان اكتشاف الواقعة، حيث دخلنا المنزل وتوجهنا مباشرة نحو الطابق الأول، أين يتواجد الحمام، وهو عبارة عن غرفة صغيرة ذات باب خشبي أبيض اللون، ومساحتها تقارب حوالي 4 متر مربع، وضعت بها خزانة خشبية وبعض الأغراض القديمة، وغير المستعملة. وقد أوضح لنا مرافقنا وهو ابن عم الضحية، أن محمد هيثم استعمل وشاح والده، وعلقه بمشجب الباب، ولف الوشاح حول عنقه جيدا بعد أن صعد فوق كرسي، ثم رمى بنفسه من فوق الكرسي، ليبقى بعدها معلقا بعض الوقت إلى غاية اكتشافه من طرف إحدى قريباته، بعد أن سمعت ضجة، وأضاف محدثنا، أنه عاين الطفل ولاحظ وجود رسم لحوت على مستوى يده اليسرى بواسطة قلم أخضر اللون، وإلى جانبه كتب شعار فريقه المفضل شباب قسنطينة.
عم الضحية أوضح في حديث للنصر، أن محمد هيثم لم يكن يملك هاتفا نقالا، وهو السبب الذي جعل من والديه لا يشكان في إمكانية وقوعه ضحية تطبيق الحوت الأزرق، كما أوضح محدثنا أن الطفل قبل وفاته بحوالي يومين، لمح لوالدته بذلك بعد أن صرّح لها بالقول: «أني وصلت للـ 35»، وهو ما اعتبرته العائلة مؤشرا واضحا حول استعمال اللعبة المذكورة، أما والدا الضحية فلم نتمكن من رصد أقوالهما بسبب حالتها النفسية المنهارة.
عبد الله.ب