انطلقت في الأيام الأخيرة، أشغال تزويد مشاتى العزيزية والتيطري بولاية تبسة بالكهرباء الريفية، بعد عقود من الانتظار كانت صعبة على سكان هذه المناطق الريفية الحدودية، حيث شرع المقاول في تجسيد المشروع الذي يمتد على طول 40 كلم، أين سيسمح بتغطية أكثر من 100 عائلة بالكهرباء، و بذلك يودعون حياة الظلام إلى غير رجعة.
و سبق لهؤلاء السكان مطالبة تزويدهم بهذه المادة الحيوية التي تبقى الشريان الأساسي في إعمار الريف ،وأكد ممثلون عن السكان لـ « النصر « ،أن وعود المسؤولين المتكررة لازمتهم لسنوات، ولم تجد طريقها إلى التنفيذ، حيث ظلت مطالبهم موثقة من قبل رؤساء البلدية المنتهية عهداتهم، ومسجلة عند اللجان المكلفة بدراسة الوضعية في المناطق الريفية التي تزور المنطقة عقب كل احتجاج، وأفاد السكان بأن منطقتهم لم تنل حقها من التنمية الريفية، رغم وجود عدد من الآبار التقليدية التي أنشئت من قبل الفلاحين، إلا أنها ظلت حبيسة الاستعمال، بسبب انعدام الكهرباء سواء الفلاحية أو الريفية. كما جدد الفلاحون و سكان المنطقة مطالبهم الرامية إلى إحداث نقلة نوعية في مجال الفلاحة التي تشتهر بها المنطقة ، وكان العشرات من سكان منطقتي العزيزية و التيطري الحدوديتين ببلدية بئر العاتر في تبسة، قد دخلوا قبل فترة في اعتصام مفتوح للمطالبة بتوفير الكهرباء لسكان المنطقتين الريفيتين، أين اختاروا منطقة زويرات بعد أن قرروا غلق الطريق الرابط بين المركز الحدودي بتيتة و مدينة بئر العاتر، أين منعوا عبور المركبات في الاتجاهين، مصرين على مواصلة احتجاجهم إلى غاية تلبية مطلبهم الوحيد.
و أكد السكان على أنهم تلقوا وعودا من قبل السلطات المحلية، بتزويد سكناتهم بالكهرباء، سيما و أن الكوابل الكهربائية تمر بالقرب من سكناتهم، و لم يخف سكان المناطق المذكورة المتاعب التي يكابدونها جراء انعدام الكهرباء لاسيما في فصل الصيف، حيث تشتد الحرارة و تتعرض الكثير من المواد الغذائية للتلف لغياب ثلاجات، بالإضافة إلى كثرة العقارب و الأفاعي التي تهدد حياتهم و خاصة فئة الأطفال ، فضلا على حرمانهم من حقهم في مشاهدة البرامج التلفزيونية ، كما يجد أبناؤهم صعوبات جمة في مراجعة دروسهم التي تتم على وسائل بدائية، و قد أعرب السكان عن سعادتهم و ارتياحهم لانطلاق مشروع تزويدهم بالكهرباء الريفية الذي سينهي معاناتهم، و يدخلهم مرحلة جديدة في حياتهم، و يشجعهم على الاستقرار في الريف و خدمة الأرض و تربية الماشية، مع العلم أن مصالح البلدية سعت جاهدة مع السلطات الولائية لتلبية هذا المطلب المشروع، بعد تذليل الإجراءات الإدارية و المالية التي استغرقت بعضا من الوقت.
ع.نصيب